أل ثاني Al Thani . الأسرة الحاكمة في قطر منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي للآن.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أل ثاني Al Thani . الأسرة الحاكمة في قطر منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي للآن.

    ثاني (ال)

    Al Thani - Al Thani

    ثاني (أل ـ)

    الأسرة الحاكمة في قطر منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حتى اليوم.
    ففي أوائل القرن الثامن عشر هاجرت الأسرة التي تعود بجذورها إلى المعاضيد الوهبة من حنظلة بن مالك التميمي، من أشيقر بمنطقة الوشم بنجد، حيث تنقلت هناك بين عدد من المدن، حتى وصلت إلى واحة «يبرين» ثم «أسكك» في الجزء الجنوبي من قطر، وبحلول منتصف القرن الثامن عشر انتقلت الأسرة إلى الجزء الشمالي الذي يضم الزبارة والرويس وفويرط، وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، استقرت في الدوحة بعد مقتل عيسى بن طريف زعيم قبيلة آل بن علي، وتولى زعامتها محمد بن ثاني (ت 1878) الذي عرف بشيخ الدوحة، وهو من مواليد فويرط.
    عزز صيد اللؤلؤ وتجارته اللذان مارسهما جد الأسرة ثاني وأحفاده، مركز الأسرة ومكنهم ذلك من كسب ود القبائل المجاورة، وغدا لهم مركز تجاري متميز بين القبائل الأخرى.
    خاض محمد بن ثاني صراعاً عنيفاً مع القبائل المجاورة في أبو ظبي، والبحرين، وعمان وامتد الصراع ردحاً طويلاً، تدخلت فيه السلطات العثمانية حيناً، والبريطانية أحياناً، وآل سعود في أحيان أخرى، في سياق التنافس الدائر رحاه بين هاتيك الأطراف، والرامي للسيطرة على إمارات المنطقة، وتمكن محمد بن ثاني من إقامة نواة الدولة، ويعد بحق، المؤسس الحقيقي للدولة. فقد عزز مركزه خارجياً وذلك بتحالفه مع فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية، الذي قام بزيارة إلى قطر أوائل 1851م، كما وقع اتفاقية في الثاني عشر من أيلول 1868م، مع الكولونيل لويس بيلي المقيم البريطاني في الخليج والتي حددت بوضوح كيان الدولة القطرية، وبرزت قطر مسؤولة وحدها عن إقليمها تحت زعامة الشيخ محمد بن ثاني، كما تعهد الشيخ أن يحل مشكلاته وخلافاته مع مجاوريه عن طريق المقيم البريطاني، الذي يفصل فيها، وأن لا يقدم أي مساعدة لشيخ البحرين، ومن جانبه بعث الكولونيل بيلي برسائل إلى زعماء القبائل القطرية يبلغهم فيها بزعامة محمد بن ثاني للبلاد.
    وفي عام 1872م، طلب من العثمانيين في الإحساء حمايته من اعتداءات البدو، وبحلول عام 1876م، سلم المسؤولية الإدارية لابنه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني.
    أكمل الشيخ جاسم بن محمد (1242هـ/1825م) مسيرة والده وتحمل مسؤولية إنجاز مشروع إقامة الدولة، بعد أن بلغ والده الكبر وأعوزه الحزم، وغدا كفيف البصر، فاستلم مقاليد الأمور، وكان حاسماً، وطموحاً، يأمل في بسط نفوذه وسيطرته على جزيرة العرب، ووضع خططاً لضم عمان، إلا أن بريطانية لم تبارك هذا التوجه، وحاول استغلال النزاع الداخلي على السلطة في الكويت، إلا أنه أخفق أيضاً، ورنا ببصره لضم الإحساء، ولكن حالت تركية دونه وتحقيق هذا المطمح، عندئذ استقر رأيه مرغماً على الاكتفاء بقطر، والعمل على إنشاء إمارة يكون في وسعها الوقوف بصلابة وتتصدى للتحديات الداخلية والخارجية، وقيض له ذلك، لما تحلى به من صلابة وإصرار. وتفقه جاسم بن محمد على أيدي علماء الدين، ووصل إلى مرتبة القضاء وجالس الشعراء وسجل أحداث حياته شعراً، وصاحب شاعر نجد محمد بن عثيمين وعمل بالتجارة وكان يملك أكثر من 25 سفينة تعمل في صيد اللؤلؤ كما كان من كبار تجاره في المنطقة، وقام برحلات إلى الهند لتسويق اللؤلؤ. واجهته مشكلات خارجية عدة كان محركها العثمانيون وشيوخ البحرين وأبو ظبي والكويت وبدو الإحساء، حيث استطاع بحنكته السياسية أن يقود بلاده إلى بر الأمان وخاصة في ظل الصراع السياسي بين تركية وبريطانية.
    سارت العلاقات القطرية العثمانية بصورة حسنة، إلا أن محاولات العثمانيين زيادة نفوذهم في قطر عن طريق تعيين مسؤولين عثمانيين بما في ذلك إداريين في الزبارة والدوحة والوكرة وخور العديد، وإصرار تركية بإنشاء دار للعوائد الجمركية في الدوحة وتعزيز حمايتهم فيها، اعتبرها الشيخ جاسم تدخلاً في شؤون قطر الداخلية، حيث اعترض على تلك المشروعات مما أدى إلى نشوب معركة مع العثمانيين في آذار 1893 م في الوجبة، استطاع فيها الشيخ جاسم وقواته إلحاق الهزيمة بالعثمانيين. ومنذ ذلك الوقت وجه الشيخ اهتمامه لتحسين علاقاته مع الدولة البريطانية.
