لنتذكرالفلاح أحمد الفريج (أبو علي)..الذي عمل بورشة التنقيب مع البعثة الرسمية الفرنسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتذكرالفلاح أحمد الفريج (أبو علي)..الذي عمل بورشة التنقيب مع البعثة الرسمية الفرنسية


    مصطفى رعدون

    ١٩ يوليو ٢٠١٧ ·
    أبو علي
    أحمد الفريج ( أبو علي )
    وجه ذهبي بإمتياز
    هذا الفلاح البسيط الذي كان يشتغل عاملا في ورشة التنقيب مع البعثة الرسمية الفرنسية التي كانت تشرف على عملها المؤسسة العامة للاثار والمتاحف في موقع دير بيزنطي قرب أسوار مدينة أفاميا ، ويعتقد أنه الدير الأساسي لمار مارون في أواخر ستينات القرن الماضي ،
    أبو علي هذا كان يعمل بالمعول ورمي الأتربةبالكريك ، أو نقلها إلى خارج الموقع المذكور بالعربة ، ويشبه عمله الأشغال الشاقة ، وذلك من أجل أجر زهيد يعينه على تربية أسرة هو مسؤول عنها ، ضمن ورشة من العمال المستأجرين من فلاحي قلعة المضيق ويشرف على العمل مهندسون أجانب بالإضافة إلى مندوب الآثار السورية ،
    لم يخطر على بال أبو علي في يوم من الأيام أنه سيلاقي جرة فخارية مملوءة بليرات ذهبية أثرية ، وهذا ما حصل عندما لاحظ أن حجرا في الجدار المزدوج المقوى بالقصرمل صفحته الظاهرة لونها مختلف عن باقي الأحجار المجاورة وهي مائلة الى القرميدي ،
    لقد مر من جوار ها مئات المرات خلال الأيام القليلة الماضية ، وعندما كان يدب نظره على صفحتها يقول له عقله أنها شئ مختلف ، ويومها قرر أن يفحص تلك الحجرعند اللحظات الأخيرة قبل الإنصراف ، واذا بها جرة فخارية مغطاة بقطعة فخارية مليئة بالليرات الذهبية الأثرية ، وتعود للعهد البيزنطي ، وبها المئات من تلك الليرات ، لقد صعق أبو على من هول المفاجأة ، لكنه تمالك نفسه وصاح على المشرفين العرب والأجانب ، وسلمهم الجرة بما فيها ، فصوروه ونشرت صوره في مقابلة صحفية ، وأعطوه مكافأة مبلغ مائة ليرة سورية وسموه ( العامل الأمين ) ثم قرروا أن يكافئوه أكثر فعينوه شاويش مؤقت للورشة التي يعمل معها ،
    ومرعام طويل كان تجار الأنتيكة في قلعة المضيق يتألمون لعدم وقوع هذه الجرة في أيديهم ، ويلومون أبو علي على تسليمه لها، وأحيانا يكيلون له بعبارات بذيئة ، وكان أحدهم ويدعى احمد الملحم يقول وبأسلوب ساخر ( ما كل مرةابو علي احمد الفريج بيلاقي جرة ) ، وفي الموسم التنقيبي الثاني وبينما كان الشاويش أبو علي يسقي باقي زملائه العمال ، ويجلس في الظل جاء مدير آثار حماه الأستاذ عبد الرزاق زقزوق ومعه وفد فرنسي من خبراء الآثار ، وبينما كانوا يتنقلون من زاوية الى أخرى في الموقع ، وقع نظر مدير آثار حماة على أبو علي وتذكر جرة الذهب السابقة فصاح عليه أمام الجميع ، وأمسكه المعول وقال له نريد منك جرة ذهب ثانية ، وبدأ بضرب الأرض أمامهم ، وهم يلتفون حوله بعيون مفتوحة ، يراقبون حركاته ينتظرون المجهول ، وبضربة قوية من يد أبو علي( أحمد الفريج ) إنكسرت جرة فخارية ، وتناثرت قطعها ، وتناثرت معها ليرات ذهبية بكل الإتجاهات ، فصاحوا stop _ وقف وقف وأأف
    وبدأوابجمع الليرات الذهبية ومدير الآثار يضعها في كيس استحضروه له على الفور حتى نظفوا الأرض من الذهب ، ،،،،
    كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية وقت الضحى عندما إمتزج وميضها مع وميض الليرات الذهبية ، وجميع الحضور مشرئبة أعناقهم لهول المفاجأة ،،،
    لقد أوعز المدير لعماله بأن ينصرفوا فورا ، و بعد حوار وأخذ ورد ، تقرر أن يمنح أبا علي وظيفة حارس دائم في مدينة أفاميا ، حيث أمضى بقية أيام عمره بين أعمدتها جيئة وذهابا ، كأسطورة من تلك الأساطير التي لفت هذه المدينة الخالدة على مر السنين والأيام ،ولم يصبه نصيب من التنعم بحياته جراء الذهب الذي ظهر على وجهه ،، فقد كانت تحكي العرافات أن الذهب مرصود ، وقد تبين أن أبا علي احمد الفريج مرصود منه أن يصيبه قسط مماوجد ويتنعم به مع أولاده في حياته ،،،،،،،
    مصطفى رعدون (2017/7/20) - -
    '

    **************************
    George Ashy، ومصطفى رعدون
يعمل...
X