"عزي"... لوحاته سفراء الكلمة ونواب الجمال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "عزي"... لوحاته سفراء الكلمة ونواب الجمال

    "عزي"... لوحاته سفراء الكلمة ونواب الجمال
    • كسار مرعي


    الحسكة
    من رحم "الحسكة" انبثقت موهبته فنمت وترعرت فيها، أخذت تصور الواقع بأفراحه وتقلباته حسب ما يراه، لم يتمسك بنوعٍ معين من الفنان، بل كان جامعاً لمعظمها لأنه يعشق التنويع، تنقل بين اللون والخط والديكور، ووصل في المرحلة الراهنة لأن يطوِّع الحديد.

    الفنان "إبراهيم عزي" من أهالي "الحسكة"، التقاه موقع eHasakeh ليحدثنا عن مسيرته الفنية فكان هذا الحوار:
    يتمتع "عزي" بريشةٍ فنية غاية في الجمال، لأنه يرسم بعين المتلقي ويشعر باللوحة قبل أن تنتهي، له بصمات جميلة في عالم الفن لأنه أخلص لفنه، لم يقف عند الرسم وحده، كانت بداياته مع الخط العربي الذي أعطاه الكثير، وظف الخط في خدمة الرسم، وجعل من الرسم جسراً يعبر من فوقه جمال حروف الخط العربي، بكل تجرد هو فنان يتميز بإحساس مرهف، أتمنى أن يقدر الجميع مثل هذه المواهب الجميلة، كما أتمنى له مزيداً من التقدم والإبداع
    • لو تحدثنا عن البدايات متى وكيف كانت؟


    عزي وقصة العشق مع الخط الكوفي

    ** كانت بدايتي الفنية في عام 1983في المرحلة الإعدادية وبدأت كهاو للخط العربي بالدرجة الأولى والرسم في الدرجة الثانية
    • هل هناك من اكتشف لديك الموهبة إذا كان نعم فمن هو وكيف تم الاكتشاف؟


    الألوان المائية تتجلى في رسوماته

    ** طريقي في الفن كان ذاتي، وحبي للفن جعلني أتدرب ساعات طويلة ومتواصلة، خلال أيام وشهور، ذلك من خلال المراجع التي كانت متوفرة تلك الأيام، خاصة قواعد الخط العربي للخطاط العراقي "محمد هاشم البغدادي"، أما في مجال الرسم فكنت أواصل نقل الأشياء التي تحيط بي من كل جانب، جرأتي وثقتي بنفسي كانت تدفعني لرسم بعض الوظائف المطلوبة لأصدقائي، وحتى المؤسسات العامة، استطعت أن أضع قدمي على طريق الفن بوقت قياسي.
    • أول لوحة رسمتها في حياتك ماذا كنت تقصد منها وهل بلغت غايتك عند رسمها؟


    من تراث الجزيرة بسحر الألوان الزيتية

    ** عندما أتحدث عن اللوحة فإنني أتحدث عن لوحات في الخط العربي، هذا الفن العريق ومعه لوحات في الفن التشكيلي، في بدية الأمر وفي المرحلة الإعدادية والثانوية، كانت رسوماتي تقتصر على العمل بالرصاص والفحم، خاصة تكبير الصور الشخصية، كنت أبدع في هذا المجال من حيث التفاصيل ودقة النقل، أما لوحات الخط العربي فكانت تقتصر على نقل وتكبير لوحات الخطاطين الكبار، وبعد أن تجاوزت هذه المرحلة من العمر والزمن بدأت في مرحلة الاحتراف الفني، من خلال دراستي في معهد إعداد المعلمين في "الحسكة"، وتدريبي وتشجيعي من قبل الفنان "برصوم برصوما" واهتمامه الزائد بالمنمنمات التي كنت أرسمها، كذلك من خلال تمكني من رسم الحرف العربي بعدة خطوط، فأقمت معارض مشتركة وفردية لاقت إعجاب الكثيرين من أهل الفن .
    • ما رأيك بالمدارس الفنية؟ هل هي موجودة أم أنها ستار يختبئ خلفها الفنان؟ وما أكثر المدارس التي اعتنقها الفنانين إذا صح التعبير؟

    ** المدارس الفنية هي أساليب ورؤى وأشكال منهجية، يعتمد عليها الفنان للتعبير عن نظرته للواقع، وترجمتها بشكل فني مناسب تسهل على العامة قراءة اللوحة الفنية التي يبدعها الفنان، وجدت كوسيلة إبداعية تتعلق بفكر المتلقي للوحة الفنية، تعددت المدارس بتعدد أساليب الفن ومراحله من حيث المكان والزمان، برأيي أن المدرسة الواقية هي التي ازدهرت، لأنها كانت تنقل الحقيقة وما تراه العين من مناظر طبيعية وحالات من الواقع، و تهتم بمعاينة الحياة اليومية كالأدوات والأشخاص أو حتى الأزقة والشوارع، مثلما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معين يخص المجتمع، وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكانت هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.
    • كيف ترسم عادةً وهل لك طقوس تقودك إلى المرسم؟

