المختار بن أبي عبيد .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المختار بن أبي عبيد .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    المختار بن أبي عبيد

    عندما آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب ، كان أول عمل قام به هو عزل كل من المثنى بن حارثة الشيباني عن جبهة العراق ، وخالد ابن الوليد عن جبهة الشام ، وانتدب أبا عبيد الثقفي لقيادة المسلمين العراق

    وفي العراق كانت أول أعمال أبي عبيدة انتكاسة كبيرة للعرب ، كادت تخسرهم جميع ما حصلوا عليه في العراق من انتصارات ، وذلك معركة الجسر في منطقة قس الناطف على الفرات ، ففي هذه المعركة قتل أبو عبيد مع جمع كبير من قواته

    ترك أبو عبيد أسرة برز من صفوفها ابنه المختار ، الذي ربي في ، وكان سعد هذا قد التحق بخدمة علي بن أبي طالب وعندما تولى الحسن بن علي الخلافة لمدة يسيرة كان سعد واليا على المدائن . في تلك الفترة بدأت تظهر على المختار ملامح مطامح سياسية خاصة جعلت السلطة الأموية ترتاب به وتراقبه ، ففي أيام يزيد بن معاوية ، برز المختار في الكوفة كأحد أركان الثورة التي كانت معدة لصالح ، لذلك ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأودعه السجن ، وقد ظل فيه حتى بعدما قتل الحسين ، حيث توسط عبد بن عمر بن الخطاب لدى يزيد من أجل إطلاق سراحه . من هذا ندرك أن بداية حياة المختار السياسية ظهرت في العراق كنف عمه سعد الحسين بن علي الله
    يصبح وارتبطت بالنشاط الشيعي المعادي للحكم الأموي ، وبعدما أخرج المختار من السجن أمر بمغادرة العراق ، فتوجه إلى الحجاز ، وكان عبد الله ابن الزبير حينذاك يقاتل في مكة ضد الأمويين ، ولم يتردد المختار ، وهو الثائر على الأمويين ، عند وصوله إلى مكة في الانضمام إلى ابن الزبير ، ونظراً لبراعته ومؤهلاته كاد أن ندا لابن الزبير . وبما أنه لا يجتمع سيفان في عمد واحد ، قام صدام بينه وبين ابن الزبير فلقد كان لكل منها مطامحه الواسعة وبرامجه وأحلامه الخاصة في الوصول السلطة ، لذلك هرب المختار من مكة ، وعاد إلى الكوفة حيث كان الجو أكثر ملاءمة لتحقيق أهدافه وحين حل المختار بالكوفه ، وجدها تحت وطأة تحرك يهدف للأخذ بشار الحسين بن علي ، بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ، وعرف أتباع ابن صرد باسم التوابين ، وحاول المختار التدخل لدى جماعة التوابين لتعديل خططهم ، فأخفق ، فالتزم الصمت والمراقبة ، حتى إذا ماتحرك التوابون من الكوفة حيث نزل الدمار ، نشط المختار في الكوفة يبث دعوته بين الناس ، زاعماً أنه مفوض من قبل محمد الحنفية وموفد من قبله إلى أهل الكوفة ، للأخذ بثأر شهداء كربلاء . ولاقت دعوة المختار في البداية نجاحاً كبيراً ، فاستطاع السيطرة على الكوفة ومناطق كثيرة في بلاد الرافدين ، لكن ما أن شرع في تقريب الموالي والفقراء والعمل من أجل تطبيق برنامج في الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، حتى نفر منه ( أشراف الكوفة ، وأخذوا يقاومونه بشدة ، رافضين تصديق قوله بأنه موفد من قبل ابن الحنفية حتى أنهم أرسلوا وفداً إلى الحجاز لسؤال ابن الحنفية ، وعاد الوفد ومعه إجابة غير واضحة وكانت الكوفة المدينة التي قامت كمعسكر للجند في عهد عمر ابن الخطاب ، اثر فتح العراق ، قد تحولت الآن من معسكر للجند إلى مدينة سكنها جند الفتح الأوائل من العرب ، مع من لحق بهم فيها بعد من مهاجرة بداة شبه الجزيرة ، كما قطن فيها كميات كبيرة من سكان سواد العراق ومن الرقيق وأسرى الفتوح وبعض أسر الامبراطورية الساسانية المندثرة الذين بحثوا عن مكان ملاهم لهم في كيان الدولة الجديدة .

