ورشة فنية تناقش تأثير الدراما في تشكيل هوية الشباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ورشة فنية تناقش تأثير الدراما في تشكيل هوية الشباب

    ورشة فنية تناقش تأثير الدراما في تشكيل هوية الشباب




    السبت 2022/08/20








    مشاهد العنف تنتقل من الشاشة إلى الواقع


    القاهرة – مع تزايد انتشار الجريمة والعنف في مصر في السنوات القليلة الماضية، خاصة تلك الوقائع التي تكاد تشبه الأفلام والمسلسلات الدرامية، وجهت السلطات والمؤسسات الخاصة اهتمامها نحو تحليل وفهم تأثير الدراما والسينما على تشكيل هوية الشباب ورسم ملامح شخصياتهم وسلوكياتهم، وسط الاتهامات المتزايدة للمسلسلات ونجوم الدراما بأنها تروج للعنف و”البلطجة” بنسب كبيرة يسهل تأثيرها في المجتمع.
    ومؤخرا، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، برئاسة المخرج الفنان هشام عطوة، محاضرة تحت عنوان “تأثير الدراما على تشكيل هوية الشباب”.
    وحذرت الدكتورة هناء خليفة من تفشي مشاهد العنف غير المبرر في الدراما التلفزيونية، وأوضحت أن من أحد أسباب تصاعد الجريمة في المجتمع هو إظهار دور البلطجي كبطل للعمل الفني، وتقديمه بأنه ضحية مجتمعه، وبأنه لجأ للعنف والقتل من أجل بعض الأسباب الواهية.
    وباتت الدراما المصرية خلال العقد الماضي تطرح قصصا مختلفة تدور بين موضوعات لها علاقة بالخيانة الزوجية والاغتصاب والمخدرات والشذوذ والبلطجة، وكلها مواضيع تعرض الكثير من مشاهد العنف، فلا تكاد تمر حلقة واحدة من مسلسلات رمضان دون استعراض للعنف وللقدرات الجسدية لأبطال الأعمال الذين يملكون جمهورا متكونا من الآلاف من المعجبين والمراهقين.


    ​☚ من أحد أسباب تصاعد الجريمة في المجتمع هو إظهار دور البلطجي كبطل للعمل الفني، وتقديمه بأنه ضحية مجتمعه

    وجاءت ظاهرة البلطجة الشعبية كنوع انتشر كثيرا على الشاشة المصرية، ويبدو أن العنف الذي يمارسه بطل المسلسل في كثير من الأحيان ينظر إليه بوصفه علامة على القوة والشجاعة، لكن الخطورة أن ذلك أمر يحث الناس على الشعور بالفخر واتخاذ هؤلاء الأبطال كقدوة لهم، وأصبح الإقدام على العنف هو الحل الأول لأي مشكلة يومية، وأصبح الشارع المصري ساحة لأعمال البلطجة وترويع المواطنين‏.
    وأكدت خليفة، وهي أستاذة في جامعة أكتوبر قسم الإذاعة، خلال محاضرة دار الكتب بمدينة طنطا، أن الدراما تمارس دورا مهما في تشكيل الرأي العام والوعي الخاص بأفراد المجتمع، ولاسيما الشباب، مشيرة إلى أن الفن يحافظ على ذاكرة المجتمع، علاوة على تمكنه من تغيير عادات وقيم المجتمعات.
    وقالت إن “للفن قدرة عجيبة على تخطي الحواجز، كما أن الفن يستطيع بكل سهولة النفاذ لعقول الجماهير ووجدانها”، لافتة إلى بعض نوعيات الدراما التي علقت في أذهان وعقول المشاهدين، ومن أهمها مسلسل “الاختيار” الذي استطاع تجسيد الواقع في ما يخص بطولات القوات المسلحة ورجال الشرطة في مواجهة الإرهاب والعنف ومخططات الجماعة الإرهابية، وذلك من خلال عرض حقيقي للمشاهد الواقعية مع دمجها بالمشاهد الدرامية.
    وتؤكد الأكاديمية على ضرورة التحلي بالوعي لما نشاهده من أعمال درامية، بخاصة التي تتضمن مضمونا ثقافيا وفنيا لا يتعارض مع قيم المجتمع وعاداته.
    واستعرضت المتحدثة بعضا من الأعمال الدرامية التي عرضت سلبيات المجتمع بشكل محترم، دون استعراض مبالغ فيه لمشاهد العنف والأكشن، ومن بينها “لن أعيش في جلباب أبي”، و”عائلة ونيس” وغيرها من الأعمال الدرامية التي تتمتع بروح الأسرة المصرية.
    وتظهر بعض الأبحاث أن مشاهدة عدة مشاهد مؤلمة في الدراما يمكن أن تسبب أعراضا تشبه اضطراب ما بعد الصدمة (الإجهاد اللاحق للصدمة).
    وتحذر بعض التقارير من أن التعرض للعنف المصوّر يمكن أن يتسبب إما في زيادة الحساسية حيث نصبح أكثر حساسية وتشاؤما أو يمكن أن يؤدي إلى إزالة الحساسية مما يجعلنا في الواقع مخدرين لتأثيرات العنف كما ذكرنا لوحظ هذا أيضا لدى أولئك الذين تعرضوا مرارا وتكرارا لألعاب الفيديو العنيفة.
    ويعرف أستاذ الإعلام أحمد حسين الدراما على أنها فن يُؤدّى على المسرح، أو التلفزيون، أو الراديو، أو السينما، كما تُعرف على أنّها حدث، أو ظرف مثير، أو عاطفيّ، أو غير متوقّع، والهدف الأول من تقديم أي عمل هو الإضاءة على بعض مشكلات وآفات المجتمع ونقل رسالة مباشرة أو غير مباشرة للمشاهدين ليأخذوا العبرة منها وينقلوها إلى الأجيال القادمة بالإضافة إلى التثقيف والإرشاد والوعي والتنمية بكافة أشكالها.
    ويشير حسين إلى أن الشباب والمراهقين ليسوا على درجة من الوعي تسمح لهم بإدراك واقع المشكلات الاجتماعية، وإدراك ما يمكن أن تؤديه الأعمال الدرامية من مشكلات أسرية، خاصة في ما يتعلق بمشكلات العنوسة والطلاق والعنف الأسري، وأن هناك تقليدا أعمى للشباب وإحساس الشباب بأنه ليست له قيمة أو جدوى في المجتمع وشعوره بعدم الانتماء والولاء للمجتمع الأسري والمجتمعي.
    ويوضح الأستاذ أن الدراما التلفزيونية تؤثر على سلوكيات أفراد المجتمع حيث ترفع بطرق غير مباشرة نسب البلطجة والعنف والشغب وانتشار المخدرات والتحرش، علاوة على انهيار وتفكك الأسرة من ارتفاع نسب الطلاق وانتشار أفكار الخيانة الزوجية، بالإضافة إلى ما تروج له من قيم وسلوكيات دخيلة على المجتمع.












يعمل...
X