حامد عويس بين خصوصية الرؤية وعمق التجربة وفرادة التعبير
د.أمجد عبد السلام عيد
ولد الفنان محمد حامد عويس ببنى سويف عام 1919ورحل عن عالمنا 2011حيث عاش بالأسكندرية وعمل بها كمدرس بالتعليم العام ثم أستاذ بقسم التصوير بكليه الفنون الجميلة بالأسكندرية وحصل على الأستاذية فى فن الرسم من أكاديمية سان فرناندو بمدريد باسبانيا وتولى أول منصب كنقيب للفنانين التشكيلين بالأسكندرية كما أشرف على متحف الفنون الجميلة بالأسكندرية وكان عضومجلس الثقافة بمحافظة الأسكندرية كما شغل منصب عميد الفنون الجميلة بالأسكندرية حيث قام الفنان بإقامه سلسة معارض عديدة فردية وجماعية ودولية داخلية وخارجية فى مصر وبولندا وأسبانيا وألمانيا والإتحاد السوفيتى وبكين وفينسيا وموسكو وباريس وإيطاليا وجدة كما مثل مصر فى بينالى الأسكندرية لدول البحر المتوسط حيث يعتبر الفنان صاحب أسلوب خاص وتجربة فنية ثرية تنبع من صميم مصر قلب العروبة والذى طالما يقدم أعمالا تجسد المشاكل التى تعانى منها بيئته وأحلامها وآمالها حيث يسعى عويس وبقوة إلى تسليط الضوء على المشاكل الراهنه والتى تنبع من مصريته حيث يعتبر عويس رائد المدرسة الواقعية الإشتراكية المصرية وأحد أهم وأبرز رواد التصوير المصرى المعاصر فهو يجسد لوحات تحمل فى طياتها موضوعات ذات طبيعة ملحمية حيث يعتبر الإنسان هو بطل كل لوحاته وأساس عملة الفني بما يعانية ويكابده من مشاكل حيث يسعى عويس بشكل مباشر إلى التحيز من خلال لوحاته إلى الجانب الإيجابي والقيم الإنسانية الراقية حيث نلمح فى أعمالة العمق والتقصى إلى جانب الإنحياز الجارف للإنسان الذى يعتبر نواة الحياة لتأتى أعمال الفنان لتقدم الحلول من أجل حاضر ومستقبل أفضل للبشرية لنلحظ فى أعماله ميلاد الأمل من خلال إشراقة وجوه موتيفاته وصياغاته الآدمية بشكل عام حيث كان يسعى دائما وأبدا من خلال أعمالة الفنية إلى زرع التفاؤل فى الحياة ويظهر ذلك ويتجلى فى لوحاته المسماه الأم والتعمير والحلاق والعبور والصياد والسمكة وطائر الهدهد وشمس الشتاء وخروج العمال والقيلولة وكلام من ذهب وفلسطين وغيرها من اللوحات التى ولدت من رحم المجتمع المصرى وخاطبت قضياه ومناحى حياته وأحلامه وآماله ، وكذالك عاداته وتقاليدة وأحداثة التاريخية الفارقة فى تاريخة والتى سعى الفنان إلى تجسيدها بشكل عميق ليبرز دورها المهم فى حياة مجتمعه الذى يعايشة الفنان ساعيا ليصوغ إبداعاته وفق منظومه بديعه تحمل طابع ملحمى مميز يتسم به الفنان ليجسد الواقع المصرى بأدق تفاصيلة لتأتى أعماله تحمل رسالة وقضية ،فهو الفنان الذى دعم الحركة التشكيلية المصرية والعربية بفن تتحد فية جذور الإنتماء وحب الوطن حيث كانت القضايا القومية والإجتماعية هى البطل الرئيسى فى لوحاته وهى التى تجسد موضوعات تلك اللوحات حيث تتسم موتيفاته وصياغاته بالبناء الراسخ لتحمل بين طياتها المشاعروالطاقة لتدعم رسوخ البناء التشكيليى والإنشائي والتى تتسم فية