النظرة النمطية للتصوير والمصورين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النظرة النمطية للتصوير والمصورين

    علي قدر ما يزعجني هذا المقال الا انني لم اتردد لحظة في كتابته.

    النظرة النمطية للتصوير في بلدنا هي نظرة متدنية جداً
    و عادةً ما تأخذ عدة أشكال:
    -فئة لا تجد أن التصوير ذو قيمة، فهم يظنون أن التصوير بالموبايل اكثر من كافي للحصول علي دعاية احترافية و بالتالي يقللون من التصوير كوظيفة.
    -فئة تنظر للتصوير علي انه وظيفة من ليس له وظيفة.
    -فئة لا تستوعب ما هو التصوير من الأساس
    و لا تدرك أنه فن.
    -فئة تنظر للمصور علي انه شخص فشل في كل شئ، فسارع لشراء كاميرا ليجني بعض المال
    لأن التصوير لا يحتاج لموهبة ولا لمهارة !

    و علي قدر ما تزعجني هذه النظرة النمطية التي اجدها محفورة في عيون الكثير من الناس حتي و ان لم يبوحوا بها صراحةً، علي قدر ما اتفهمها
    لأن فئة كبيرة من المصورين في يومنا الحالي
    هم من ساهموا في تكوين تلك الصورة النمطية؛
    فهُم أنفسهم لا يدركون أن التصوير فن و لا يدركون أنهم فنانون و انهم يجب ان يتحلوا بأخلاق الفنانين
    و ان يتعاملوا مع الجميع معاملة تتحلي بالأخلاق و أن يختاروا كلماتهم و أن يحترموا الجميع و يساعدوا بعضهم البعض و يتمنوا الخير لبعضهم البعض و ان يقدموا فن هادف.
    و الأهم من ذلك انهم يجب أن يعرفوا قيمتهم و قيمة فنهم؛
    الفرق بين مصور يأخذ التصوير كمهنة فقط و مصور يسعي لتقديم فن؛
    هو أن الأول لا يهتم بالدراسة فهو فقط (بيدوس علي الزرار ) و لا يري أن التصوير يستدعي الدراسة من الآساس. اما الثاني فيهتم بالدراسة و يهتم بالبحث و بمعرفة معلومات جديدة بصورة مستمرة
    لأنه يسعي لتقديم فن راقي يليق بلقب فنان.

    أما خطابي لمن لا يعتبر التصوير فن و لا موهبة، فهو خطاب ملئ بالشفقة؛
    فنحن بدراستنا نستطيع أن نؤثر عليك دون ان تُدرك و ان نجعلك تنجذب لمنتج مُعين او لشخصية في فيلم او لإعلان شاهدته دون ان تعرف السبب.
    و هنا تكمن خطورة فن التصوير؛
    فباستخدام بعض تأثيرات الإضاءة و زوايا الكاميرا
    نستطيع ان نجعلك تنجذب الي فعل مُعين شاهدته في التلفاز او نصور لك البطل علي انه شخص مثالي او مهوب و يحظي باحترام الجميع.. لتحفيزك علي اتباع خطاه، و بتغير الإضاءة و زاوية الكاميرا نستطيع ان نجعلك تكره فعل مُعين ( انظروا الصورة الاولي في التعليقات للتعرُف علي زاويتين لهم تأثير مختلف كليًا).

    و بتصوير المنتج (مثل ساندويتش مثلاً) بعدسات ضيقة نستطيع ان نبرز حجمه و بالإضاءة نستطيع ان نبرز جماله و تفاصيله و باختيار الوان مُعينة نجعلك تشعر بالجوع و بالقليل من المؤثرات الصوتية نستطيع ان نحفز احساس الجوع لديك و كل هذا دون ان نتكلم بكلمة واحدة.

    كما نستطيع التأثير علي الناحية ال emotional و ال cognitive للمُشاهد (فضلاً عن اننا نُبرز المنتج في اجمل صورة له حتي يؤثر علي قرار المُشاهد) مثلاً اعلانات pampers تخاطب مشاعر الأمومة عند الأم من خلال ابراز راحة و ضحكة الطفل و فرحة الأم بذلك (هذه هي الناحية ال emotional) اما الناحية المتعلقة بالتفكير و هي ال cognitive تتعلق بكم التوفير و المميزات مقارنة بمنتجات اخري.
    ‏Pepsi تعمل علي ابراز احساس العطش و الارتواء من خلال صوت فتح الكانز و صوت نزول ال pepsi و شكل الصودا و الجو المشمس و شكل الكوب المنعش و قطرات الماء التي تملأ الكوب من الخارج (و بالمناسبة احيانا هذه القطرات تبقي عبارة عن ماء و جلسرين للظهور بهذا الشكل و الثبات ).

    و اذا كنتم لا تؤمنون بخطورة فن التصوير
    فانظروا كم الجرائم التي حدثت علي صدي افلام تملؤها مشاهد العنف و البلطجة من اشخاص تأثروا بهذه المشاهد و هم حتماً غير دارسين لفن التصوير و بالتالي غير مدركين لحجم التأثير الذي سيلحق بهم نتيجة مشاهدة كم كبير من العنف تزينه نصوص درامية ملفتة و كادرات و اضاءات مؤثرة.
    -او انظروا الي كم الاشخاص الذين تغيرت افكارهم و سلوكهم الي الافضل نتيجة مشاهدة بعض البرامج او المشاهد التي تبث الاخلاق و تحفز التفكير السوي.
    -او انظروا الي حجم مبيعات بعض الشركات نتيجة الاعلانات
    الي اخره من امثلة

    فهل لازلتم لا تقدرون خطورة و اهمية فن التصوير و يا كل من تعملون في مهنة التصوير
    هل لازلتم لا تنظرون الي انفسكم علي انكم فنانين يمكن لفنكم ان يجعل المجتمع افضل او اسوء.
    فرجاءً قدروا خطورة و اهمية فن التصوير و استخدموه لرفعة قيم المجتمع فنحن ننحدر نحو نفق مظلم و مرعب.
    المصدر صفحة kerolos M Takla
يعمل...