جدلاً حول ريادته الفنان المعلم فاتح المدرس..الناقد :سعد القاسم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جدلاً حول ريادته الفنان المعلم فاتح المدرس..الناقد :سعد القاسم

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٣٠٣١٩-١٦٠٣٠٦_Facebook.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	71.3 كيلوبايت 
الهوية:	85815
    أثارت الحلقات السابقة من (متحف الوطن الافتراضي) عن الفنان المعلم فاتح المدرس جدلاً حول ريادته لاتجاهات الحداثة في الفن التشكيلي السوري، جدل بدأ فعلياً مع احتفال الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري العام الماضي بمئوية ولادته، وفي إطار هذا الجدل تكرر القول أن المدرس لم يكن الأول في الاتجاه نحو الحداثة - مع أن أحداً لم يقل هذا - بل أن الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة قالت في كلمة افتتاح الموسم بالحرف الواحد: «نحتفل اليوم بمرور سبعين عاماً على فوز لوحة (كفر جنّة) للفنان فاتح المدرس بالجائزة الأولى للتصوير في معرض رسمي أقيم في دمشق، فكان ذلك تأريخاً رسمياً لانطلاق عصر الحداثة وتحرير الوعي الثقافي في الفن التشكيلي السوري وإطلاقه إلى أفاق أرحب وأغنى».
    الجوهر إذن تأريخ رسمي، وحدث مختار، لا تفضيل لفنان على آخر، أو إسباق تجربة عن سواها. فالمدرس ينتمي إلى جيلٍ وُصف بجيل الحداثة، ولم يكن الوحيد فيه. ولا يجوز قصر الحداثة على رائد واحد. فمنذ خمسينات القرن العشرين كانت هناك حيوية فائقة في الفن التشكيلي العربي، و حوارات إبداعية عميقة واكبتها حركة نقدية واسعة، كما أن كثيرا من التشكيليين قد قدموا تجاربهم عبر ما يشبه البيانات الفنية سواء من خلال تقديمهم لأدلة معارضهم، أو من خلال اللقاءات الصحفية التي تحدثوا فيها عن تجاربهم. ومع دخول اتجاهات التجريد ساحة الإبداع التشكيلي العربي، احتدم النقاش حول مفاهيم الفن و خاصة مع أنصار الاتجاهات الواقعية، كما تصاعد الحوار حول الدور الاجتماعي للفن في ظل تحولات سياسية و اقتصادية و اجتماعية واسعة المدى و التأثير.
    و في وقت متزامن تقريبا ظهرت الاتجاهات التعبيرية كما لم تغب السريالية عن المشهد التشكيلي السوري فظهرت في أعمال عدنان ميسر (1921- 1979)، وروبير ملكي (1927)، لتعيد مجتمعة إلى واجهة الحوار الآراء المتباينة عن التراث و المعاصرة، و عن الدلالات الفكرية للفنون البصرية تحت عنوان العلاقة بين الشكل و المضمون. كانت هذه الخلافات الفكرية في الرؤى الفنية و حول الفن، و على الرغم من أهميتها و ضرورتها ، تشكل زادا لشرائح اجتماعية تقف موقف الرافض للفن التشكيلي بمجمله، معتبرة أن في اتجاهاته الواقعية ما يتعارض مع مفاهيمها الثقافية، و في اتجاهاته التعبيرية و التجريدية ما هو عصي على الفهم، و بالتالي فهو غير مبرر، وهو ما خلق صعوبات حقيقية أمام الطموح التشكيلي.
