الأنتروبيا - رودلف كلاوزيوس .. الديناميكا الحرارية - حرارة المادة - من ١٨٤٨ إلى ١٩١٤
الأنتروبيا
رودلف كلاوزيوس
أوجز كلاوزيوس القانون الثاني للديناميكا الحرارية في قوله : «تكافح أنتروبيا العالم لتصل إلى نهاية عظمى (6) . فهناك اتجاه كوني لتطاير الريش. كان تبريره لذلك مثل كارنو . فلم ير كلاوزيوس أبدا أن الأنتروبيا تتناقص (فالريش المتطاير لا يمكن أن ينتظم تلقائيا في كومة منتظمة) ولذا فهذا لن يحدث. ولم يقدم أي تفسير على المستوى الجزيئي، ومن العجب أنه لم يفعل . فقد مثل كلاوزيوس - هذا الباحث المبدع ذو البصيرة النافذة - الغازات على أنها تجمع من الجسيمات في حركة دائمة، كما بَيَّنَ أن تحليل طاقة هذه الجسيمات وصدماتها على الوعاء الذي يحتويها يمكن أن توصل إلى قانون بويل عن علاقة الضغط بالحجم وإلى قانون جاي - لوساك عن علاقة الحجم بدرجة الحرارة. لقد كان هذا التحليل والمعروف الآن باسم نظرية الحركة للغازات دليلا بينا على وجود الذرات. يجدر ملاحظة أن كلاوزيوس لم يكن أول من تناول هذه الفكرة كان جون جيمس وترستون أول من اقترح ذلك مبكرا لكنه كان بعيدا عن المجتمع العلمي الراسخ، ولذا لم تقبل أفكاره. وقد قال من راجع التحليل المقدم من وترستون إلى الجمعية الملكية المقال مجرد عبث لا معنى له وغير مناسب حتى لأن يُقرأ أمام الجمعية (7) . وقد تجنب وترستون بعد هذا الحادث مجتمع المهتمين بالعلم - كما قال ابن أخيه - ولم نكن لنفهم الطريقة التي كان يتناول بها الحديث عن المجتمع المتعلم، لكن كانت أي إشارة إلى هذه المجتمعات تستدعي كمية وافرة من السباب ...
كان التحدي الذي واجه كلاوزيوس في موضوع الأنتروبيا لحظيا فقد كان الوقت وقت التحديات في العالم الأوروبي. كانت فرنسا وألمانيا في حالة حرب خلال الثمانينيات من القرن التاسع عشر. ومع أن إنجلترا كانت على الحياد، إلا أنه كانت لها ارتباطات وثيقة بفرنسا . كان كلفن Kelvin مواطنا بريطانيا ، بينما كان كلاوزيوس، المولود في بروسيا، قد أصيب في أثناء قيادته لرابطة طلابية ألمانية إبان الحرب الفرنسية - البروسية. وعندما انتقلت الحرب من ميادين القتال إلى الأروقة العلمية
وجد كلاوزيوس وماير أنفسهما مستثارين ضد كلفن وجول. وقد بدا على كلاوزيوس أنه فقد الاهتمام بالعملية العلمية (ربما ليس بالعلم، بعد أن شارك في المعارك لفترة وجيزة. وكان ما زال يشعر بالألم من إصابته القديمة التي عولجت في أثناء عمله كسائق عربة إسعاف حربية. كما قام برعاية أسرته وحيدا بعد وفاة زوجته، لذلك آثر أن يتزوج ويتقاعد في نهاية تاريخه الوظيفي، ولم يحاول الدخول إلى معركة تفسير الأنتروبيا على المستوى الميكروسكوبي. غير أن أحد مواطني النمسا - التي كان مقدرا لها أن تصبح حليفا لألمانيا في القريب - قد تولى هذه المعركة عندما ذهبت الأمور بعيدا .
الأنتروبيا
رودلف كلاوزيوس
أوجز كلاوزيوس القانون الثاني للديناميكا الحرارية في قوله : «تكافح أنتروبيا العالم لتصل إلى نهاية عظمى (6) . فهناك اتجاه كوني لتطاير الريش. كان تبريره لذلك مثل كارنو . فلم ير كلاوزيوس أبدا أن الأنتروبيا تتناقص (فالريش المتطاير لا يمكن أن ينتظم تلقائيا في كومة منتظمة) ولذا فهذا لن يحدث. ولم يقدم أي تفسير على المستوى الجزيئي، ومن العجب أنه لم يفعل . فقد مثل كلاوزيوس - هذا الباحث المبدع ذو البصيرة النافذة - الغازات على أنها تجمع من الجسيمات في حركة دائمة، كما بَيَّنَ أن تحليل طاقة هذه الجسيمات وصدماتها على الوعاء الذي يحتويها يمكن أن توصل إلى قانون بويل عن علاقة الضغط بالحجم وإلى قانون جاي - لوساك عن علاقة الحجم بدرجة الحرارة. لقد كان هذا التحليل والمعروف الآن باسم نظرية الحركة للغازات دليلا بينا على وجود الذرات. يجدر ملاحظة أن كلاوزيوس لم يكن أول من تناول هذه الفكرة كان جون جيمس وترستون أول من اقترح ذلك مبكرا لكنه كان بعيدا عن المجتمع العلمي الراسخ، ولذا لم تقبل أفكاره. وقد قال من راجع التحليل المقدم من وترستون إلى الجمعية الملكية المقال مجرد عبث لا معنى له وغير مناسب حتى لأن يُقرأ أمام الجمعية (7) . وقد تجنب وترستون بعد هذا الحادث مجتمع المهتمين بالعلم - كما قال ابن أخيه - ولم نكن لنفهم الطريقة التي كان يتناول بها الحديث عن المجتمع المتعلم، لكن كانت أي إشارة إلى هذه المجتمعات تستدعي كمية وافرة من السباب ...
كان التحدي الذي واجه كلاوزيوس في موضوع الأنتروبيا لحظيا فقد كان الوقت وقت التحديات في العالم الأوروبي. كانت فرنسا وألمانيا في حالة حرب خلال الثمانينيات من القرن التاسع عشر. ومع أن إنجلترا كانت على الحياد، إلا أنه كانت لها ارتباطات وثيقة بفرنسا . كان كلفن Kelvin مواطنا بريطانيا ، بينما كان كلاوزيوس، المولود في بروسيا، قد أصيب في أثناء قيادته لرابطة طلابية ألمانية إبان الحرب الفرنسية - البروسية. وعندما انتقلت الحرب من ميادين القتال إلى الأروقة العلمية
وجد كلاوزيوس وماير أنفسهما مستثارين ضد كلفن وجول. وقد بدا على كلاوزيوس أنه فقد الاهتمام بالعملية العلمية (ربما ليس بالعلم، بعد أن شارك في المعارك لفترة وجيزة. وكان ما زال يشعر بالألم من إصابته القديمة التي عولجت في أثناء عمله كسائق عربة إسعاف حربية. كما قام برعاية أسرته وحيدا بعد وفاة زوجته، لذلك آثر أن يتزوج ويتقاعد في نهاية تاريخه الوظيفي، ولم يحاول الدخول إلى معركة تفسير الأنتروبيا على المستوى الميكروسكوبي. غير أن أحد مواطني النمسا - التي كان مقدرا لها أن تصبح حليفا لألمانيا في القريب - قد تولى هذه المعركة عندما ذهبت الأمور بعيدا .
تعليق