"نَفَس الأرض".. معرض جماعي يوثق التراث الفلسطيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "نَفَس الأرض".. معرض جماعي يوثق التراث الفلسطيني

    "نَفَس الأرض".. معرض جماعي يوثق التراث الفلسطيني


    فنانون يستحضرون التراث الفلسطيني من خلال الفن والذاكرة والمكان ويعبّرون عن ارتباطهم العميق بالأرض.
    السبت 2025/07/19

    نظرة متفحصة للأثر الفني للأمكنة

    رام الله - يحتفي فنانون فلسطينيين وأوروبيون بالتراث الفلسطيني في معرض يحمل عنوان “نَفَس الأرض” أو (بريث أوف ذا لاند)، يقام في المركز الثقافي الألماني – الفرنسي في رام الله بالضفة الغربية.

    ويستحضر الفنانون التراث الفلسطيني من خلال الفن والذاكرة والمكان ويعبّرون عن ارتباطهم العميق بالأرض عبر أعمال فنية متنوعة، عبر ثلاثة عشر عملا أو مشروعا فنيّا، تحت شعار “التراث الحي في الفن والذاكرة والمشهد الطبيعي الفلسطيني.”

    والمعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى السابع من أغسطس المقبل يضم مجموعة من الأعمال الفنية المتعددة ما بين الرسم والنحت والفيديو آرت، وأفلاما وثائقية وأخرى درامية قصيرة.

    كما يتضمن نماذج من أنماط بلاط الأرض الفلسطيني المزخرف والزجاج الملون إلى جانب منازل القدس العتيقة. وتحضر غزة والحرب فيها عبر أفلام وثائقية وأخرى درامية تحكي عن الواقع هناك. وقالت القائمة على المعرض رلى خوري إن أعمال الفنانين المشاركين “تستكشف الترابط العميق بين ‏الأرض والذاكرة والهوية والمقاومة.”

    وأضافت خلال جولة للصحافيين في المعرض أن الأعمال المعروضة تشكل “أرشيفا حيا ومساحة يصبح فيها التعبير الفني وسيلة ‏لحفظ التراث وإعادة تصوره والتأكيد عليه في مواجهة التشرذم والمحو.” وتابعت قائلة “تسلط العديد من الأعمال الفنية الضوء على دور التقاليد الشفوية، لاسيما تلك التي تنقلها النساء الفلسطينيات، بوصفها ‏أوعية للصمود الثقافي.”

    ويأتي المعرض المقام في المركز الثقافي الألماني – الفرنسي في رام الله ضمن المشروع الختامي لبرنامج إقامات “مشكال” الفنية. ويشارك في المعرض أميرة الغول، وإيهاب عابد، وأرندت إنجلهاردت، وبشير مسعد، وفيروز حسن، وحلا سيف، وجمانة دعيبس، ومادو كيليان، ومحمد الراعي، ونورا سعيد، ورند حمدالله، ووسن قرمان، ويحيى الشولي.

    ◙ أرشيف حي يصبح فيه التعبير الفني وسيلة ‏لحفظ التراث وإعادة تصوره والتأكيد عليه في مواجهة التشرذم والمحو

    وقال شادي بكر مدير المشروع “قدمت هذه الإقامة فرصة فريدة للفنانين الفلسطينيين والأوروبيين للالتقاء والتفاعل مع المواقع الثقافية الغنية في فلسطين.” وأضاف في كتيب حول المعرض “نفس الأرض ليس مجرد معرض فني، بل شهادة على قوة التعاون عبر الثقافات والتخصصات وقد أثرى هذا التبـادل الإبداعي فـرصة العمل في بعض أبرز الفضاءات الثقافية الفلسطينية.”

    وأوضح أن المعرض “احتفال بالصمود والإبداع، الذي يولد عندما تتاح للفنانين فرصة التواصل، مع بعضهم، مع التراث، ومع ذواتهم. إنه تأكيد على دور الثقافة في خلق مساحات للحوار والتأمل والنمو.” وأشار بكر إلى أن اليوم الأول للمعرض شهد إقبالا من الزائرين الذين استمع بعضهم إلى شرح من الفنانين عن أعمالهم وأفكارهم.

    وتبرز في المعـرض مشاركة الفنان والمؤرخ الثقافي الألماني أرندت إنجلهارت، الذي عمل على استكشاف الذاكرة البصرية للقدس في القرن التاسـع عشـر، مـن خـلال أعمـال سيـرينا روزن (ني موشيليس) التي عـاشت ما بين عامي 1830 و1902، وكانت مـوسيقية ورسامة، وزوجة القنصل البروسي الثاني، جورج روزن (1820 – 1891)، وتحديدا في الفترة بين عامي 1854 و1867، حيث أقامت في دار القنصل بعقبة التكية، ونظّمت صالونا عالميـا استقبل ضيـوفاً محليين ودوليين.

    من جانبها، تروي مادو كيليان، في مشروعها القائم على الواقع الافتراضي، “قصص من بيت جدتي” حكاية عائلتها الفنانة الفلسطينية الأرمنية عبر قرون عديدة، بينما يكتشف الفنان محمد الراعي الأشجار الفلسطينية كشخصيات حيّة وشاهدة على التاريخ الفلسطيني في عمله “فردانية الشجر الفلسطيني”. ويقدّم الفنان يحيى الشولي، من غزة، فيلما قصيرا بعنوان “الهرب من فريدة”، يُناقش فيه ثنائية الهروب من الواقع ومواجهته.

    ورأى الناقد والصحافي الفلسطيني يوسف الشايب أن معرض “نَفَس الأرض”، فيه أعمال فنية “تركز على الجسد تحت الاحتلال، وأثر أنظمة السيطرة طويلة الأمد، على التنفّس والحركة والخطاب، محولة الجسد إلى أرشيف وساحة معركة في آن.. فيما تبدو الأرض نفسها كشاهد وشخصية محورية، من الصبّار المنعزل في القرى المهجّرة إلى أشجار الزيتون والبلوط القديمة، وهنا تتحول النباتات إلى وسيط للذاكرة، وتقف الكائنات كأرشيفات حيّة، تحمل ندوب النزوح والعدوان، بينما تستمر في التجذر والإنبات وتوفير المأوى، وتخيّل شظايا الوطن، عبر بقايا معمارية ومكونات طبيعية تحرس المنازل المفقودة.”
يعمل...