الرواية الايطالية {العدد صفر} (بالإيطالية: Numero Zero) من تأليف أومبرتو إيكو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرواية الايطالية {العدد صفر} (بالإيطالية: Numero Zero) من تأليف أومبرتو إيكو

    الرواية الايطالية {العدد صفر} (بالإيطالية: Numero Zero) من تأليف أومبرتو إيكو (Umberto Eco)، وهي رواية قصيرة نسبيًا صدرت عام 2015، وتُعدّ من آخر أعماله قبل وفاته. رغم حجمها الصغير، فإنها غنية بالمعاني السياسية والثقافية والإعلامية.



    معلومات أساسية عن الرواية///

    & العنوان: العدد صفر (Numero Zero)
    & المؤلف: أومبرتو إيكو
    & تاريخ النشر: 2015
    & النوع الأدبي: رواية بوليسية / سياسية / سخرية إعلامية
    & السياق الزمني: تدور أحداثها في إيطاليا عام 1992
    & الراوي: كولونا – كاتب فاشل يعمل في مشروع إنشاء جريدة



    التحليل العام للرواية///

    1. الفكرة المحورية

    تدور احداث الرواية في إيطاليا عام 1992، حيث يُكلّف الصحفي الفاشل كولونا بالمشاركة في تأسيس صحيفة وهمية اسمها “الغد”، مشروع لم يُقصد به النشر أبدًا، بل خُطط له ليكون وسيلة للابتزاز والضغط السياسي. تحمل الصحيفة صفة “العدد صفر” في عالم الصحافة، أي النسخ التجريبية التي لا تُنشر للعامة، بل تُستخدم لاختبار الشكل والمحتوى.
    يستخدم إيكو هذه الفكرة رمزيًا ليقدّم نقدًا لاذعًا للإعلام الفاسد، الذي لا ينقل الحقيقة بل يصنعها وفق مصالح الأقوياء. ومع تورّط أحد الصحفيين في تعقّب مؤامرة غريبة حول موت موسوليني، تتصاعد الشكوك ويغدو المشروع الصحفي مساحة لعب بين الوهم والرقابة، ليكتشف كولونا تدريجيًا طبيعة الواقع الإعلامي المُشوَّه، ووجه إيطاليا المريض كما يراه إيكو في عصر التلاعب بالمعلومة

    نهاية الرواية دون ذكر التفاصيل:

    تنتهي الرواية بطريقة رمزية ومفتوحة نسبيًا حيث يتراجع مشروع الصحيفة، وتُظهر النهاية أن كولونا يختار الصمت والابتعاد بدلًا من المواجهة.
    تبقى فكرة الحقيقة ضبابية، والإعلام مجرد أداة في يد الأقوياء.
    أما الشخصيات التي حاولت كشف الحقيقة، فلم يكن مصيرها مشجعًا.



    2. الشخصيات الاساسية

    ? كولونا (Colonna)
    الراوي، كاتب/مترجم فاشل في الخمسينات يستخدمه سيميي لإنشاء صحيفة وهمية بهدف ابتزاز سياسي. يمثل المثقف المحبط .
    ? سيميي (Simei)
    العقل المدبّر للمشروع، مدعوم من الراعي المالي. شخصية مكّارة وذكية تلعب دور منظم الصحيفة ().
    ? مايا فريزيا (Maia Fresia)
    الصحفية الشابة، الوحيدة ذات ضمير وموهبة في الفريق، تتحوّل إلى علاقة عاطفية مع كولونا .
    ? براغادوشيو (Braggadocio)
    صحفي مهووس بنظريات المؤامرة، يتحرّى مؤامرة حول موت موسوليني وطبيعة الجريدة، وكان اسمًا مركبًا من “Braggadocio” وتشيع به الحالة النفسية للشخصية .



    3. الموضوعات الرئيسية

    أ. الصحافة كأداة سلطة

    ينتقد إيكو كيف أن الصحافة لم تعد مرآة للواقع، بل أصبحت أداة تصنعه، وتخدم مصالح الأقوياء. «العدد صفر» يعني أن هناك واقعًا يتم تحضيره في الخفاء.

    ب. نظرية المؤامرة

    واحدة من الشخصيات تصرّ على أن الزعيم الفاشي “موسوليني” لم يُعدم، بل تم تهريبه، وهي حبكة عبثية توحي أن الأخبار ليست ما حدث، بل ما يُراد لنا أن نصدّقه. هذه الحبكة تُظهر كيف تنتشر المؤامرات في بيئة إعلامية فاسدة.

    ج. السخرية من الحداثة الإيطالية

    تصور الرواية إيطاليا أوائل التسعينيات كدولة غارقة في الفساد، متخبطة بين الماضي الفاشي والحاضر المرتبك، تائهة بين التقدم والرجعية.

    د. الحقيقة مقابل التلاعب

    كل أعداد الجريدة “التجريبية” لا تحوي حقيقة، بل أخبارًا محرفة، أو خادعة، أو غير مكتملة. الرواية كلها تسأل: هل الحقيقة موجودة أصلًا؟ أم أنها مجرد سرد ناتج عن مصالح من يكتبها؟



    الرمزية//

    ? “العدد صفر” ليس مجرد عدد صحيفة، بل رمز لمجتمع كامل لا يريد التقدّم، مجتمع يعيش في “نسخة تجريبية” من الديمقراطية.
    ? ترمز جريدة «الغد» إلى المستقبل الوهمي، إلى «الغد» الذي لا يأتي أبدًا، لأن الفساد يقف عائقًا.