    وبالنسبة لسورية بدأت المرحلة الأكثر أهمية في تاريخ الفن التشكيلي السوري مع الاستقلال 17 نيسان (أبريل) 1946 ، فقد تعددت الجمعيات التي تهتم بالفن التشكيلي وظهر أول مظهر من مظاهر رعاية الدولة للفن التشكيلي، وظهرت في الفترة ذاتها أولى المحاولات في الكتابة النقدية فكانت الأساس الذي قامت عليه الكتابات النقدية اللاحقة، إضافة إلى أنها قدمت مساهمة غاية في الأهمية بتعريف الجمهور بالفن التشكيلي، خاصة وأن الجمعيات التي رعت الفن التشكيلي ضمت إلى جانب التشكيليين الكتاب والشعراء والموسيقيين وسواهم. لا نقول أن الفن التشكيلي في سورية قد حقق انتشاراً واسعاً عقب الاستقلال، لكن يصح القول أن المناخ الجديد والتطلع إلى بناء الثقافة الوطنية، مهدا له طريق الانعتاق من التبعية، والبحث عن هوية ذاتية له. وقد ظهرت أربعة اتجاهات أساسية ترجمت هذا التطلع، أولها استلهم التراث الفني السوري بعد الإسلام لجهة الخط والزخارف. والثاني استلهم التراث الفني السوري القديم وخاصة التدمري والمسيحي. والثالث أكد على الهوية المحلية من خلال الواقعية والتعبيرية. وأعاد الرابع المذاهب الغربية في هوية ذاتية. يُعتبر المعلم أدهم إسماعيل (1923؟ – 1963) أحد أهم ممثلي اتجاه استلهام التراث الفني السوري بعد الإسلام، وتكشف لوحاته الأولى عن شخصية فنية مستقلة وقد سعى للوصول إلى فن معاصر له هويته العربية الخاصة، و بدأت شهرته عام 1951 مع لوحة (العتّال) التي استخدم فيها الخط اللا متناهي، المستوحى من الخيط الواسع الاستعمال في الزخرفة العربية، محدداً الشكل عن طريقه. و تدل لوحة (الفارس العربي) عام1953على نضج أسلوبه في التعبير الفني. ثم اتجه ما بين 1961 و1963 إلى الموضوعات الجمالية وإلى استعمال الحرف العربي موضوعاً لتكوينات فنية جديدة، وفي اكتشاف ما يملكه التراث العربي من أشكال فنية يمكن استخدامها للتعبير عن مضامين متنوعة فأسهم في تجديد لغة التعبير الفني في سورية، وتلاقت أفكاره في هذا المجال مع مبادرات المعلم محمود حماد (1923 – 1989). الذي سعى لصنع لوحة تجريدية معاصرة باستخدام خاص للخط العربي باعتباره عنصراً تشكيلياً. ولهذا السبب قررت لجنة أيام الفن التشكيلي السوري أن يكون الموسم السادس مكرسا لمئويتي ادهم اسماعيل ومحمود حماد. وتكرر الحديث عن هذا الأمر في معظم اللقاءات الصحفية والتلفزيونية. خاصة أنه ليس هناك اجماع على سنة ولادة المعلم اسماعيل حيث ورد في مصادر ذات مصداقية عالية تشير الى أنه من مواليد عام 1923 اي ان مئوية ولادته هي هذا العام. ومن هذه المصادر كتاب (الاتجاهات التشكيلية في الاقليم السوري) للدكتور عفيف بهنسي الصادر عام 1960 اي قبل رحيل اسماعيل بثلاث سنوات. وكتاب طارق الشريف (عشرون فنانا من سورية) 1972. وقاموس (الفن للجميع) لسعد الله مقصود عام 2002. و كتاب (الفن السوري الحديث) الذي اصدرته صالة أتاسي عام 1998. وكتاب يارا معلا (الفن التشكيلي السوري – التشخيصية) عام 2014. في حين أوردت مصادر ثانية، ذات مصداقية عالية أيضاً، أنه من مواليد 1922. في كل الأحوال فإن الاحتفال بتجربتي اسماعيل وحماد معاً، للسبب السابق، يملك مبررات تشكيلية أكثر من الاحتفال المشترك بتجربتي اسماعيل والمدرس.
    ولد أدهم سماعيل في أنطاكية لعائلة وثيقة الصلة بالفن التشكيلي إذ كان أخوه الأكبر فناناً وخطاطاً معروفاً فيها، وكان له أثر كبير في حياة أدهم وتوجهه. ليكون بعد سنوات غير كثيرة أول الأشقاء الأربعة الذين أثروا حياتنا الثقافية والأدبية والفنية بحضورهم الحيوي، وإبداعاتهم الفنية والأدبية التي تستحق الوصف بأنها معالم مضيئة في تاريخنا الثقافي. صدقي (1924- 1972)، وعزيز (1927- 2019) ونعيم (1930- 1979).
    تجربة أدهم كانت تحت الضوء منذ البداية، بحكم أهميتها في المشهد التشكيلي السوري، ومساهمتهما في إطلاق تيارات الحداثة فيه. أما نعيم فقد كانت موهبته الفنية المبكرة خير دافع له ليتابع الدراسة في استنبول بإشراف أخيه عزيز. لكن نعيم لم يكتشف نفسه إلا حين نزح إلى دمشق عام 1955 وتعرف على أحيائها القديمة وما تحفل به من زخارف عربية، وما في هذه الزخارف من إمكانات تعبيرية. (يتبع)
    تعليقات الصور:
    أدهم اسماعيل بريشة شقيقه عزيز
    أدهم اسماعيل – من دمشق
    أدهم اسماعيل – العتّال (الحمّال)
    أدهم اسماعيل – الفارس العربي
    https://alwatan.sy/archives/338987
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1679231014419.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	55.7 كيلوبايت 
الهوية:	85816 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1679231022142.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	67.5 كيلوبايت 
الهوية:	85817 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1679231042969.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	54.2 كيلوبايت 
الهوية:	85818 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1679231049702.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	102.0 كيلوبايت 
الهوية:	85819
يعمل...
X