خميس بن محمد المقيمي: أيها الشعراء لا تستعجلوا النشر استعجلوا النضج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خميس بن محمد المقيمي: أيها الشعراء لا تستعجلوا النشر استعجلوا النضج


    خميس بن محمد المقيمي: أيها الشعراء لا تستعجلوا النشر استعجلوا النضج


    الشاعر العماني تأثر بتجارب متعددة في التاريخ والفلسفة والأدب القديم والتصوف، واستلهم من كل تيار ما يوازي همومه الشخصية وتجربته الوجودية.
    الثلاثاء 2025/05/13
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    لا أكتب لإرضاء الذائقة العامة

    مسقط- يُعدُّ الدكتور خميس بن محمد المقيمي أحد أبرز الأصوات الشعرية في المشهد الثقافي العُماني المعاصر، حيث استطاع عبر تجربته الممتدة لأكثر من عقدين أن يرسخ مكانته بوصفه شاعرًا مجددًا في اللغة وباحثًا عن أفق مغاير في البناء الشعري.

    ورغم كتابة المقيمي للقصيدة العمودية فإنه يجدد فيها ليقدم خطابا شعريا مختلفا، ابن بيئته وعصره، منفتحا على جماليات كثيرة وعلى مساحات ثقافية تشتبك مع ما يطرأ من أحداث ومع الثقافات الأخرى والأفكار والرؤى التي تكرّس صوت الشاعر صوتا إنسانيا بامتياز.

    وفي حديث خاص معه أشار المقيمي إلى أنّ علاقته بالشعر بدأت منذ سنوات الطفولة المبكرة، متأثرًا بالموروث الشفهي والفنون العُمانية التقليدية، وذكر أنّ أولى محاولاته الشعرية نُشرت في صفحة القرّاء بإحدى الصحف المحليّة وقُرئت لاحقًا عبر الإذاعة، وهو ما شكّل مدخلًا حقيقيًّا إلى عالم القصيدة.

    ◄ وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في إيصال الصوت الشعري لكنها في الوقت ذاته أوجدت نوعا من "وهم الشعر"

    وأكّد أنّ تجربته الشعرية اتسمت بالتطوُّر المستمر، واصفًا إياها بأنها “رحلة تنقيب” تُحرّكها الأسئلة أكثر مما تُغذيها الأجوبة.

    وأضاف “لا أكتب لإرضاء الذائقة العامة، بل أكتب لأفتح ثغرة بين العادي والممكن، وأسعى إلى تحميل اللغة أبعادًا غير تقليدية حتى ضمن قيود النص العمودي.”

    وعن الخصوصية التي تميّز شعره الوطني، أوضح المقيمي أنّ قصيدته الوطنية تنبض بروح وثابة تستنهض الشعور الجمعي، بينما تتسمُ قصائده الوجدانية برغبة صادقة في تفكيك اللحظة والانتصار للمعنى لا للانتشار.

    وفي معرض حديثه عن تأثيراته الثقافية، أشار إلى أنه تأثر بتجارب متعددة في التاريخ والفلسفة والأدب القديم والتصوف، واستلهم من كل تيار ما يوازي همومه الشخصية وتجربته الوجودية.

    وحول الهُوية العُمانية في قصائده، بيّن المقيمي أنه يعمل على تضمين المفردات المحلية وإحياء الأوزان الشعرية العُمانية التقليدية، في محاولة للحفاظ على جوهر الهُوية الثقافية وتمريرها إلى الأجيال الجديدة.

    ◄ خميس بن محمد المقيمي يستعد لإصدار ديوانه الشعري الأول الذي سيحوي مختارات من نصوصه الممتدة على مدى عشرين عامًا

    اللغة الشعرية التي اعتمدها الشاعر في قصائده تميزت بالسهولة والوضوح وبساطة التركيب والمعاني والبعد عن التعقيد والتكلف، كما ارتبطت بعلوم البلاغة من معانٍ وبيان وبديع، إذ يمكن أن يجد القارئ في أغلب قصائد الشاعر التشبيه والاستعارة والمجاز والنداء والجناس والسجع والاقتباس والتضمين. كما أن المقدمات الشعرية مشابهة لمقدمات الشعر القديم، والموسيقى الشعرية لا تخرج عن دائرة الشعر القديم، وخاصة من حيث الوزن والقافية.

    وفي ما يتعلق بدور الشعر العُماني في التعبير عن الواقع الوطني، رأى أنّ ثمة فجوة قائمة بين المنجز الشعري وتطلعات الوطن، داعيًا إلى تجاوز ثنائية الشكل والإعجاب المتبادل.

    وتطرّق المقيمي إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أنها أسهمت في إيصال الصوت الشعري لكنها في الوقت ذاته أوجدت نوعًا من “وهم الشعر”، مضيفًا أنّ القيمة الحقيقية للقصيدة لا تُقاس بعدد الإعجابات، بل بتأثيرها وصدقها.

    وبشأن مشاركاته الخارجية، أشار المقيمي إلى أنه شارك في العديد من الأمسيات الوطنية والخليجية، وكان له شرف إلقاء قصائده أمام شخصيات بارزة، وهي تجارب تركت في نفسه أثرًا عميقًا وعززت إحساسه بالمسؤولية.

    وفي حديثه، وجّه رسالة للشعراء الشباب قائلًا “لا تستعجلوا النشر، استعجلوا النضج،” ودعا القرّاء إلى البحث في الشعر عن الأسئلة التي تُعيد ترتيب المعنى داخل القلب.

    ويستعد الدكتور خميس بن محمد المقيمي لإصدار ديوانه الشعري الأول الذي سيحوي مختارات من نصوصه الممتدة على مدى عشرين عامًا، ويجسّد من خلالها رحلة شعرية توازن بين الوطن والذات والجمال.

يعمل...