قلاع عمان وثائق تاريخية وفنية لا علاقة لها بالبرتغاليين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلاع عمان وثائق تاريخية وفنية لا علاقة لها بالبرتغاليين

    قلاع عمان وثائق تاريخية وفنية لا علاقة لها بالبرتغاليين


    الباحث المصري محمود صادق يدرس تاريخ حصون عمان ويسرد حكاياتها.
    الأحد 2023/02/12
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    مبان من عمق الحضارة العربية

    المعمار القديم ليس مجرد مبان من حجارة بل هي وثائق تاريخية حية، تتناقل من جيل إلى جيل الحكايات والأحداث وحتى تفاصيل الحياة لذا فهي عناصر ثقافية هامة، ومن الضروري حمايتها وتثمين تواريخها والتركيز على دراستها بعمق وفتحها أمام الآخر بما توفره من نافذة ثقافية.

    عُرفت سلطنة عُمان بأرض الحضارات العريقة التي تمتد جذورها إلى ما قبل التاريخ، والتي أثارت العديد بجمالها ورقيها، حيث أصبحت محط أنظار العديد من علماء الآثار والمختصين برعاية التراث، فتسابقت إليها البعثات الأثرية للكشف عن مدخرات ذلك الماضي العريق، وذلك من أجل الكشف عنها، وفحصها، ومعرفة الكثير عن أسرار تلك الحقب التاريخية التي تركت بصماتها واضحة تتجسد في روعة مبانيها المعمارية، والتي تتمثل في بناء القلاع والحصون والأسوار والأبراج والمدن القديمة المنتشرة في ربوع السلطنة وبقاعها والتي تعد شاهدا حيا على الرقي الحضاري الذي وصلت إليه البلاد خلال الحقب التاريخية المتعاقبة.

    ومن هذا المنطلق دارت الفكرة في جامعة المنيا بجنوب مصر عام 2016 عن عدم وجود دراسات تتناول قلاع وحصون سلطنة عُمان بشيء من الجدية، فما يتم تناوله هو عبارة عن شذرات، كان هذا ضمن محاضرة علمية ألقاها الأكاديمي محمود درويش أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بكلية الآداب بالجامعة. فكان السبق للباحث محمود محمد صادق الذي تقدم بخطة محكمة لدراسة قلاع وحصون محافظة مسقط بسلطنة عُمان كخطوة استباقية أولى للحصول على درجة الماجستير، وسرعان ما تقدم بخطة بحثه إلى قسم الآثار التي اعتمدت من قبل مجلس القسم والكلية.
    الدراسة الميدانية



    القلاع تخفي دهاء المعماريين


    انطلق الباحث إلى سلطنة عمان لدراسة قلاع وحصون محافظة مسقط متحملا جميع أعباء الدراسة على نفقته الخاصة، واستطاع خلال المدة التي قضاها بالسلطنة من جمع المادة العلمية الخاصة بسياق الدراسة وكتابتها، لتتم مناقشته في جامعة المنيا في شتاء 2018، وتمنحه اللجنة العلمية المشكلة درجة الماجستير بدرجة ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات المختلفة، وأخيرا طبعت هذه الرسالة ككتاب صدر عن مؤسسة الأمة العربية للنشر بعنوان “الاستحكامات الحربية في مسقط بسلطنة عمان”.

    يلفت صادق إلى إجرائه دراسة ميدانية أثرية لعدد من المباني الدفاعية في محافظة مسقط وهي: أسوار مدينة مسقط القديمة، وقلعة الجلالي (995 هـ/ 1587 م)، وقلعة الميراني (995 هـ/ 1588 م) بالإضافة إلى التحصين الدفاعي الذي يقع على رأس مدخل خليج المكلا، وتقع العمائر سابقة الذكر بولاية مسقط التي تعد من أهم المناطق بمحافظة مسقط لكونها مركزاَ للحكم والإدارة ويقبع بها قصر العلم لسلطان عُمان.

