عشر مسرحيات (مونودراما) عربية- الجائزة الدولية لنصوص المونودراما الفجيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشر مسرحيات (مونودراما) عربية- الجائزة الدولية لنصوص المونودراما الفجيرة

    من كتاب العازفة
    عشر مسرحيات (مونودراما) عربية- الجائزة الدولية لنصوص المونودراما
    الفجيرة-الامارات العربية المتحدة.
    مقطع من مونودراما (أبو النّو) فراس الحركه.
    .................................................. ......
    (توطئة: غرفة اعتقال خمس نجوم.)
    يجلس.. يحدق في زجاجة الخمر.. يشرب.. يحبو باتجاه المجلة, يتناولها, يقلبها, ويعود بها إلى مكانه قرب زجاجة الخمر, يشرب..
    - كم شربت خمراً لأدفئ نفسي, وأنا أروح وأجيء من أمام بيتك المميز بالشرفة التي يعربش عليها الياسمين.. ياه.. أين أنت الآن يا حبيبتي؟!!
    يشرب بنهم..
    - كنا في الاحتفال الأخير لرأس السنة نرقص كالمجانين..
    يعاوده السعال, يجرع كثيراً, يأخذ المجلة, ينهض, يقوم بالرقص مع المجلة, يترنح دون هدى, يترنم بلحن راقص مغموم.. يتوقف عن الرقص.. يعود ببطء وحزن إلى زجاجة الخمر, يجلس قربها, يرفع زجاجة الخمر..
    - أشعر أني بحاجة لعشرين أو ثلاثين منها. هق.. يا أخي لم أذق مثل هذا الخمر في حياتي, يعني لذيذ ومشؤوم, أو على الأقل هكذا أشعر.. يلا.. شيء أفضل من لا شيء.. ياه.. ما هذا الشتات العظيم الذي نعيش فيه؟! أيُّ قدر ساقنا كالكبش لمذبح المهزلة؟! أذكر.. أذكر أول لفافة تبغ دخنتها, يومها أشعلت لفافتي التي سرقتها من أبي من جمر احتراق منـزلنا إثر القصف المركز الذي كان على ضيعتنا الصغيرة, وهكذا نحن, مسروقون, ومحروقون. هق.. يا إلهي.. كيف يختلط دخان القذائف والصواريخ بدخان سجائرنا؟! ونحن متلذذون.
    يصيح:
    - (احرق بيتك, أنا آتٍ.. دع كل شيء, واتبعني, أنا المتشرد العظيم..)
    يهدأ, ثم يقول بصوته المحزون:
    - ماذا فعلنا بأنفسنا؟ هق.. كيف ولماذا تركنا بيوتنا, مزارعنا, أراضينا؟!. هق.. لاجئين؟!.. يا إلهي.. يا ربي.. يا بطني.. آه.. آه.. آه آه.. بطني.. معدتي..
    يتلوى.. يعتصر.. يجرع قليلاً من الخمر, ينهض, يحمل المجلة بيد, والزجاجة بيد أخرى.. يردد لحن أغنية حزينة, التي تصدح بتصاعد جميل, يتراقص معها, يتلوى, متأرجحاً من الخمر والألم, تندمج مع الموسيقى العشوائية الصاخبة. تتخبط الإنارة, وهو يرقص, ويرقص, ويرقص. يجثو.. يستكين, يجرع من زجاجته, يتلذذ الموسيقى بحركات مجنونة, يعتدل في جلسته.. يتمتم بصوت مسموع متقطع:
    - الناس.. لا.. عود الثقاب. لا.. الجوع.. نعم.. رغيف الخبز.. أقداح مثقوبة (تهدأ حركته) خمر وفاة العمود الحجري الذي خرج للشارع مبللاً (يبتسم) لم يجد مكاناً ليتبول..
    يثبت نظرة كمن تذكر شيئاً, ثم نسمعه يرتل الشعر بهدوء:
    (لا أريد نواحاً.
    لا حداداً, ولا دمعاً..
    ....
    فقط.. شلالُ نبيذٍ أحمر يدورُ من فمٍ إلى فمْ
    فقط.. الموسيقى: تهبُّ على السماوات
    كنسمةٍ مبللةٍ بعطرٍ أزرق)
يعمل...
X