تويت
مُنذُ عَهـدٍ بَعِيد
* آرثر رامبو (فَصل فِي الجَحِيم)
#ترجمة رفعت سلّام
مُنذُ عَهدٍ بَعِيدٍ، لَو أَسعَفَتنِي الذَّاكِرَة، كَانَت حَيَاتِي وَلِيمَةً يَنفَتحُ فِيهَا كُلُّ قَلبٍ وَيَنسَابُ كُلُّ خَمر.
ذَاتَ مَسَاءٍ أَجلَستُ الجَمَالَ عَلَى رُكبَتِي. -وَجَدتُهُ مَرِيرًا. -فَأَهَنتُه.
سَلَّحتُ نَفسِي ضِدَّ العَدَالَة.
هَربت. فَأَيَّتُهَا السَّاحِرَاتُ، أَيُّهَا البُؤسُ، أَيَّتُهَا الكَرَاهِيَةُ، أَنتُم مَن أَعهَدُ لَكُم بِكَنْزِي!
وَلَقَد تَوَصَّلتُ إِلَى تَبدِيدِ كُلِّ أَمَلٍ إِنسَانِي مِن فِكرِي. وَكَي أَخنِقَ كُلَّ بَهجَةٍ، قُمتُ بِالانقِضَاضِ الأَصَمِّ عَلَيهَا كَحَيَوَانٍ مُفتَرِس.
دَعَوتُ الجَلَّادِينَ لأَعُضَّ وَأَنَا أَمُوتُ عَلَى كُعُوبِ بَنَادِقِهِم. دَعَوتُ المَصَائِبَ لأَختَنِقَ بِالرِّمَالِ وَالدِّمَاء. كَانَتِ التَّعَاسَةُ إِلَهِي. استَلقَيتُ فِي الطِّين. وَتَجَفَّفتُ فِي هَوَاءِ الجَرِيمَة. وَمَثَّلتُ عَلَى الجُنُونِ بَعضَ الأَلاَعِيبِ اللَّطِيفَة.
وَجَاءَ لِي الرَّبِيعُ بِضِحكَةِ الأَبلَهِ المُرعِبَة.
هَكَذَا، عِندَمَا وَجَدتُ نَفسِي، فِي النِّهَايَةِ تَمَامًا، عَلَى وَشكِ إِصدَارِ النَّعِيقِ الأَخِيرِ! فَكَّرتُ فِي البَحثِ عَن مِفْتَاحِ الوَلِيمَةِ، فَرُبَّمَا استَعَدتُ فِيهَا شَهِيَّتِي.
هَذَا المفتَاحُ هُوَ الإِحسَان. -وَمضَةُ الالهَامِ هَذِهِ تُثبِتُ لِي أَنَّنِي كُنتُ أَحلُم!
«سَتَظَلُّ ضَبعًا، إِلَخ.» يَصِيحُ الشَّيطَانُ الَّذِي تَوَّجَنِي بِخَشخَاشٍ جَمِيل. «فَلتُدرِكِ المَوتَ بِكُلِّ شَهَيَّتِك، وَأَنَانِيَّتِك، وَكُلِّ الآثَامِ الكُبرَى».
آهِ، كَم نِلتُ أَكثَرَ مِنَ الحَد: -لَكِنِّي أَرجُوكَ، يَا شَيطَانِي العَزِيز، أَلَّا تَغضَبَ هَكَذَا! وَفِي انتِظَارِ بَعضِ النَّذَالَاتِ الصَّغِيرَةِ المُتَبَقِّيَةِ، فَإِنَّنِي أَنتَزِعُ لَكُم -أَنتُم يَا مَن تُحِبُّونَ فِي الكَاتِبِ غِيَابَ القُدرَاتِ الوَصفِيَّةِ أَو التَّربَوِيَّةِ -بِضعَ الوُرَيقَاتِ البَشِعَةَ هَذِهِ مِن مُذَكِّرَاتِي الخَاصَّةِ بِالمَلعُون.