    جميع القلاع العمانية هي استحكامات دفاعية عربية الطراز عُمانية الأصل لا تمت للبرتغاليين بصلة إلا في الاسم

    بالإضافة إلى ذلك استعرض الباحث قلعة مطرح الشهيرة والتي تسمى خطأ بالحصن البرتغالي، حيث ينسبها الباحث إلى عصر دولة اليعاربة، عهد سيف بن سلطان اليعربي، وتقع أعلى تلة صخرية شديدة الارتفاع بولاية مطرح شمال غرب ولاية مسقط، وأيضا استعرض واحدا من المباني الدفاعية المحصنة والتي عبرت عن جودة المعمار العُماني في البناء والإنشاء وهو “حصن بيت الفلج” الواقع بحي بيت الفلج بمنطقة دار سيت التابعة لمنطقة “روي” التي تتبع في التقسيم الجغرافي ولاية مطرح، وهي إحدى ولايات محافظة مسقط وزادت شهرة لموقعها الإستراتيجي السياحي.

    يقول صادق “إلى الجنوب الشرقي لمحافظة مسقط بولاية قريات سلطت الدراسة الضوء على واحدِ من المباني الدفاعية الهامة بها وهو ‘حصن قريات المنيع’ الذي يرجع تأسيسه إلى حمد بن سعيد البوسعيدي، بحلول القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، وهو من أبهى وأفخر العمائر الدفاعية العمانية بمحافظة مسقط جمالا وطرازا معماريا محصنا. وإلى الجنوب الغربي من محافظة مسقط وبالتحديد في ولاية بوشر استعرضت واحدا من الطرز المعمارية الهامة وهو طراز البيوت المحصنة، ويتجسد ذلك في ‘حصن بيت المقحم’ بحي المقحم بولاية بوشر، الذي يرجع تأسيسه إلى ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي. وهو يعد أسلوبا معماريا مميزا في عمائر محافظة مسقط ويتبعه في ذلك العديد من المباني الدفاعية بمختلف أرجاء السلطنة”.

    ويوضح صادق أنه تم إتمام الدراسة الميدانية للاستحكامات الدفاعية بمحافظة مسقط من خلال رفع القياسات المعمارية، والوصف المعماري الشامل، والصور الفتوغرافية للعمائر سابقة الذكر، كما تمكن من رفع المخطط المعماري لكل من حصن بيت المقحم، وحصن قريات، وذلك لعدم وجود مخطط معماري مسبق لهم.
    تخطيط معماري



    محمود صادق: أصل التخطيط المعماري العام يرجع إلى أصول عربية


    يقول إن “الدراسة الأثرية الميدانية لهذه الأبنية أتاحت إثبات عدد من النتائج، أولها تقسيم الطرز المعمارية للمباني الدفاعية بمحافظة مسقط إلى طرازين معماريين وهما: الأول، القلاع غير منتظمة التخطيط، ويندرج تحت ذلك كل من قلعة الجلالي (995 هـ/ 1587 م)، وقلعة الميراني (995 هـ/ 1588 م)، وقلعة مطرح (عصر اليعاربة) كقلاع غير منتظمة التخطيط، حيث يتألف جوهر التخطيط المعماري العام لجميع هذه القلاع من مساحة معمارية غير منتظمة الشكل وذلك لوقوعها جميعا أعلى التلال الصخرية شديدة الارتفاع غير منتظمة السطح ما أثر في جوهر التخطيط المعماري لهذه القلاع لتكون بالفعل غير منتظمة الشكل”.

    أما الطراز الثاني فهو التخطيط منتظم الشكل والمندرج تحته كل من حصن بيت الفلج بمنطقة “روي”، وحصن قريات بولاية قريات القرن (13 هـ/ 19 م)، وحصن بيت المقحم بولاية بوشر القرن (12 هـ/ 18 م)، حيث يتألف التخطيط المعماري العام لهذه العمائر من مساحة معمارية منتظمة الشكل تحتوي في الأغلب على فناء أوسط مكشوف تلتف من حوله جميع المرافق والوحدات في طابق واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة طوابق، واتسم هذا التخطيط المعماري الهام باحتوائه على المرافق المدنية الكاملة، مع اتسامه بالمظهر الدفاعي الصارم الذي بات ظاهراَ للعين في مظهره الخارجي وعناصره الدفاعية المحيطة به، وإلى جانب ذلك تمكنت من إيضاح عدة عوامل ساهمت وبشكل فعال في رسم ملامح التخطيطات المعمارية للمباني الدفاعية بمحافظة مسقط، ومنها الموقع الجغرافي والإستراتيجي لهذه المباني، فضلاً عن تغير مسيرة الأحداث السياسية والتاريخية، بالإضافة إلى تطور منظومة التسليح الحربي وتقدم آلات الحصار والتفنن في تقنيات الدفاع.

