صور من قلب القلعة ( 14 ) ،، التفية والأوجاق ،،تعليق وتصوير:مصطفى رعدون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صور من قلب القلعة ( 14 ) ،، التفية والأوجاق ،،تعليق وتصوير:مصطفى رعدون


    مصطفى رعدون


    17 أغسطس 2020 ·
    صور من قلب القلعة ( 14 ) ،،
    التفية والأوجاق ،،،،
    في بيوتات قلعة المضيق ولمئات السنين الخوالي ، ثمة مفردات كانت تمثل وسائل الحياة التي يستعين بها أهلنا على تقلب الطقس وحاجات المنزل ، مكتفين ذاتيا ، ومتأقلمين مع أصعب الظروف ،
    ويمر الصيف لاهبا ، بأشهره المعروفة ، فيستعينون عليه بفتح طلاقات السهام القديمة على الأبراج كشبابيك تلطف الجو ، على الغربي والشمالي وتعدل الحرارة ،،،
    ويجيئ الشتاء ، وتزدهر التفية الموقد ( الشومنيه ) فتدفئ البيت ، وتقدم النار للطهي ، ويلتم الأهل والأحباب حول موقدها ، متساجلين القصص والحكايات ، وهي لا تكلفهم سوى أعواد قش القطن المجموعة صيفا ، وبعض أعواد الدوالي المقصوصة أثناء الكساح ، وبعض روث الحيوانات التي جمعوها خلال العام الى المشتاية ، وهناك صنعوا منها اقراص جففوها على الشمس بعد جبلها بقليل من التبن ، ونقلوها الى الإصطبل لتكون مونة الشتاء ، وطبخات الدست الكبيرة ، وهي : ( الجللي ) ،،،
    أما ضوء الكاز ، ذلك الصديق الدائم ليلا وأخص منه / نمرة أربعة / الذي رافق الجميع في طفولتهم وشبابهم وكهولتهم ، وقد كانت أمي رحمها الله تضع خلفه مراية مستطيلة فينعكس الضوء بشكل أقوى ، وقد كان الأوجاق الطيني هو المكان المخصص لوضع ضوء الكاز ،
    وكذلك كانت توضع عليه بعض الأشياء الأخرى ، وعلى الأغلب كانت جرة الملح المزججة مطمورة في قلب الجدار ، ولا يظهر منها سوى فوهتها ، وذلك لحفظ الملح من الرطوبة ، لجميع أيام السنة ،
    اما الشكل القماشي المدور الظاهر في الصورة فهو ( الكارة ) ، وهي أداة تستخدم في الخبز على التنور ، والهدف منها حماية اليد التي تمتد داخل التنور من اللهب والحرارة ، وتكبس بها الأرغفة الى جدار التنور الداخلي الساخن ،
    وغالبا ما كانت جرة الماء الفخارية الكبيرة موضوعة في مكان ما خلف الباب الخشبي وعليها غطاءها ، وفوقه كأس نحاسي له مسكة يستعمل للشرب ،
    اما النملية ، فقد كانت براد البيت ، حيث توضع بها الأطعمة والمواد المخللة والمقددة ودبس البندورة ، حيث قضت على تلك الأشياء الحياة المعاصرة بعد جلب الكهرباء والماء الى المنازل ، وشراء البراد والغسالة والفريزا ، فقد تغيرت طبيعة الحياة وبدل الإعتماد على النفس في كل شيئ ، حل الإعتماد على شبكة الكهرباء ، وشبكة مياه الشرب ، وحلت الأفران العامة بدل التنانير لتوفير الخبز اللازم للحياة ،،،
    وجاء الزمن الذي جعلنا نحن إلى خبز أمهاتنا ، وضوء الكاز ، والى موقد التفية والأوجاق الذي كان يحمل عنا جميع أوجاعنا ، والى جرة الفخار التي كانت ترقد وتبرد لنا ماء الشرب الصافي الزلال ،،،
    مصطفى رعدون 2020/8/17

    ******************************
    ومصطفى رعدون
يعمل...
X