الحاكم بأمر الله .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحاكم بأمر الله .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    الحاكم بأمر الله

    في سنة ٩٩٦ م ، توفي الخليفة العزيز الفاطمي ، فخلفه ابنه أبو علي المنصور بلقب الحاكم بأمر الله ، وكان صبياً صغيراً ، فأديرت أمور الدولة من قبل عدد من الرجال إلى أن بلغ من السن ما مكنه من مباشرة الحكم بنفسه ، وما أن فعل ذلك حتى طبع العصير بطابعه الخاص ، ونظراً لكثرة ما قام به من أعمال اتسمت بالتناقض الظاهري الشديد ، ثم النهاية التي آل اليها ، اختلفت آراء الناس فيه في القديم والحديث ، فالدروز رفعوه الى المنزلة الإلهية، ويحيى بن سعيد الأنطاكي - وكان من معاصريه وسمه بالاصابة بالماليخوليا والجنون ، وفي القرن الثاني عشر الميلادي اعتبر المؤرخ الحلبي العظيمي رأي الأنطاكي دليلا على عدم الفهم ، وقصوراً في الإدراك ، وفي الوقت نفسه وصف وليم الصوري ـ وهو كبير المؤرخين الصليبيين اللاتين - الحاكم بتنين الرعب ، وفي عصرنا رأى بعض الكتاب في شخصية الحاكم لغزاً يستحيل حله ، ورأى آخرون فيه الشر والكفر وقام عبد المنعم ماجد فرفعه الى منزلة أبي بكر وعمر . والحق أن وصف كل من الأنطاكي ووليم الصوري متأثر إلى أبعد المحدود بعقيدة الرجلين ، وهي المسيحية ، ذلك أن الحاكم اتبع سياسة خاصة متشددة تجاه أهل الذمة من يهود و نصارى ، وكان باعثه على اتباع هذه السياسة هو أنه كان يعمل على تأسيس عقيدة جديدة ، أراد أن الناس عليها إن طوعاً وإن كرها . يجمع
    ويبدو ، أن الحاكم أراد أن يزلزل أركان مجتمع دولته ، خاصة في مصر فكان يصدر الأوامر الغريبة ثم يلغيها ، ويصدر غيرها وهكذا ، ولعله ابتغى من وراء ذلك تمهيد الطريق أمام عقيدته الجديدة ، ثم اقناع الناس بأنه فقط فعال لما يريد . ولم يكتف الحالم بالأخذ بهذه الوسيلة ، بل عمد الى الإكثار من سفك الدماء، خاصة دماء كبار رجالات الدولة ، ولعله أراد من وراء هذا إزالة رجال العقيدة القائمة ، لإحلال أتباع العقيدة الجديدة محلهم ثم الإيحاء بأنه هو وحده قادر على أخذ الحياة ممن يشاء ، وساعة بشاء وله الحق في ذلك كاملا دون اعتراض وقد واجه الحاكم العديد من الثورات ، كان أولها وأكبرها ثورة أبي ركوة الذي ادعى أنه هشام بن الوليد الأموي الأندلسي ، وقام نشاطه بين البدو الذين كانوا يقطنون الأراضي الليبية المصرية ، وبعد جهود مضنية تسنى للحاكم القضاء على هذه الثورة. وأتى بعد هذه الثورة التي ساهمت فيها قبائل بني قره العربية ، ثورة أخرى فجرتها قبائل طى، في فلسطين ، وقد جلبت طيء واحداً من أشراف مكة ، وأعلنته خليفة في الرملة ، وتيسر أيضاً للحاكم القضاء على هذه الثورة ، ثم واجه بعد هذا جيشانا شعبياً في بلاد الشام ، تزعمه الأحداث ، وقد نجح احداث مدينة صور بزعامة ملاح اسمه علاقة في انتزاع زمام الأمور في بلدتهم من الفاطميين ، وقام العلاقة بإعلان استقلاله ، وضرب نقوده الخاصة ، وكانت ردة فعل الحاكم تجاه هذه الثورة في غاية الشدة، حيث بعث اسطوله ضد صور ، وأردفه يجيش بري ، واستطاع الفاطميون أخذ صور ، وأوقعوا الهزيمة بالعلاقة وأسروه ، حيث حمل الى القاهرة ، وهناك سلخ هذا الثائر حياً ، وصلب بظاهر القاهرة
    وعندما شعر الحاكم باستتباب الأمور له ، بدأ بتحركه الديني ، فكان أن تخلى عن ملابسه المزركشة بالذهب ، ولبس الصوف وتظاهر بالزهد ، للدعاة بالقول بأن الإله قد حل فيه ، وقد نجم عن هذا و سمح التحرك الديني الجديد عقيدة جديدة عرفت باسم عقيدة التوحيد ، وشهرت باسم الحركة الدرزية ، فما خلفيات حركة الحاكم ، ثم ما هي المضامين العامة
    للعقيدة الجديدة ؟ . إن الإجابة على الشطر الأول من هذا السؤال نجدها في الكتابات الدينية الاسماعيلية ، فمن المعلوم أن مذاهب الشيعة العامة تطورت حول مسألة الإمامة ، وفي نفس الوقت طورت هذه المسألة وأغنتها بمواد جديدة ، وصور مبدعة ، ويمكن ملاحظة هذا عند الاسماعيلية بشكل جلي ، فالإمام عندهم ( في كل عصر وزمان هو الأوحد المؤيد من قبل الله ، وكل من جعل له نداً أو عديلاً ، فقد أشرك ، كشركه بالله العظيم : والإمامة عند الاسماعيلية متصلة منذ بداية الخليقة ، لم تنقطع ولن تنقطع . ، وحتى ظهور الأنبياء لم يؤثر عليها ذلك أن الأنبياء كانوا أئمة ناطقين ، تواجد إلى جانب كل منهم إمام صامت ، والأئمة كما هو معلوم ليسوا على درجة واحدة، بل تفاوتوا بالمكانة . ومن منطلق السبعية ، رأى الاسماعيليون أن الأنبياء ذوي هم سبعة كل واحد منهم جاء بشريعة ( فالولاية لآدم عليه السلام ، وان الطهارة لنوح ، وإن الصلاة لابراهيم وأن الزكاة لموسى ، وأن الحج لمحمد ، وأن الجهاد للقائم ، فمن هو القائم هذا ؟ العزم
    لقد استعارت الاسماعيلية وسواها من الأفلاطونية المحدثة تجربة تأويل النصوص المقدسة ، التي وجدت عند فيلون وتطورت أفلوطين