    ولقد أراد جند الفتح الأول الاستئثار بموارد العراق لأنفسهم وحرمان غيرهم ، وباتوا يدعون أنفسهم بالأشراف ، كما ان النظام الأموي قام بالاعتماد ما أمكن على المنصر العربي في مقابل العناصر غير العربية ، لذلك عاشت الكوفة في ظل صراعات قبلية متنوعة ، كما مزقها صراع طبقي عربي عربي ، وصراع طبقي عربي أعجمي ( موالي ) ، لهذا الكوفة الأفكار والدعوات المتطرفة وسواها . نشطت في

    وعندما أمسك المختار بزمام الأمور في الكوفة نادى بالمساواة بين الجميع ، لكنه اضطر في البدايه الاعتماد على مساعدة فئة من الاشراف حتى يتاح له السبيل لتكوين كوادر من الفقراء ، فتحالف مع إبراهيم بن الأشتر النخعي ، الذي كان قائداً باسلا ، عرف مثل أبيه من قبله بشدة عدائه الأمويين ورث عنه براعته القتالية ومؤهلاته العسكرية ، فصار الآن الساعد الأيمن المختار ، كما كان أبوه الساعد الأيمن لعلي بن أبي طالب.

    وبعدما ما أحكم المختار قبضته على الكوفة أخذ يلاحق قتله الحسين ابن علي ويقتلهم الواحد تلو الآخر ، وبذلك عظم شأن المختار وصار شخصية لامعة حظيت بإعجاب الشيعة وإكبارها في العراق وخارجه .
    يسجع عرشاً لعلي بن أبي طالب ، وأمر الناس بالتبرك به والطوفان حوله ، وفي نفس الوقت أخذ للعامه سجماً على طريقة الكهان ، فيه ما يوحي بمعرفة المستقبل ، أو الاتصال بخبر السماء . وأفاد هذا المختار كثيراً ، وإن استخدم فيما بعد كوسيلة للنيل منه والتشنيع به ، حق قيل بأنه كاد أن يدعي النبوة ، وأن حركته ما كانت إلا ردة جديدة في ظل الإسلام وتحت لواء اسمه الكيسانية ... كان على المختار أن يواجه عدة مخاطر ، داخلية وخارجية ، وجاءت المخاطر الخارجية من بلاد الشام حيث الحكم الأموي ، ومن البصرة التي دانت بالولاء لعبد الله بن الزبير ، كما تمثلت المخاطر الداخلية في حركات الأشراف ضده .

    وكان المختار عبقرية سياسية ثورية لانظير لها ، أدرك معطيات عصره وعرف ما يمكن أن يحرك الجماهير ، الجماهير في وسط فقير جاهل متدين ، نعم استخدم المختار الدين ، والإثارة العاطفية كأداة من أدوات التحرك الثوري ، ووسيلة من وسائل الاسراع في تطبيق

    برامجه بنجاح

    لقد أمر أن يخرج للعامة كرسي كساه بالديباج وزعم أنه كان

    وسمع المختار بأخبار زحف جيش أموي كبير ضده ، بقيادة عبيد بن زياد ، فانتدب له ابن الأشتر ، فأوقع به الهزيمة والدمار قرب الموصل ، وقتل ابن زياد وكبار ضباطه في ساحة المعركة ، وصارت الجزيرة الآن خاضعة لأتباع المختار . فكان ذلك ذروة النجاح بالنسبة للمختار ، لكنه في الوقت نفسه بداية الانهيار لقد كان ابن الأشتر من جماعات اشراف الكوفة ، وجمعت المطامح والعداء لبني أمية بينه وبين المختار ، وفي العادة إذا جمعت المطامح الله



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٣_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	65.2 كيلوبايت 
الهوية:	76103 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٣ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	80.7 كيلوبايت 
الهوية:	76104 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٤_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	83.0 كيلوبايت 
الهوية:	76105 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٤ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	73.2 كيلوبايت 
الهوية:	76106 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٥_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	78.2 كيلوبايت 
الهوية:	76107

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٤٥ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	62.6 كيلوبايت 
الهوية:	76109







    Al-Mukhtar bin Abi Obaid

    When the caliphate devolved to Umar ibn al-Khattab, the first thing he did was to isolate both al-Muthanna ibn Haritha al-Shaibani from the Iraq front, and Khalid ibn al-Walid from the Levant front, and he delegated Abu Ubaid al-Thaqafi to lead the Muslims in Iraq.

    In Iraq, Abu Ubaidah’s first act was a major setback for the Arabs, who almost lost all of their victories in Iraq, and that was the battle of the bridge in the area of ​​Qass al-Natif on the Euphrates. In this battle, Abu Ubaid was killed along with a large group of his forces.