    ويؤكد صادق أن أصل التخطيط المعماري العام لكل من أسوار مسقط القديمة، قلعة الجلالي (995 هـ/ 1587 م) وقلعة الميراني (995 هـ/ 1588 م) وقلعة مطرح (عصر اليعاربة) يرجع إلى أصول عربية، ويقول “بعد الاطلاع والمقارنة بين الرسومات التي قام برسمها دي يسنده (1045 هـ/ 1635 م) أي قبل إزاحة العدوان البرتغالي بخمسة عشر عاما، وبين الصور الواردة من تقرير الزيارة الخاص بالرحالة الشهير كأمبفر الذي زار مسقط في عام (1100 هـ/ 1688 م)، أي بعد إزاحة العدوان البرتغالي عن مسقط بحوالي 38 عاما، ومن خلال الصور الحالية لموقع هذه القلاع فضلا عن تقرير الزيارة الميدانية لموقع هذه القلاع جميعا، ومن خلال دراستها أثبت إن جميع العمائر التالي ذكرها هي استحكامات دفاعية عربية الطراز عُمانية الأصل لا تمت للبرتغاليين بصلة إلا في الاسم والموضع فقط الذي بنيت عليه هذه القلاع.

    وأكد أن القلاع القديمة التي بنيت خلال فترة الاحتلال البرتغالي هُدمت تماًماً ولم يتبق منها شيء، كما يرجح الباحث من خلال الدراسة الميدانية أن قلعة مطرح بنيت في عهد سيف بن سلطان اليعربي، وذلك نظرا إلى تأثرها بدرجة كبيرة في التصميم المعماري بقلعتي الجلالي والميراني من حيث المظهر الخارجي وبعض العناصر الدفاعية، ومن حيث التخطيط المعماري فهي متأثرة بالقلاع العُمانية القديمة كقلعة “نخل” وقلعة “الرستاق”.


    ويكشف صادق عن جودة التخطيط المعماري للحصون الدفاعية منتظمة الشكل في محافظة مسقط والمتجسدة في كل من حصن بيت الفلج بمنطقة روي، وحصن قريات بولاية قريات القرن (13 هـ/ 19 م)، وحصن بيت المقحم بولاية بوشر القرن (12 هـ/ 18 م)، حيث تبين من خلال الدراسة أن المباني الدفاعية منتظمة التخطيط في محافظة مسقط وباقي مناطق السلطنة تأثرت بدرجة كبيرة في تخطيطها المعماري بالعمارة المدنية للبيت الإسلامي القديم في منطقة شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، وقد اتضح ذلك من خلال التصميم المعماري الداخلي للأبنية الدفاعية منتظمة التخطيط في مسقط وباقي مناطق ومحافظات السلطنة.

    ويبين أن التخطيط المعماري العام لأغلب العمائر الدفاعية المنتظمة جاء مكونا من مساحة وسطى مكشوفة تحاط بها المرافق والوحدات في طابق واحد أو طابقين اثنين أو حتى ثلاثة طوابق، كما تم تحصين هذه الكتلة البنائية بمجموعة من العناصر الدفاعية كالأبراج والمزاغل والسقاطات والشرافات والمداخل المنكسرة والأسوار والبوابات الحصينة، كأسلوب معماري مميز جمع بين النمط المعماري للعمارة المدنية بطابعها الحياتي والعمارة الحربية بأسلوبها الدفاعي الصارم.