    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.٢٦_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	68.3 كيلوبايت 
الهوية:	75474 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.٢٦ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	78.5 كيلوبايت 
الهوية:	75475 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.٢٧_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	76.2 كيلوبايت 
الهوية:	75476 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.٢٧ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	77.2 كيلوبايت 
الهوية:	75477 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.٢٨_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	82.2 كيلوبايت 
الهوية:	75478

  • #2
    Ruler of God

    In the year 996 AD, the Fatimid Caliph Al-Aziz died, and his son Abu Ali Al-Mansur succeeded him with the title of Al-Hakim bi-Amr Allah, and he was a young boy. The affairs of the state were administered by a number of men until he reached an age that enabled him to rule by himself, and as soon as he did that, he was printed. Juicy in its own character, and due to the large number of works that he did that were characterized by extreme apparent contradiction, and then the end to which he reached, people’s opinions differed in the old and the modern. The great historian of Aleppo in the twelfth century AD considered the view of Antioch as evidence of lack of understanding and lack of understanding, and at the same time described William of Suri - who is the chief historian of the Latin Crusaders - the ruler as a dragon of terror, and in our time some writers saw in the personality of the ruler an impossible riddle, and others saw There is evil and disbelief in it, and Abdul Moneim Majid rose to the status of Abu Bakr and Omar. The truth is that the description of both the Antioch and William of Suri is influenced to the greatest extent by the belief of the two men, which is Christianity, because the ruler followed a strict policy towards the dhimmis, Jews and Christians, and his motive for following this policy was that he was working to establish a new belief, he wanted to People on it voluntarily and if unwillingly. collects
    It seems that the ruler wanted to shake the pillars of his state society, especially in Egypt, so he was issuing strange orders and then canceling them, and issuing others, and so on. The dreamer was not content with adopting this method, but rather deliberately increased bloodshed, especially the blood of the senior men of the state, and perhaps he wanted behind this to remove the men of the existing faith, to replace them with the followers of the new faith, and then suggest that he alone is able to take the life of whoever he wants, and for an hour he wants. He has the right to do so in full without objection. The ruler faced many revolutions, the first and largest of which was the revolution of Abi Rakawah, who claimed to be Hisham bin Al-Walid, the Umayyad Andalusian. After this revolution, in which the Arab tribes of Bani Qara participated, another revolution was triggered by the Tay tribes in Palestine. Tayy brought one of the nobles of Makkah and declared him caliph in Ramla. Al-Sham, led by the youths, and the events of the city of Tire, led by a navigator named Relationship, succeeded in wresting the reins of power in their town from the Fatimids, and the relationship declared its independence, and minted its own money, and the reaction of the ruler towards this revolution was very severe, as he sent his fleet against Tyre, and followed him Wild army, and the Fatimids were able to take Tyre, and inflicted defeat on the relationship and captured him, where he was carried to Cairo, and there this rebel was flayed alive, and crucified in the outskirts of Cairo
    And when the ruler felt that things were in order for him, he began his religious movement, so he abandoned his clothes embroidered with gold, wore wool and pretended to be ascetic, to the preachers by saying that God had settled in him. The Druze movement, so what are the backgrounds of the ruler's movement, then what are the general contents?

    of the new faith? . The answer to the first part of this question can be found in the Ismaili religious writings. It is well known that the general Shiite schools of thought developed around the issue of the Imamate, and at the same time they developed this issue and enriched it with new materials and creative images. This can be clearly seen among the Ismailis. Every era and time is the only one supported by God, and everyone who appoints an equal or equal to him has committed shirk, just as he shirked God Almighty: and the Imamate according to the Ismailis is continuous since the beginning of creation, it has not been interrupted and will not be interrupted, and until the appearance of the prophets did not affect it, because the prophets were imams Speakers, there was a silent imam next to each of them, and the imams, as is well known, are not of the same degree, rather they differed in status.In terms of the seven, the Ismailis saw that the prophets were seven, each of them came with a law (the mandate is for Adam, peace be upon him, and that purity is for Noah, and that The prayer is for Abraham, the zakat is for Moses, the pilgrimage is for Muhammad, and the jihad is for the Qa’im, so who is this Qa’im?

    The Ismailis and others borrowed from the Neoplatonists the experience of interpreting the sacred texts, which was found in Philo and developed by Plotinus with

    تعليق

    يعمل...
    X