    Abu Ubaid left a family from whose ranks his chosen son, who was raised in my family, emerged. This Saad had joined the service of Ali ibn Abi Talib. In that period, the features of the mukhtar began to show special political aspirations that made the Umayyad authority suspicious of him and monitored him. In the days of Yazid bin Muawiyah, the mukhtar emerged in Kufa as one of the pillars of the revolution that was prepared for Saleh, so Ubaid Allah bin Ziyad arrested him and put him in prison, and he remained there. Even after Hussein was killed, Abd ibn Umar ibn al-Khattab mediated with Yazid for his release. From this we realize that the beginning of Al-Mukhtar’s political life appeared in Iraq under the patronage of his uncle Saad Al-Hussein bin Ali Allah
    It became associated with Shiite activity hostile to the Umayyad rule, and after Al-Mukhtar was released from prison, he was ordered to leave Iraq, so he went to the Hijaz, and Abdullah Ibn Al-Zubayr was at that time fighting in Mecca against the Umayyads, and Al-Mukhtar, who was rebelling against the Umayyads, did not hesitate upon his arrival in Mecca to join Ibn Al-Zubayr, and due to his ingenuity and qualifications, he was almost equal to Ibn Al-Zubayr. And since two swords do not meet in one pillar, a clash arose between him and Ibn Al-Zubayr, each of which had his own wide ambitions, programs and dreams to reach power, so Al-Mukhtar fled from Mecca, and returned to Kufa, where the atmosphere was more suitable for achieving his goals, and when Al-Mukhtar arrived in Kufa, he found it Under the weight of a movement aimed at seizing Bashar al-Hussein bin Ali, under the leadership of Suleiman bin Sard Al-Khuza’i, and Ibn Sard’s followers were known by the name of the Repentants, and Al-Mukhtar tried to intervene with the repentant group to amend their plans, but he failed, so he remained silent and observant, even if the repentants moved from Kufa, where the destruction occurred, Al-Mukhtar became active In Kufa, he broadcasts his call among the people, claiming that he is authorized by Muhammad al-Hanafiyyah and delegated by him to the people of Kufa, to take revenge for the martyrs of Karbala. Al-Mukhtar’s call met with great success in the beginning, so he was able to control Kufa and many regions in Mesopotamia, but as soon as he began to bring the loyalists and the poor closer and work for the implementation of a program in social and economic reform, until the nobles of Kufa fled from him, and they began to resist him fiercely, refusing to believe his words That he was delegated by Ibn al-Hanafiyyah, so that they sent a delegation to Hijaz to ask Ibn al-Hanafiyyah, and the delegation returned with an unclear answer
    Al-Kufa, the city that was established as a camp for the soldiers during the era of Umar Ibn Al-Khattab, after the conquest of Iraq, has now turned from a camp for the soldiers into a city inhabited by the first Arab soldiers of the conquest, along with those who joined them there after the immigrants from the beginning of the peninsula. The inhabitants of Suad Iraq, slaves, captives of the conquests, and some families of the defunct Sasanian Empire, who searched for a place of refuge for them in the entity of the new state.

    And the first army of conquest wanted to monopolize the resources of Iraq for themselves and deprive others, and they began to call themselves the nobles, just as the Umayyad regime relied as much as possible on the Arab conqueror in exchange for the non-Arab elements, so Kufa lived in the shadow of various tribal conflicts, as it was torn apart by an Arab-Arab class struggle. And a non-Arab class struggle (loyal), for this Kufa extremist ideas and calls and so on. active in

    When Al-Mukhtar seized power in Kufa, he called for equality among all, but at first he was forced to rely on the help of a group of nobles in order to allow him the way to form cadres of the poor. The Umayyads inherited from him his combat prowess and military qualifications, so he has now become the chosen right-hand man, just as his father was the right-hand man of Ali bin Abi Talib.

    And after Al-Mukhtar tightened his grip on Kufa, he began to pursue his killers, Al-Hussein Ibn Ali, and kill them one after the other. Thus, Al-Mukhtar became a brilliant figure who was admired and revered by the Shiites in Iraq and abroad.
    He worshiped the throne of Ali bin Abi Talib, and commanded people to seek blessings from it and float around it. This Mukhtar benefited a lot, and if it was later used as a means to discredit him and vilify him, it is true that it was said that he almost claimed prophethood, and that his movement was nothing but a new apostasy in the shadow of Islam and under the banner of his name Al-Kaysaniyyah ... Al-Mukhtar had to face several dangers, internal and external And the external dangers came from the Levant, where the Umayyad rule was, and from Basra, which pledged allegiance to Abdullah bin Al-Zubayr, and the internal dangers were represented in the movements of the nobles against him.

    Al-Mukhtar was an unparalleled revolutionary political genius. He realized the facts of his time and knew what could move the masses, the masses in the midst of a poor, ignorant, religious person. Yes, Al-Mukhtar used religion and emotional excitement as a tool of revolutionary movement, and a means of accelerating the implementation of

    programs successfully

    He commanded that a chair be made available to the public, which he covered with brocade, and he claimed that it was

    Al-Mukhtar heard the news of a large Umayyad army marching against him, led by Ubaid bin Ziyad, so Ibn Al-Ashtar assigned him to him, causing him defeat and destruction near Mosul, and killing Ibn Ziyad and his senior officers on the battlefield, and the island is now subject to Al-Mukhtar's followers. This was the peak of success for Al-Mukhtar, but at the same time it was the beginning of the collapse. Ibn Al-Ashtar was one of the groups of the supervision of Kufa, and ambitions and hostility to the Umayyads gathered between him and Al-Mukhtar, and usually if the aspirations were combined with God

    تعليق

    يعمل...
    X