الرسامون والنساء كان لهم دور في نشأة المسرح في العراق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسامون والنساء كان لهم دور في نشأة المسرح في العراق

    الرسامون والنساء كان لهم دور في نشأة المسرح في العراق




    عواد علي




    المسرح فن رجالي رغم مساهمة المرأة


    أكثر من مئة عام مرت على ولادة المسرح في العراق، حيث شهدت مدينة كربلاء في عام 1917 عرض أول مسرحية كانت عن واقعة الطف وهي تخرج من عباءة المواكب الحسينية إلى فضاء العرض المسرحي متأثرة بالثورة البلشفية في روسيا في عام 1917 وهو ما يعني أن المسرح في هذه المدينة تأسس قبل تأسيس الدولة العراقية عام 1921. وتطور المسرح العراقي كثيرا فيما شهد العديد من التقلبات حاول العديد من الباحثين تدوينها.


    بالرغم من مرور قرن ونصف على بدايات النشاط المسرحي في العراق، لم يُنشر سوى عدد قليل من الكتب التي توثقه وتبحث في تاريخه، مقارنة بعدد الكتب المنشورة حول تاريخ المسرح في مصر، مثلا.
    وكان كتاب “الحركة المسرحية في العراق” لأحمد فياض المفرجي، الصادر عام 1965، من أبكر هذه الكتب، تلاه كتاب توثيقي للباحث نفسه بعنوان “مصادر دراسة النشاط المسرحي في العراق” عام 1979، ثم “الحياة المسرحية في العراق”.
    وقد سعى في هذا الأخير، كما يقول في مقدمته، لأن يكون تأسيسا لموسوعة شاملة وتفصيلية لما في الحياة المسرحية في العراق من عناصر ومكونات ومفردات ابتداء من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى العام 1988.
    كتب توثيقية

    كتاب "صفحات من كتاب المسرح العراقي" رحلة ممتعة في مسيرة المسرح في العراق بنفس وثائقي يدون تاريخا فنيا مهماصدر بعدئذ كتابان كبيران للمخرج والممثل والكاتب أديب القليجي، الأول بعنوان “97 عاما من مسيرة المسرح العراقي منذ عام 1882 حتى عام 1979″، والثاني بعنوان “المسرح في العراق: مؤسسون ورموز”، يحتوي على سير ذاتية وفنية لأكثر من خمسين فنانا مسرحيا معززة بتوضيحات مهمة لتاريخ كل شخصية والظروف المحيطة بها من العديد من الزوايا، وما رافقها من أحداث ومآثر شخصية وعامة موزعة على حقب زمنية متفاوتة، وملازمة لظروفها السياسية والثقافية.
    وفي العام الماضي أصدرت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة كتابا مشتركا للباحثين علي محمد هادي الربيعي وعامر صباح المرزوك بعنوان “المسرح العراقي.. أعلام وبيبليوغرافيا” احتوى على فصلين، الأول “محطات في التأليف المسرحي” عُني بتقديم ثلاثة وثلاثين كاتبا مسرحيا عراقيا كتبوا نصوصهم خلال الحقب العثمانية والملكية والجمهورية، والثاني “محطات في الإخراج المسرحي” سلط الضوء على مجموعة من المخرجين المسرحيين العراقيين عُدت تجارب بعضهم مدارس إخراجية، وحقق بعضهم الآخر لنفسه بصمة فنية إخراجية اقترنت باسمه.
    فن رجالي

    حديثا أصدر الباحث المسرحي عقيل إبراهيم العطية، الذي عمل سنوات طويلة باحثا في مديرية الأبحاث والدراسات بالمؤسسة العامة للسينما والمسرح في بغداد، كتابا في هذا السياق بعنوان “صفحات من كتاب المسرح العراقي” عن مطبعة العين، وهو بقدر ما يشكّل رحلة ممتعة في مسيرة المسرح العراقي، فإنه يحمل نفسا وثائقيا، ويؤشر تاريخا فنيا مهما.
    يضم الكتاب مجموعة مختارة مما نشره المؤلف خلال العقود الماضية عن الفعاليات المسرحية العراقية في مختلف أشكالها، وبشقها النظري: تأليف، نقد، بحث وما إلى ذلك، وبشقها العملي: تمثيل، إخراج، وما يرتبط بهما من فنون (إضاءة، ديكور، مكياج… إلخ).
    اعتمد العطية على إشارات تاريخية، وإن كانت لا تسرد تاريخا مفصلا للمسرح العراقي، مثل: المرأة العراقية وفن التأليف المسرحي، العنوان في المسرحية العراقية، الرسامون والمسرح، المسرح العراقي في مئته الأولى، وغير ذلك من عناوين ترتبط بتاريخ المسرح.
    ففي فصل “المرأة العراقية وفن التأليف المســرحي” يقول إن فن المسرح فن رجالي بامتياز لكثرة مؤلفيه وكتابه في الأقل، فهو مذ عُرف ونشأ في أحضان أثينا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد، وحتى يومنا هذا، يضج بأسماء كتاب عظماء رفعوا لواءه وارتقوا به إلى أبعد مقام، ويستعرض منهم أسماء ابتداء من الرواد المؤسسين أسخيلوس، سوفوكليس، يوربيدس وحتى وقتنا الحاضر، نافيا أن يكون للمرأة (الكاتبة) وجود كبير. ثم يشير إلى إسهامات عدد من الكاتبات المسرحيات.
    الرسامون في المسرح













    في تناوله إسهامات الرسامين في المسرح العراقي، سواء من حيث مشاركتهم شخصيا في العروض المسرحية، أو من خلال عملهم في السينوغرافيا والتصميم، يقول إن ثمة تشكيليين (الرسامون خاصة) قُيّض لهم الظهور على خشبات المسارح أبطالا مسرحيين.
    ويضيف “إن غنى وخصب حياة الفنان تعد من الأسباب التي تدعو إلى الاحتفاء والاحتفال به، وكتابة سيرته الفنية والحياتية مسرحيا”.
    ويتابع العطية أن استلهام سير الفنانين في فترة لا تُعد طويلة، قياسا إلى تاريخ المسرح، لكن التعاون بين المسرحيين والتشكيليين قد حدث منذ فترة طويلة نسبيا، حيث كانت تُسند، في الأغلب، إلى أحد الرسامين مهمة خلق بيئة تتصارع فيها الشخصيات، وتحتدم فيها العواطف، وأحيانا لا تقتصر مهمة الرسام على تصميم الديكور، بل يضاف إليها تصميم الأزياء والإكسسوارات، خصوصا في المسرحيات التاريخية (الطرازية) التي تحتاج إلى لمسات فنية، يتقنها الرسام بما يمتلكه من موهبة وإبداع وحس فني.
    وغني عن البيان أن المسرحية التعبيرية، التـي ظهرت في العقود الأولى من القرن العشرين وبلغت قمة نضجها وتأثيرها إبان الحرب العالمية الأولى والسنوات التي تلتها حيث شاعت وانتشرت في أنحاء مختلفة من العالم، تبدو استعارة واستلهاما لمجموعة من الرسامين ممن حذوا حذو فان كوخ وغوغان في الرسم، وأنتجوا الكثير من الروائع التي تفخر باقتنائها أحسن متاحف العالم.



يعمل...
X