صدر الصورة،DELFIN LAKATOSZ
الهولوكوست: ضحايا غجر الروما يسعون إلى تعريف العالم بقصة معاناتهم
- سواميناثان ناتاراجان
- بي بي سي -الخدمة العالمية
يقول هينتا غورغي إن أجيالا متعاقبة من الروما عانت من الكراهية والتفرقة
"لماذا كانوا يريدون قتلنا؟ لماذا قتلونا؟" هكذا يتساءل هينتا غورغي ذو الـ 83 عاما والذي ينتمي إلى شعب الغجر "الروما"،وكان من بين الناجين من أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون، أو ما يعرف بـ الهولوكوست.
عندما كان في الثانية من العمر، اقتيد غورغي إلى معسكر في تراسنيستيريا، وهي منطقة واقعة بين نهري دنيستر وبوغ، وكانت خاضعة لإدارة مملكة رومانيا بين عامي 1941 و1944، خلال الحرب العالمية الثانية.
يقول غورغي: "لا أتذكر الكثير عن الرحلة نفسها، رغم أنها تركت آثارها على كياني بأكمله".
يشار إلى أن حوالي 11 مليون شخص لقوا مصرعهم جراء سياسة الإبادة الجماعية النازية. خمسة ملايين من هؤلاء كانوا من غير اليهود.
يقدر المؤرخون عدد الأشخاص الذين قتلوا من الغجر الروما والسينتي خلال الهولوكوست بنحو 250 ألف إلى 500 ألف شخص. لكن لا يزال هؤلاء الضحايا منسيين بشكل كبير.
كان النازيون يعتقدون أن الألمان ينتمون إلى العرق الآري الذي كانوا يرون أنه متفوق على كافة الأعراق والأجناس البشرية الأخرى. بعض الأشخاص كان غير مرغوب بهم بمقاييس النازيين، بسبب أصولهم العرقية أو الثقافية أو لإصابتهم ببعض الأمراض. من بين هؤلاء اليهود، الغجر، البولنديون، السلاف، والأشخاص المصابون بإعاقات ذهنية.
وكان من بين الضحايا الآخرين شهود يهوه والمثليون الجنسيون ورجال الدين المنشقون والشيوعيون والاشتراكيون والـ"لا اجتماعيون" (مصطلح استخدمه النازيون لوصف الأشخاص الذين لا يلتزمون بأعرافهم الاجتماعية) فضلا عن الخصوم السياسيين.معسكرات الموت
صدر الصورة،DELFIN LAKATOSZ
تقول إيزابيلا تيبريادي إن الصدمات التي تعرض لها شقيق جدها جعلته غير قادر على تكرار كل الروايات المروعة التي سمعها
يقول غورغي: "فقدت والدتي بعض أطفالها أثناء سفرها على متن قطارات نقل الماشية، وأظن أنها تركت جزءا من كيانها هناك إلى الأبد، حتى بعد مرور العديد من السنوات وتحول كل ذلك إلى مجرد ذكرى".
"كنا نعرف ماذا يجري في المعسكر حتى قبل أن نصل إليه. كثيرون لقوا حتفهم في الطريق. كانت هناك أعداد غفيرة من الناس الذين حشروا على متن قطارات صغيرة مصممة لنقل الماشية".
أسس النازيون "المكتب المركزي لمكافحة الإزعاج الذي يتسبب فيه الغجر" في عام 1936. وعهد إلى ذلك المكتب، الذي كان مقره في مدينة ميونخ، "تقييم نتائج الأبحاث البيولوجية العرقية" التي أجريت على السينتي والروما.
بحلول عام 1938، كان قد بدأ ترحيل السينتي والروما إلى معسكرات الاعتقال النازية.
ومثلما حدث لليهود، فقد حُرم هؤلاء أيضا من حقوقهم المدنية. مُنع أبناء الروما والسينتي من الذهاب إلى المدارس الحكومية، في حين أن البالغين كانوا يجدون صعوبات متزايدة في الحصول على وظائف أو الاستمرار في وظائفهم.
وكان الروما يشكلون عدة قبائل أو شعوب مرتحلة، ويعتقد أنهم ينحدرون في الأصل من منطقة شمال غرب الهند.
صدر الصورة،GETTY IMAGES
ما يزيد عن 21 ألف شخص من الروما قتلوا في معسكر أوشفيتز-بيركيناو
غالبية الروما الذين استوطنوا في ألمانيا ينتمون إلى شعب السينتي، وقد تعرضوا للاضطهاد على مدى قرون. واصل النظام النازي اضطهادهم، إذ كان يعتبر الروما أدنى من الألمان من الناحيتين الاجتماعية والعرقية.
يقول غورغي متذكرا ما حدث: "لم يكن أحد يكترث بنا، لكنهم في الوقت ذاته كانوا يكرهوننا بشدة"
تعليق