    ** كل إنسان بحاجة إلى فسحة من الوقت ينفس بها عن همه وكربه، وكما يحتاج إلى الدواء أثناء مرضه فالفنان بحاجة إلى الإبداع الفني، بأشكاله المختلفة للتعبير عن راحته النفسية ، وساعات الإبداع لا يحدها وقت وزمن معين نهاراً كان أم ليل، فكل الأوقات عند الفنان إبداع لأنه دائم البحث والتأمل والتفكير، فعندما تنضج الفكرة يجب أن يكون هناك وقت للعمل وعند الانتهاء والإنجاز يبدأ البحث عن أفكار جديدة.
    • أي نوع من الفنون ترسم ولماذا ؟

    ** هناك أنواع كثيرة من الفنون الجميلة والتشكيلية أمارسها وبشكل يومي، من رسم وخط عربي وأعمال ديكور ونحت وتشكيل بالمعادن، أرسم بالمائي والباستيل والفحم والزيتي، وأكتب بعدة أنواع من الخط العربي، كما أصنع من المعادن التالفة أشكال وإبداعات فنية، أيضاً أشارك في مهرجانات عالية المستوى كمصمم ومنفذ للديكور، وبالتالي لا أقف عند نوع واحد من الفنون.
    • برأيك هل يحظى الفن التشكيلي بالحفاوة التي تقدر العلم الكامن فيه؟

    ** الفنون بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص يعتبر لغة عالمية، ليست بحاجة إلى التعريف والإشارة إليها، فالجمال والإبداع لغة الجميع، والفنان يبدع ويلقي بكل ما يملك من أفكار في لوحته، يبقى على عاتق المتلقي تقدير وتقبل هذا العمل، وللمتلقين مستويات مختلفة وبيئات مختلفة، تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية والتنوع الفكري.
    • لماذا لا يرغب الكثيرين للوقوف عند اللوحة التشكيلية ؟

    ** للوحة التشكيلية عدة مقومات تجعل منها لوحةً ناجحة، من حيث الفكرة الواضحة والألوان المتناسبة، الخيال الواسع الأسلوب الذي يشد المتلقي، يجعله يفكر ويدقق ويتمعن في تفاصيل تجعله يعشق اللوحة، عندما لا يرغب الكثير من الجمهور الوقوف عند اللوحة التشكيلة، حكماً لأنها تكون بعيدة عن مقومات النجاح، ولا تحمل أي فكرة تجعل العقل والعين يتمتعان بـأريحية.
    • أين تجد نفسك في الحراك الفني؟

    ** من خلال الحركة الفنية المتواصلة التي أعيشها بشكل يومي، وكوني متابع للأمور الفنية بطبيعة وظيفتي كمدرب للفنون الجميلة في المسرح المدرسي، بمديرية التربية في "الحسكة" أيضاً من خلال إقامة العديد من الدورات الفنية في مدارس المحافظة، والمشاركة في جميع الفعاليات والمهرجانات التي تقام في المحافظة وخارجها، مع عملي المستمر في مجال الخط العربي والديكور الفني والتصوير الضوئي، لذا أنا أعيش والفن يشاركني كل لحظات عمري.
    • كيف تقيم الرسائل التي يبعث بها الفنان؟ وهل تصل إلى المتلقي بنفس السوية التي خرجت بها؟

    ** لزمان ومكان إرسال الرسائل الفنية من قبل الفنانين أهمية كبيرة، ولكل حدث ومناسبة رسائلها المناسبة، منها "السياسية، الاجتماعية، العاطفية، الدينية، التوجيهية والفكرية"، فإذا جاءت هذه الرسائل في وقتها المناسب، سيكون لها الأثر الإيجابي في نفسية المتلقي وتكون النتائج مثمرة وذات قيمة.
    • أين تُصنِّف نفسك وسط العالم الفني؟

    ** ليس هناك مكان ثابت يحد من عمل الفنان، بل الأمكنة متفاوتة حسب نجاح العمل المقدم، الذي يشير إليه الكثير من المتلقين، أجد نفسي أحياناً في القمة الإبداعية بين من أعيش معهم، وأحيانا دون ذلك وهذا لا يعني التراجع أو النقص والتقصير، بل هي الحالة التي يعيشها الفنان.
    • من الفنانون الذين تأثرت بهم ولماذا؟