* آرثر رامبو (فَصل فِي الجَحِيم)
#ترجمة رفعت سلّام
مُنذُ عَهدٍ بَعِيدٍ، لَو أَسعَفَتنِي الذَّاكِرَة، كَانَت حَيَاتِي وَلِيمَةً يَنفَتحُ فِيهَا كُلُّ قَلبٍ وَيَنسَابُ كُلُّ خَمر.
ذَاتَ مَسَاءٍ أَجلَستُ الجَمَالَ عَلَى رُكبَتِي. -وَجَدتُهُ مَرِيرًا. -فَأَهَنتُه.
سَلَّحتُ نَفسِي ضِدَّ العَدَالَة.
هَربت. فَأَيَّتُهَا السَّاحِرَاتُ، أَيُّهَا البُؤسُ، أَيَّتُهَا الكَرَاهِيَةُ، أَنتُم مَن أَعهَدُ لَكُم بِكَنْزِي!
وَلَقَد تَوَصَّلتُ إِلَى تَبدِيدِ كُلِّ أَمَلٍ إِنسَانِي مِن فِكرِي. وَكَي أَخنِقَ كُلَّ بَهجَةٍ، قُمتُ بِالانقِضَاضِ الأَصَمِّ عَلَيهَا كَحَيَوَانٍ مُفتَرِس.
دَعَوتُ الجَلَّادِينَ لأَعُضَّ وَأَنَا أَمُوتُ عَلَى كُعُوبِ بَنَادِقِهِم. دَعَوتُ المَصَائِبَ لأَختَنِقَ بِالرِّمَالِ وَالدِّمَاء. كَانَتِ التَّعَاسَةُ إِلَهِي. استَلقَيتُ فِي الطِّين. وَتَجَفَّفتُ فِي هَوَاءِ الجَرِيمَة. وَمَثَّلتُ عَلَى الجُنُونِ بَعضَ الأَلاَعِيبِ اللَّطِيفَة.
وَجَاءَ لِي الرَّبِيعُ بِضِحكَةِ الأَبلَهِ المُرعِبَة.
هَكَذَا، عِندَمَا وَجَدتُ نَفسِي، فِي النِّهَايَةِ تَمَامًا، عَلَى وَشكِ إِصدَارِ النَّعِيقِ الأَخِيرِ! فَكَّرتُ فِي البَحثِ عَن مِفْتَاحِ الوَلِيمَةِ، فَرُبَّمَا استَعَدتُ فِيهَا شَهِيَّتِي.
هَذَا المفتَاحُ هُوَ الإِحسَان. -وَمضَةُ الالهَامِ هَذِهِ تُثبِتُ لِي أَنَّنِي كُنتُ أَحلُم!
«سَتَظَلُّ ضَبعًا، إِلَخ.» يَصِيحُ الشَّيطَانُ الَّذِي تَوَّجَنِي بِخَشخَاشٍ جَمِيل. «فَلتُدرِكِ المَوتَ بِكُلِّ شَهَيَّتِك، وَأَنَانِيَّتِك، وَكُلِّ الآثَامِ الكُبرَى».
آهِ، كَم نِلتُ أَكثَرَ مِنَ الحَد: -لَكِنِّي أَرجُوكَ، يَا شَيطَانِي العَزِيز، أَلَّا تَغضَبَ هَكَذَا! وَفِي انتِظَارِ بَعضِ النَّذَالَاتِ الصَّغِيرَةِ المُتَبَقِّيَةِ، فَإِنَّنِي أَنتَزِعُ لَكُم -أَنتُم يَا مَن تُحِبُّونَ فِي الكَاتِبِ غِيَابَ القُدرَاتِ الوَصفِيَّةِ أَو التَّربَوِيَّةِ -بِضعَ الوُرَيقَاتِ البَشِعَةَ هَذِهِ مِن مُذَكِّرَاتِي الخَاصَّةِ بِالمَلعُون.