يوم كتبت: ناديا عبد الحميد..عن اأعمال الفنان Hassan Dawod بجريدة الأهرام عام 2022م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #2
    يقدمها الفنان حسن داود بلغة الفوتوغرافيا
    المرأة تسرد أسرار التاريخ

    الجمعة 29 من شعبان 1443 هــ 1 أبريل 2022 السنة 146 العدد 49424
    نادية عبدالحليم




    فى شهرمارس الذى يُعد «شهر المرأة» بإمتياز حيث الاحتفال باليوم العالمى للمرأة و»يوم المرأة المصرية» إلى جانب «عيد الأم» يقدم المهندس الفنان د.حسن داود مجموعة جديدة من صوره الفوتوغرافية التى تحتفى بالمرأة المصرية باعتبارها كيانا حيويا محفزا للذاكرة على استحضارمكانتها فى الحضارة الفرعونية كنموذج فريد لازال يدهش العالم حتى اليوم، لاسيما فى ظل المكاسب العديدة التى تحققت لها أخيراً، ومن أهمها تقلدها الكثير من المناصب الرفيعة وتمثيلها بنسبة كبيرة فى دولاب العمل الحكومى والخاص. علاوة على مانالته المرأة من إشادات فى العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية.

    تأتى المرأة فى أعمال حسن داود كركيزة إنسانية أساسية وتحتل مساحة واسعة للتشكيل فى لوحاته كبنية حياتية وفنية معاً، يقول لـ»الأهرام»:»المرأة هى نصف المجتمع، وهو النصف الحى الذى يعطى للحياة الروح والقيمة والمعنى، أضف إلى ذلك إننى حين أبحث عن التعبير فإننى أجده لدى المرأة، فهى أكثر صدقاً وقدرة على نقل الأحاسيس والأفكارمن الرجل؛ ومن ثم يُعد وجودها أساسى فى كل أعمالى الفنية».

    ومن صورة إلى أخرى ينسج داود رؤية تشكيلية متكاملة للمرأة المصرية مسلطاً الضوء خلالها على مكانتها ومشكلاتها وأوجاعها وأحلامها ولحظات سعادتها وشقائها، محاولاً المشاركة فى تحقيق تغيير مجتمعى إيجابى لصالحها؛ بل يتجاوز ذلك كله فى بعض اللوحات ليقدم المرأة كرمز للوطن نفسه، ويقف المشاهد طويلاً على سبيل المثال أمام رائعته»مصر.. تسرد أسرار التاريخ»؛ ففيها يتجسد الشموخ والقوة من خلال موديل تظهركإمرأة فرعونية يقول:» تمثل مصر لنا كل شىء؛ فهى الأرض والوفاء والانتماء والهيبة والكنوز التراثية وغير ذلك؛ ومن هنا كان ينبغى لى تجسيدها بلغة فنية تحمل كل الشموخ و التحدى والإرادة».

    ومنها ننتقل إلى لوحات أخرى تتضمن معانى ورموزا وقضايا مختلفة لكن تبقى القضية الأساسية التى تشغله هى هى قضية وجود المرأة فى المجتمع كشريك فاعل، له قيمته التى يستحقها «هذه هى القضية الأهم، وكل القضايا الأخرى ثانوية، فإذا كانت حقوقها تمثل مساحة مهمة من اهتماماتها ومن أطروحات المؤتمرات و المحافل الدولية فإنها قد تكون فى بعض جوانبها مثيرة للجدل، أو قابلة للنقاش، أما مايتعلق بمكانتها وكيانها ودورها الرئيسى فى المجتمع فإن الأمر ينبغى أن يكون محسوماً ولا خلاف ولا اختلاف حوله». إلى هذا يعبر حسن داود عن قضيته بجوانبها المختلفة بأعمال تنتمى إلى الفوتوغرافيا التشكيلية الرمزية؛ وهى فوتوغرافيا تحتفى فى الأساس بالتشكيل، ولا تعتبر الكاميرا أو العدسة سوى أداة، بمعنى أنه يتم استعراض الصورة الفوتوغرافية بما تتضمنه من فكركمشهد فنى لامجرد تسجيل للحظة، وهو ما يأخذنا إلى فنانى عصر النهضة حين كانوا يقدمون أى موضوع أو قصة أو رسالة من خلال رسم مشهد كامل يتضمن الإضاءة و والإكسسوارات والشخوص وسائر العناصر المكملة للعمل الفنى.

