تويت
■ من حقيبة مسافر:
* المروحة اليدوية Le ventilateur manuel
في زياراتي لمدن الأندلس، لاحظت إنتشار المراوح اليدوية. وهي ظاهرة تجعل الزائر يتنبه إلى أهميتها كعنصر من عناصر الثقافة الإسبانية على مر العصور، كما وجدت نماذج منها في العديد من متاحفهم ، وتمتلئ منها أسواقهم ومخازن بيع التحف والتذكارات.
تقول المصادر أن هذه المرواح وجدت منذ آلاف السنين وأخذت أشكالاً متنوعة: الدائري ونصف الدائري والمستطيل ... بل أنها صنعت من مواد مختلفة: جلود الحيوانات الصغيرة وقماش الحرير وريش النعام وريش الطاووس... وبعضها تحولت إلى لوحات فنية مهرت بتواقيع رسامين كبار.
أول أداة إستخدمها الإنسان على وجهه هي يده، ثم ما لبث أن فكر بوسيلة أخرى، وهذا ما طرق مخيلته لإختراع المروحة اليدوية.
عرفت في اليونان القديمة في القرن الثامن قبل الميلاد، واستخدمها المصريون الأوائل مصنوعة من أوراق النيلوفر أو من ورق البردي، فقد عثر على مروحتين تعودان إلى ما قبل 4000 سنة في قبر توت عنخ آمون، كانت إحداهما من الذهب.
إستخدمها الصينيون مصنوعة من قطع الخيزران بلصقها على قماش رقيق من الحرير أو الورق. كذلك أستخدمت في اليابان في القرن الثامن الميلادي بألوانها الزاهية.
في القرن السادس عشر، أحضر البرتغاليون المراوح إلى أوربا وأقبلت نساؤها على إستخدام المراوح الملونة.
أما عند العرب فقد دخل لفظ " مروحة " المعجم العربي بوصفها آلة ططا أكف الحبائب
وذكر أن صلاح الدين الأيوبي تلقى هدية مروحة بيضاء ، مصنوعة من خوص النخل، من شجرة مزروعة قرب قبر الرسول ﷺ ، وفيها مكتوب :
أنا من نخلة تجاور قبرا
ساد من فيه سائر الخلق طرا
وذكر أيضاً أنه كان لعبد الملك بن مروان جاريتين تحملان مراوح لتخفيف حر القيظ عنه.
ورد رسم المروحة في كثير من اللوحات الفنية والمخطوطات وكيف كان الملوك في مجالسهم وحتى في معاركهم يكلفون خدامهم بحمل المراوح للتهوية عليهم.
----- M.Soleiman Almadfaa ---------