    "الاستحكامات الحربية في مسقط بسلطنة عمان" كتاب يدرس التخطيط المعماري للحصون الدفاعية العريقة في سلطنة عمان


    وقد استمدت هذه المباني روح أسلوبها المعماري من تخطيط البيت العربي الإسلامي القديم كركيزة أولى في تصميه المعماري الداخلي، وتأكد ذلك بعد الاطلاع والمقارنة بين النمط المعماري الداخلي للأبنية الدفاعية في سلطنة عُمان والتصميم الداخلي للبيت العربي الإسلامي في كل من عمارة المنزل اليمني القديم، وعمارة المنازل الإسلامية في السعودية، وفي عمارة البيت الإسلامي بالكويت، وفي عمارة البيت الإسلامي والقصر المحصن بقطر.

    ويلاحظ صادق أن التصميم المعماري للبيت الظفاري القديم في عُمان قد تأثر بالتخطيط المعماري للبيت الإسلامي في منطقة شبه الجزيرة العربية وباقي مناطق الخليج العربي ويستدل على ذلك من خلال أقدم الهجرات التي وفدت إلى عُمان وكانت من اليمن، ومنطقة نجد بالسعودية، ذلك النمط المعماري الهام الذي ظهر في عمارة المنازل العُمانية القديمة بمنطقة ظفار جنوب السلطنة، والذي ظهر في ما بعد في عمارة حصن جبرين المنيع والذي تم فيه الدمج بين كتلتين معماريتين منفصلتين معماريا، وكان لكل منهما صحن أوسط مكشوف تتوزع حوله الوحدات والمرافق المعمارية المختلفة ثم تم الجمع بينهما بواسطة كتلة مدخل ليصبح مبنى واحدا وهو ما ظهر في عمارة حصن جبرين حاليا.

    ويبين أنه تم تزويد المبنى ببرجين دفاعيين في زاويتين متقابلتين متعارضتين قطريا، ذلك التخطيط المعماري الذي تم فيه الدمج بين طراز العمارة المدنية بنظامها المعيشي والعمارة الحربية بأسلوبها الدفاعي البحت، حيث لقي هذا التخطيط قبولا كبيرًا في عُمان، فأنشئت على غرار تصميمه المعماري العديد من الحصون الدفاعية والبيوت المحصنة، فقد أثَر هذا التصميم في العديد من المنشآت التي بُنيت بعده فما لبث أن عُمم بشكل كبير في أغلب الحصون الدفاعية التي بنيت في القرنيين السابع عشر والثامن عشر على التوالي في عُمان، إذ لم تمض سنوات قليلة حتي ظهر في أبهى صوره المعمارية، وذلك في حصن الحزم، كما ظهرا في حصن بركة الموز، وفي حصن بيت الفليج، وحصن بيت النعمان، وحصن “أفي”، وحصن البو خميس، وحصن العوابي وفي حصن القرط، وحصن المعبيلة، كما ظهر في عمارة حصن ودام الغاف، وحصن الرشيبة، وهو ما ظهر بطبيعة الحال في الحصون الدفاعية منتظمة التخطيط بمحافظة مسقط.
    تثمين الفن المعماري



    شاهد حي على الرقي الحضاري


    يرى الباحث أنه من خلال دراسة العناصر الدفاعية بعمارة القلاع والحصون بمحافظة مسقط وباقي مناطق السلطنة تبين تقدم العمانيين في التفنن في تقنيات الدفاع، إذ ظهرت بمختلف العمائر الدفاعية أساليب المكر والدهاء الحربي عبر استخدام الخنادق في عدم اقتراب العدو من المبنى واستخدام المزاغل والشرافات الحربية لإمطار العدو عن بعد بوابل من السهام أو حتى طلقات البنادق، كما استخدم العُمانيون السقاطات لصب المواد الكاوية على من يقترب من مداخل تلك الحصون، فضلا عن استخدام الأبواب السرية للفرار من المبنى في حالة دكه أو هدمه، كما استخدمت الأبواب الهابطة التي تقع خلف المداخل مباشرة للفتك بالعدو حالة دخوله المبنى عبر انزلاقه إلى الأسفل، كما أجاد العُمانيون استخدام الأسوار كخط دفاعي هام فضلا عن استخدام الأبراج المحصنة، والبوابات السميكة.