    ✍️ الأسلوب الأدبي///

    ✔️ أسلوب ساخر، ذكي، مليء بالإشارات الثقافية والتاريخية.
    ✔️ مليء بالمفارقات والحوار الذهني بين الشخصيات.
    ✔️ حبكة غير تقليدية، لا تعتمد على التشويق بل على التحليل الفلسفي والرمزي.



    خلاصة ///

    رواية العدد صفر هي صرخة ضد إعلام الزيف، وضد تحويل الصحافة إلى سلاح سياسي. إيكو، المعروف بثقافته الواسعة، يقدّم عملاً بسيطًا في الظاهر لكنه معقد في البنية الفكرية. الرواية تسخر من الزمن الحديث الذي فقد فيه الإنسان قدرته على تمييز الحقيقة من الكذب.



    اقتباس:-

    ((لا أنفي ذلك، ولكن أبي عوّدني ألّا أُصدّق الأخبار كما لو كانت مُنزّلة.
    الصحف تكذب، والمُؤرّخون يكذبون، واليوم التلفزة أيضاً تكذب. أرأيت في نشرات الأخبار في السنة الماضية، في أثناء حرب الخليج، صورة الغاق المُلطّخ بالقطران وهو يحتضر على سواحل الخليج العربي؟ لقد تأكّد بعد ذلك أنّه في ذلك الفصل يستحيل أن يوجد طائر الغاق في الخليج، وأنّ الصُّوَر تعود إلى ثماني سنوات قبل ذلك، أثناء الحرب بين العراق وإيران. أو، يقول آخرون، أخذوا طيور الغاق من حديقة الحيوان ولطّخوها بالبترول. وهكذا يكونون قد تصرّفوا في الجرائم الفاشية. انتبه، هذا لا يعني أنّني بقيتُ عاطفيّاً مُتمسّكاً بأفكار أبي أو جدّي، أو أنّني أُريد التظاهر بأنّ مجزرة اليهود لم تقع. ومن ناحية أُخرى فإنّ بعضاً من أعزّ أصدقائي هم يهود، صدّقني. ولكني لم أعُدْ أَثِق بشيء. هل نزل الأمير كيّون حقّاً على سطح القمر؟ ليس من المستحيل أن يكونوا صنعوا كلّ شيء في الأُستوديو، ولو أنعمتَ النظر جيّداً في ظلال رواد الفضاء بعد الهُبوط على سطح القمر لعلمتَ أنّها غير قابلة للتصديق. وحرب الخليج أوَقَعَتْ أم لم نَرَ سوى صُوَرٍ قديمة من الأرشيف؟ نحن نعيش في عالم من الكذب، وإذا علمتَ أنّهم يكذبون عليك، فينبغي لك أنّ تشكّ دائماً. أنا أشكّ، أشكّ دائماً . الشيء الوحيد الحقيقي الذي لديّ منه شاهد هو ميلانو هذه التي تعود إلى عشرات من السنين مضت. القصف بالقنابل وقع حقّاً، وللتحديد فقد قام به البريطانيّون أو الأميركيون)).

    ⸻⸻⸻

    تنويه//

    ‼️ هل الصحافة ما عادت صوت الحقيقة؟ وهل أصبحت أداة في يد الساسة والأقوياء؟

    الجواب:-
    في الواقع نعم، في كثير من الأحيان

    الصحافة – كما ينبغي أن تكون – وُجدت لتكون سلطة رابعة، تراقب وتحاسب وتنقل الحقيقة. لكنها في الواقع الحالي، في كثير من الدول، لم تعد كذلك دائمًا.
    فبدل أن تخدم الناس، أصبحت تخدم من يملك المال أو النفوذ أو الإعلان.

    ما الذي يحدث إذًا؟
    ⚠️ الأنظمة السياسية تموّل بعض وسائل الإعلام لتروّج لرواياتها.
    ⚠️ الشركات الكبرى تتحكم بالمحتوى عبر الإعلانات أو الشراكات.
    ⚠️ المحررون والصحفيون يُقيّدون غالبًا بما يُسمح لهم بنشره.

    النتيجة؟
    ? المواطن العادي يتلقى نسخة مشوّهة من الحقيقة.
    ? بينما يُبنى الواقع الفعلي خلف الكواليس، في الغرف المغلقة.

    اذا الإيمان بكل شيء سذاجة، والشك في كل شيء جنون.
    لكن بينهما طريق اسمه: العقل النقدي.
    علينا التاكد من المصادر التي تنقل لنا الاخبار هل هي موثوقة؟ هل هناك مصادر أخرى تدعم نفس الكلام؟

    ? في زمن غزارة المعلومات وتضارب الروايات، لا تكفي النية الطيبة…
    بل الأهم أن تمتلك عقلًا واعيًا لا يُخدع بسهولة.

    #موجز_الكتب_العالمية
يعمل...