    ** لابد أن يكون لكل فنان معلم، فنان كبير وقدير أو خطاط مبدع ومثابر، لكن المعلم الحقيقي للفنان هو الواقع، وما يحيط به من أحداث وطبيعة وجماليات، أنا لم أتتلمذ على يد أحد من الفنانين أو الخطاطين، لكنني تعلمت من المراجع اللازمة ومتطلبات العمل اللازمة لأي عمل فني أقوم به، وبالتالي لم أتأثر إلا باللوحة الجميلة التي تشد انتباهي والكلمات التي يسطرها الخط العربي، وحروفها ناطقة من وحي الصمت، الحقيقة ليس هناك أي اسم في عالم الفن أنتمي إليه.
    • أكثر الحالات التي تحرك فيك الشعور وتأخذك إلى المرسم؟

    ** الفكرة الفنية التي تدور وتنضج في مخيلة الفنان لا يمكن تأجيلها وتناسيها، تدفع بالفنان باللا شعور إلى المرسم "غيمة تسير في الفضاء الرحب، حصان جامح، طفل جائع، مسن يبحث عن المساعدة، أشجار أوراقها صفراء تقاوم الهواء العاصف، شتاء بارد، بطل يقاوم، حرف من حروف الضاد، كلمات دافئة"، كل ما ينبض يحرك داخلي الشعور.
    • كيف يمكن أن تقيم لنا الفن عموماً في الحسكة؟ وما مقوماته؟

    ** رغم الإبداع الفني المتنامي في "الحسكة"، والكثير من المبدعين والذين يتفانون في تقديم الجديد في عالم الفن، وبشكل متواصل مع كل المناسبات والأحداث، لا زال الفن يبحث عمن يأخذ بيده إلى شط الاحترام الاحترافي والإبداعي، أفكار ناضجة وأساليب متعددة وتواصل مستمر يبحث عن أحضان دافئة والأمل قائم.
    • ماذا قدمت لك الحسكة على الصعيد الفني؟

    ** التواصل مع مستويات فنية مختلفة في جميع المحافظات السورية، من خلال طبيعة عملي ومشاركتي بالعديد من المهرجانات الفنية، الشهرة من خلال العمل مع جميع المنظمات، والمشاركة في أعمال كبير وعلى مستوى القطر في المحافظة.
    • برأيك هل تطور الفن في الحسكة؟ وكيف؟

    ** وصل الفن في محافظة الحسكة إلى مراحل جيدة ومتقدمة، من خلال المعارض الفنية التي تقام وبأساليب ومدارس مختلفة.
    • هل توظف اللون في خدمة الموضوع أم العكس صحيح؟

    ** اللوحة الفنية وحدة متكاملة من حيث الفكرة واللون، وهما متلازمان لتحقيق النجاح في اللوحة الفنية، فلكل موضوع ألوانه المناسبة والتي لا يمكن التخلي عنها.
    • ماذا حققت من النجاحات في فنك؟ وهل هناك أهداف تضعها نصب عينيك؟

    ** التواصل وبكل حب مع الآخرين الذين يحبون أعمالي وانجازاتي الفنية، المثابرة على العمل المتواصل والثقة بالنفس، لم أجد صعوبة في مسيرة حياتي، جاء هذا من خلال البحث المستمر عن الفكرة الناجحة.
    • أهم المعارض التي أقمتها؟ النتائج التي حصدتها؟
    - معرض مشترك عام 1990

    - معرض إفرادي عام 1991

    - معرض إفرادي عام 1995

    - معرض مشترك عام 2000

    - معرض مشترك عام 2010
    • معارض شبيبة الثورة منذ عام 1996
    • مسابقات ومشاركات فردية محلية ودولية
    • مهرجانات وكرنفالات في الحسكة.
    • أهم الجوائز التي فزت بها وهل حققت تلك الجوائز طموحك؟

    ** حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم، في عدة مناسبات على مستوى القطر والمحافظة، تم اقتناء بعض أعمالي في وزارة التربية وفي المركز الثقافي في "الحسكة"، هذا أهم شيء بالنسبة لي خلال مسيرتي الفنية.
    • هل هناك أي مشروع في الأفق تعكُف على انجازه؟

    ** لدي هاجس ومشروع فني يخص الخط العربي، وتقديمه بشكل فني خاص يحاكي جماليات الخط واللوحة الفنية، من حيث الإخراج والإبداع الفني، وبالتالي أنتظر الوقت المناسب لهذا المشروع.

    الفنان التشكيلي "عيسى النهار" قال: «يتمتع "عزي" بريشةٍ فنية غاية في الجمال، لأنه يرسم بعين المتلقي ويشعر باللوحة قبل أن تنتهي، له بصمات جميلة في عالم الفن لأنه أخلص لفنه، لم يقف عند الرسم وحده، كانت بداياته مع الخط العربي الذي أعطاه الكثير، وظف الخط في خدمة الرسم، وجعل من الرسم جسراً يعبر من فوقه جمال حروف الخط العربي، بكل تجرد هو فنان يتميز بإحساس مرهف، أتمنى أن يقدر الجميع مثل هذه المواهب الجميلة، كما أتمنى له مزيداً من التقدم والإبداع».
يعمل...
X