    ومن خلال كل ما سبق فقد دل ذلك وبشكل حيوي على خبرة المعماري العُماني في تقنية الدفاع ومواجهة العدو وابتكار أساليب متطورة في الخبث والمكر والدهاء الحربي لمفاجأة العدو وضربه. كما أكدت الدراسة على أن العناصر المعمارية الدفاعية في قلاع وحصون محافظة مسقط هي جزء لا يتجزأ من طراز العمارة الإسلامية الدفاعية بشكل عام، فرأينا أن أغلب العناصر الدفاعية التي شُكلت بعُمان هي ذاتها التي شُكلت في أغلب الحصون والقلاع الإسلامية بمختلف مناطق العالم الإسلامي، فضلا عن الاختلاف البسيط في تشكيل بعض العناصر الدفاعية وكيفية استخدمها نظرا لثقافة وطبيعة الشعب العُماني ذاته.

    القلاع تؤكد خبرة المعماري العُماني في تقنية الدفاع ومواجهة العدو وابتكار أساليب متطورة في الدهاء الحربي لمفاجأته

    ويُوصي صادق الجهات المختصة بشأن قلعتي الجلالي والميراني من حيث فتح أبوابهما أمام الزائرين من كافة الجنسيات باعتبارهما أحد الإنجازات المعمارية الهامة للعمارة الدفاعية العُمانية التي بُنيت في القرن الـ17 وعبرت بشكل حيوي عن خبرة المعمار العُماني في عملية البناء والتشييد، والهدف من وراء ذلك رؤية الأسلوب الفني المتبع في بناء هاتين القلعتين من حيث التخطيط والعناصر المعمارية الدفاعية.

    أيضا يُوصي الجهات المختصة والمشرفة على عملية ترميم القلاع والحصون الحربية في عُمان بمراعاة اختيار المواد والتقنيات الحديثة المتطورة في عملية ترميم الأماكن الأثرية والاهتمام بجلب المتخصصين في ذلك، ويتحفظ من الأسلوب المتبع في ترميم قلعة الميراني باللون الأصفر الداكن الذي جرد القلعة من طبيعتها الحربية إلى شكل يُشبه البيوت العادية في وقتنا الحالي. كما يُوصي الجهات المختصة والمسؤولة عن القلاع والحصون الأثرية بالسلطنة، إلى ضرورة الاهتمام بهذه الأماكن الأثرية وإعطائها قدرها من الأهمية التي تتناسب مع مكانتها الأثرية والتاريخية باعتبارها إرثاَ حضاريا وشاهدا حيا على تاريخ السلطنة عبر عصورها وحقبها المختلفة، وإنجاز عمل علمي يتضمن جميع القلاع والحصون بالسلطنة ليكون مكملاَ لما انتهى عنده كتاب “القلاع والحصون في عُمان” ليكون المرجع الأساسي الذي يعتمد عليه أي باحث في التراث العُماني.

    ويقترح إنشاء “كلية للآثار” بجامعة السلطان قابوس والجامعات الموازية لها، بمختلف مناطق ومحافظات السلطنة. وتحتوي على الأقسام التالية: قسم آثار ما قبل الميلاد، ويتخصص في دراسة آثار ما قبل التاريخ الإسلامي في عُمان عبر حقبه التليدة الممتدة من فترة القرن السادس قبل الميلاد وحتى البعثة النبوية المشرفة في عُمان. وقسم الآثار الإسلامية ويُعنيً بدراسة الآثار الإسلامية بمختلف مناطق وحدود السلطنة. وقسم الحفائر وصيانة الآثار ويُعنيً بإجراء الحفائر الأثرية لمختلف مناطق ومحافظات السلطنة، ويتولى تدريس تقنية اجراء الحفائر الأثرية بطريقة متطورة مع تعلم كيفية المحافظة عليها وترميمها بأحدث الأساليب العلمية الحديثة. وقسم علوم المتاحف، ويُعنيً القسم بتخريج مؤهلات علمية وكوادر شبابية قادرة على تصميم وابتكار أساليب متطورة ومتقدمة في تقنيات وفنيات العرض المتحفي. كما يقترح الباحث إنشاء مركز للتقنيات المتقدمة في علوم الآثار.


    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    محمد الحمامصي
    كاتب مصري
يعمل...
X