    إضافة إلى ما واجه الشيخ جاسم من مشكلات داخلية، تمثلت في منافسيه تجار اللؤلؤ من رعايا بريطانية الهنود، ومشكلاته مع القبائل التي اعتادت العبور إلى قطر من كل من عمان والإحساء الذين طالما هددوا الأمن داخل الدوحة.
    واجه الشيخ جاسم المشاكل الداخلية التي نجمت عن مقتل شقيقه الشيخ أحمد في كانون الأول عام 1905م، والذي كان يتولى مسؤولية القائمقامية نيابة عن أخيه منذ عام 1893م، وما أحدثه من تصدع في البيت الحاكم حيث عمل الشيخ في مواجهتها وحلها على أعلى مستوى من الحكمة. توفي الشيخ جاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة في 17 تموز 1913م.
    تولى الشيخ عبد الله بن جاسم الحكم بعد وفاة أبيه، وكان حكمه أطول فترة في تاريخ قطر (1913-1949م) وفي عهده تم جلاء الأتراك عن قطر عام 1915م، ووقع معاهدة (1916م) مع بريطانية، دخلت بموجبها قطر ضمن دائرة النفوذ والحماية البريطانية، كما وقع الشيخ عبد الله أول اتفاقية لمنح امتياز بترولي لشركة البترول الإنجليزية ـ الفارسية وذلك في 17 أيار عام 1935 ويعد عبد الله أحد الأقطاب الهامة والبارزة في تاريخ قطر بعد جده ووالده جاسم. توفي الشيخ عبد الله في 25 نيسان عام 1957م.
    حكم قطر عدد من شيوخ آل ثاني، كان منهم الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، الذي تم في عهده تصدير أول شحنة من بترول الحقول البرية في قطر في تشرين أول 1949م، وبذلك دخلت قطر عصر البترول، ثم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، حيث شهدت فترة حكمه نمو النشاط الاقتصادي في قطر نتيجة لاكتشاف عدد كبير من حقول البترول في البلاد، كما تم استحداث نظام إداري حديث واستقلت البلاد في عهده في أيلول عام 1971م، وتولى الحكم من بعده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي عمل على تطوير البلاد وتحديثها، محاولاً استغلال النفط وعائداته، ومعتمداً سياسة اقتصادية تقوم على تنويع الاقتصاد والتوسع في قطاع الزراعة، وإقامة عدد من الصناعات الجديدة.
    في 27/6/1995م، تقلد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان نائباً للحاكم وولياً للعهد منذ 31/5/1977، ووزيراً للدفاع وقائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة، زمام الحكم ومسؤولياته الكاملة، ولدى توليه الحكم في البلاد حدد سموه احتياجات قطر في القرن الحادي والعشرين، وقد جعل تطوير التعليم الفني والمهني من أولويات اهتماماته بجانب تطوير الإدارة في البلاد وشهدت قطر تحت قيادته عملية تحول ديمقراطي عندما جرت أول انتخابات حرة ديمقراطية للمجلس البلدي المركزي، في آذار عام 1999م، وشاركت فيها المرأة القطرية انتخاباً وترشيحاً، كما شكل سموه لجنة عليا من الخبراء والمختصين للعمل على وضع دستور دائم للدولة تمهيداً لأول انتخابات برلمانية في البلد، وبدأ عهد جديد من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وعلاقات البلاد الخارجية.
    وفي 22/10/1996م، أصدر سموه قراراً أميرياً بتعيين نجله سمو الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولياً للعهد.
    برز من هذه الأسرة عدد من الرجالات الأعلام، تولى الكثير منهم مناصب وزارية مختلفة، منهم: الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وزير المعارف، والشيخ أحمد بن سيف وزير الدولة للشؤون الخارجية، والشيخ جاسم بن محمد وزير الكهرباء والماء عام 1970م، والشيخ سحيم بن حمد وزير الخارجية (1972م) والشيخ عبد العزيز بن خليفة وهو مجاز في العلوم السياسية والاقتصادية من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة وكان وزيراً للمالية والبترول ورئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للبترول، والشيخ فيصل بن ثاني وزير الصناعة والزراعة، والشيخ محمد بن حمد وزير التربية والتعليم والشيخ خالد بن حمد وزير الداخلية، والشيخ ناصر بن خالد وزير الاقتصاد والتجارة والشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء لحالي وغيرهم كثر، وهكذا تمكنت أسرة آل ثاني وبفضل نضال شيوخها من ترسيخ وجودها، رغم الكثير من المعارك والخلافات والحوادث الدامية التي شهدتها قطر، ومدنها وقراها، واستطاعت مع ما اعترى المسيرة من اضطراب تثبيت سلطانها والنجاح في تأسيس دولة مستقلة، ومازال أبناء هذه الأسرة يتولون حكم قطر حتى اليوم.

يعمل...
X