قصص قصيرة جدًّا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص قصيرة جدًّا

    قصص قصيرة جدًّا
    بختي ضيف الله 29 أكتوبر 2022
    قص
    (محجوب بن بلة)
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    سيرة أولى

    بعد أن شطبت القبيلة اسمه، عاد عنترة من متردمه غاضبًا..
    استجار بعبلة المتوهمة، لم تجره.. فقدت ذاكرتها؛ لم تعد تتذكر غير خروجها من ضلعه.


    وقاية

    على دفتري عقرب.. لدغني..
    نسيت أن أرسمه من دون شوكته..
    من حسن حظي، لدي ما يكفي من مصل الكلمات..


    انسجام

    الكلّ كان غاضبًا منه إلّا أنا..
    تقدّمتُ نحوه، لمسته برفق.. رحّب بي.. أعطاني مبلغًا من المال، ثم شكرني..
    ـ العفو.. أيّها الصرّاف الآلي..


    اللوحة الأخيرة

    حاولوا وأد لوحاته حية، دافع عنها، طعنوه بخنجر.
    في لحظة سكرهم، غمس فرشاته في جرحه، رسم قلوبهم الميتة...


    كابوس

    هي لا تقرأ ولا تكتب..
    تضع صور حيوانات لتميز أرقام هواتف أبنائها..
    تسلل ثعلب ماكر إلى هاتفها ..
    خلط الصور.. نصب نفسه أسدًا..
    الحمل الوديع أصبح فأرًا، يطارده قط شرس، والأسد أصبح كلبًا، ينبح من دون انقطاع.. و..اختلطت الأصوات، عمّ الضجيج..
    استيقظتْ فزعة على رنة هاتفها..
    ـ ألو...
    ـ أمي الغابة تحترق..


    تطرف

    كي يضفي عليها حياء، ألقى على وجنتيها حمرة.. كانت فرشاته أكثر حدة؛ نزف دم كثير على لوحة الحياة..


    نسخ مخيفة

    سمع وأنصت للإمام وهو يصف للحاضرين الدَّجالَ وأفعالَه وقربَ ظهوره ..
    أصابه رعب شديد.. رأى أربعةً مثله يمشون في سوق المدينة..


    تفكيك

    نسجت له نصًا جميلًا من خطوط حريرها، تاه بين مدلولاته..
    في غفلة منها، غيّر العنوان، ثم أطلق عليها ثلاث كلمات..


    شخصية

    لم يصدقه أنه كان فزاعة حقل.. استشهد من ضربوا ظهره ولم يتألم، ومن بالوا عند قدميه ولم يتكلم..
    كرر أدلته حتى جف ريقه؛ لم يدرِ أن الكاتب يريده كلبًا يعوي في نصوص حياته الطويلة..


    مرارة

    رسم غبارُها الأسود صورةً سوداء في فنجاني الأبيض.. عمّ الظلام؛ فما وجدت غير وجهي برسمه المغشوش على سطحها.. كأنها تذوقتني قبل أن أتذوقها..
    خفت.. رميت مكعبين من السكر.. تذوقتها.. وجدتها مُرةً..
    رميت آخر.. مات في القاع.. تذوقتها..
    بقي الوضع كما هو..
    أصابني الرعب من نظرات صاحب المقهى.. امتنعت أن أرمي الرابع..
    شربتها مّرة ودفعت ثمنها الباهظ..


    إرث

    استفاقت على قرع نعالهم عائدين، يستعجلون بقسمتهم.. لم تبق غير مساحة قبر واحد في مربع العائلة.


    مسخ

    ابيضت الأرض بالشبكات العنكبوتية.. علقنا بها..
    بعد تيه، بحثنا عن أسمائنا وصورنا؛ فما وجدنا غير أسئلة جديدة:
    (هل أنت من العناكب؟.. هل أنت من الذباب؟..).



    (الجزائر).
يعمل...
X