الكتله بالصلابة والقوة إلى جانب تعددية وثراء اللون بين التباين والتآلف فى نفس العمل التشكيليى الخاص بالفنان إلى جانب اللون البارد والدافئ فوق مسطح لوحات عويس ، لنلحظ حالة من الحوارالمنسق والمرتب حيث يسعى لرسم لوحاته فى إطار من القومية الكلاسيكية لتأتى موضوعاته ذات دلالات تعبيرية موضوعية أحيانا ورمزية أحيانا أخرى ليجد المتلقى نفسة أمام حاله خاصة من التأمل والإستكشاف وتأمل المعانى والمضامين الأيدولوجية للعمل عند مطالعته مسطح لوحات الفنان ،وقد سعى عويس فى لوحاته إلى التأكيد على الهوية المصرية منطلقا من خلالها نحوآفاق العالمية وقد رصد ذالك النحات الألمانى فريتس كريمر من خلال تتبعه لأعمال الفنان حيث ذكر أن فن عويس بجانب مايحمل من صفات إنسانية عالمية إلا أنك حين ترى لوحاته تؤمن أن صانعها لابد أن يكون من مصر وذالك لما تزخر به هذة الأعمال من سمات شعب مصر وأمانية كما إلتزم الفنان بالتوجه المجتمعى فى مراحل مهمه من تاريخ مصر عايشها الفنان وأحسن التعبيرعنها بمنتهى الحماس بل وكان ينتمى إليها وبقوة حيث إلتزم بالتوجه الإجتماعى المنحاز لقضايا مجتمعه وكان من أشد المؤيدين لها خصوصا فى عصر الثورة فى الستينيات حيث جسد الفنان أعمالة وسعى لإبرازها وجعلها أيضا موضوعات لأعمالة الفنية ليكون لغه تشكيلية قومية مثل لوحته المسماه السد العالى ولوحته المسماه تأميم قناه السويس ليرصد أحداث تاريخية وقومية غاية فى الأهمية وتشكيل وعى ووجدان الشعب المصرى كلة كذالك سعى لإبراز دورالفلاح المكافح فى تلك الفترة فى لوحاته كما لوحظ تأثرة بشدة بالفن المصرى القديم والطبيعة الخاصة فى صعيد مصر نظرا لنشأته الأولى وكذالك تاثرة بمدينه الأسكندرية التى عاش وعمل فيها كما أنه تأثر بالفنانين محمود سعيد وأحمد صبرى وبيكاسو وفرنان ليجية وغيرهم من الفنانين المصرين والاوربين لكن الفنان مع ذالك تميز بأسلوبة الخاص والفريد من خلال التكثيف فى الحجم عند إنشاء صياغاته الآدمية فنجدة يصور العامل الضخم الجالس ليلقى الضوء على الطاقة القوية المعطلة عن العمل حيث رسمه منكس الرأس ليلفت النظر لمشكلة البطاله فى المجتمع المصرى فى تلك الفترة حيث أنه كان يراها مشكله كبيرة لابد أن يتم تداركها وحلها على الفور وهذا ما جسده الفنان فى لوحته المسماه البطالة وقد حصل الفنان على العديد من الجوائز نظرا لمسيرته الفنية العظيمه مثل جائزة الدوله التقديرية وجائزة مبارك للفنون ووسام الدولة من الطبقة الثانية ونوط الإمتياز من الطبقة الأولى وغيرها من الأوسمه والتكريمات المستحقة لفنان مهموم بقضايا وطنه وقد كرم الفنان خارج مصر أيضا بأن إقتنت أشهر المتاحف العالمية أعماله مثل متحف درسن فى ألمانيا ومتحف الفن الحديث فى برلين ومتحف الفن الحديث فى بولندا ومتحف الفنون الشرقية بموسكو ومتحف الفن المعاصر فى مدريد وتعتبر لوحات الفنان من العلامات البارزة فى مسار الحركة التشكيلية فى مصر والعالم العربى .