    وفى السياق ذاته نلتقى فى أعماله بمشاهد تبرز قيمة المرأة إنسانياً قبل أى اعتبار آخر،يقول:»أرى أن هذه القيمة هى الأعلى دوماً، ويستطيع الفن التعبير عنها ببراعة، لكن لا ينبغى أن يكون وجود المرأة فى التشكيل أقل منه فى الأدب والسرد والشعر وغير ذلك».

    تمثل المرأة فى عالم داود منصة حقيقية لصياغة أعمال فنية فى شتى المجالات والأفكار ففى العمل الذى يحمل عنوان «ملكة بلا مملكة» على سبيل المثال نستطيع أن نستشعر أن كل امرأة ملكة حتى لو لم تكن ذات مملكة خاصة بها، فهى تكتسب هذا اللقب من خلال ما تمثله لنا من مكانة على المستوى الشخصى، يتابع قائلا:» إن الأم ملكة، والأخت ملكة، والزوجة ملكة، والمُعلمة ملكة، وغير ذلك، كُل حسب مكانتها وعطائها لنا أوماتمثله من دور مجتمعى بارز».

    وإذا كان الجوكرJoker أوالمهرج التى ابتكرها كل من جيرى روبنسون وبيل فينجر ونوب كين هى شخصية من أكثر الشخصيات الشريرة والعدائية فى تاريخ الأدب والسينما، فإن الفنان حسن داود لم يستلهم منها سوى ملابسها الملونة وأصباغ وجه المهرج. حيث قام برسم وجه الموديل على الطبيعة بالألوان قبل أن يشرع فى تصويرها ليقدم لنا بعد ذلك عملا ًيتمتع بمعنى عميق يقوم على تعدد أدوار المرأة وتلونها من أجل أن تستمر فى الحياة كإمرأة قوية معطاءة برغم كل آلامها» اختيارى للجوكر رمزى جاء للتعبير عن أدوارها المتعددة ومشاعرها المتناقضة، و إلى أى مدى يمكن تكون حزينة وتتألم و بالرغم من ذلك تبتسم أمام الجميع فى ثبات وقوة، فهو إذن تلون إيجابى!».

    ومن الرمزية إلى الأفكار الفلسفية التى تتضمنها بعض الأعمال ننتقل مع داود إلى رؤى تحاول تغيير المجتمع إلى الأفضل باعتبارها تحمل كل مقومات هذا التغيير، فنجده يجسدها كـ»روبوت» أو آلة تحركها «السوشيال ميديا» يقول:»هنا أقصد الإنسان بشكل عام الذى أصبح بمثابة آلة تحركها التكنولوجيا،إنها صرخة تحذير من افتقادنا إلى دفء الحياة و الروابط الاجتماعية، ولأن المرأة هى التى تقود الأسرة فعليها أن تنتبه».

    وتتوالى أعماله التى تقدم حالات وموضوعات مختلفة تشغى بالقضايا والمعانى والمشاعر العميقة، والتى يسيطر على عدد كبير منها أجواء من الموسيقى، وكأنها تأبى أن تفارق المرأة، وهو مايفسره قائلاً فى سياق حديثه لـ»الأهرام»:»الموسيقى ترمز إلى السمو الروحانى والسلام الداخلى والأحاسيس الراقية، والمرأة حين تقدم فكرها ووجدانها وحنانها وتضحياتها وعطاءها اللامحدود لأسرتها أوعملها أومجتمعها إنما تكون فى واقع الأمر فنانة تعزف أجمل لحن فى الوجود».

    تعليق

    يعمل...
    X