مفهوم الاغتراب أو "الاستلاب" عند كارل ماركس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفهوم الاغتراب أو "الاستلاب" عند كارل ماركس

    مفهوم الاغتراب أو "الاستلاب" عند كارل ماركس
    "يَعتبر ماركس أن تاريخ الإنسان هو تاريخ تطوّره، وفي الوقت نفسه تاريخ ازدياد اغترابه. فالاشتراكية، كما يتصورها، هي تحرّر من هذا الاغتراب، أي عودة الإنسان إلى ذاته وتحقيقها بصورة غير مشوّهة.

    الاغتراب بالنسبة لماركس يعني أن الإنسان لا يعيش ذاته كقوّة فاعلة في فهم العالم، بل إن العالم (الطبيعة، الآخرون، وحتى ذاته) ما يزال غريبًا عنه. وهذا الاغتراب يظهر في علاقة سلبية بين الذات والعالم، وكأن الذات منفصلة عن الموضوع.

    يتجلّى هذا الاغتراب بوضوح في العمل وتقسيم العمل. فبالنسبة لماركس، العمل هو وسيلة الإنسان للتواصل مع الطبيعة وصياغة عالمه وذاته. لكن مع تطوّر الملكية الخاصة، يصبح العمل مجرّد وسيلة إنتاج خارجة عن إرادة الإنسان، ولا تعود تعبّر عن طاقاته. يقول ماركس:
    "العامل لا يحقّق ذاته في عمله، بل ينفيها. يشعر بالبؤس لا بالانتماء. لا يطوّر طاقاته، بل يُستنزَف ويُرهَق. ولا يشعر بنفسه وكأنه في بيته إلا في العطلة، ذلك الإحساس الذي يفقده أثناء العمل."

    ويشدّد ماركس على نقطتين جوهريتين:
    • أن شروط العمل الرأسمالي تُقصي الإنسان عن قواه الإبداعية.
    • وأن نتائج عمله تصبح كيانات مستقلّة تتحكّم به، بدل أن تكون امتدادًا له.

    "العامل موجود من أجل تطور الإنتاج، لا العكس."

    تعقيب:
    يُعتقد غالبًا أن ماركس ركّز فقط على الاستـ. غلال الاقتصادي، أي أن العامل لا يحصل على نصيبه العادل من الإنتاج. لكن الحقيقة أن ماركس كان يرى حتى في الدولة – إن هي أخذت دور الرأسمالي – تكرارًا للاغتراب نفسه.

    فما كان يشغله ليس فقط توزيع الدخل، بل طبيعة العمل ذاته: ذلك العمل الذي يُجرِّد الإنسان من فرديته ويحوّله إلى أداة. لذلك لم يكن هدف ماركس مجرد تحرّر الطبقة العاملة، بل تحرير الإنسان من كل شكل من أشكال السيطرة اللاواعية التي تفرضها عليه القوى التي أنتجها."

    المراجع:

    مفهوم الإنسان عند ماركس – إريك فروم. ترجمة: سيد رصاص. دار الحصاد، سوريا.
    الاستلاب – فالح عبد الجبار. دار الفارابي، لبنان.
    بقلم محجوب غبوش
يعمل...