يوليوس روبرت فون ماير .. الديناميكا الحرارية - حرارة المادة - من ١٨٤٨ إلى ١٩١٤
يوليوس روبرت فون ماير
كان ماير ابن صيدلاني ألماني وقد درس الطب و الكيمياء، لكنه كان طالبا عادي الإمكانات، وقد قبض عليه مرة لانتمائه لجمعية طلابية سرية وطرد ، لكنهم أعادوه في العام التالي ليستكمل متطلبات تخرجه . وقد كتب رسالة عن الديدان في الأطفال. ووقع للعمل كطبيب على سفينة متجهة إلى شرق الهند . وعند وصوله كان يقوم بفصد الدم بشكل روتيني، لكنه كان منزعجا من لون الدم الأحمر الزاهي لظنه أنه قد فتح شريانا بطريق الخطأ، وقد أخبره الأطباء المحليون أن هذا الأمر - أي لون الدم الزاهي -عادي بالنسبة للناس الذين يعيشون في المناطق الاستوائية.
ففي هذا الوقت منتصف القرن التاسع عشر كان من المفهوم أن الدم يكتسب لونه الأحمر من الأكسجين، وأن الجسم يحرق الأكسجين للحصول على الحرارة ونذكر هنا أن لافوازييه قد أجرى بحوثا في هذا الاتجاه. لكن من يقم في المناطق الاستوائية لا يحتاج إلى كثير من الحرارة (أي يحتاح إلى أكسجين أقل لذلك فإن الدم العائد إلى الرئتين يكون أغنى بالأكسجين ويظهر كأنه دم طازج قادم من الرئتين. وقد تساءل ماير ما إذا كان الأكسجين داخل الجسم ينتج شغلا كذلك ولدى عودته إلى ألمانيا وضع أفكاره في مقالة أرسلها للنشر في إحدى المجلات العلمية الألمانية.
لم تحتو المقالة على نتائج تجريبية، وكانت مناقشة ماير للطاقة والشغل والقوة مشوشة. رفض محرر المجلة نشر المقالة، وعندما أرسل ماير طلب استفسار عن ذلك، لم يحظ بأي رد . وفي محاولة ثانية جعل ماير الأفكار أكثر وضوحا وكتب مقالة ثانية قبلت للنشر. وقد أشار ماير في مقالته الثانية إلى أن على أساس نتائج تجريبية لآخرين) «سقوط وزن معين من ارتفاع 365 مترا يؤدي إلى رفع درجة حرارة وزن مماثل من الماء من درجة صفر إلى درجة مؤية واحدة (4)، وهو ما يشير إلى وجود تكافؤ كمي بين الحركة الميكانيكية والحرارة. أما القيمة المعروفة اليوم لهذا المكافئ فهي السقوط من ارتفاع 4 418 متر.
لم يلق ماير القبول من المجتمع العلمي، ففي القرن التاسع عشر، قرن القومية، القرن الذي يوقر العبادة والدين والعصبية والمجتمع، كان من الصعب على الأفراد أن يصبحوا مقبولين من المؤسسات العلمية إن لم يكونوا قد تدربوا فيها . كان هذا الرفض مصدر معاناة لماير، ولسوء الحظ كانت حياته الشخصية هي الأخرى مليئة بالألم. وبالرغم من أنه أنشأ عيادة ناجحة بعد عودته من الهند الشرقية إلى ألمانيا، إلا أن خمسة من أطفاله السبعة، توفوا في طفولتهم، كما أنه قد اعتقل في أثناء ثورة 1848 ، لأنه محافظ وأصبح على خلاف مع أخيه . أصبح ماير عنيفا - الأمر الذي يمكن فهمه - وعندما كتب ليبيج أول من نشر أبحاث ماير، والذي سنناقش أعماله في مجال آخر أنه يعتقد أن قوة العضلات تأتي من القوة الكيميائية فإن ماير صرح بأنه مغفل، وذلك لظنه أن هذه النظرية تبدو محل شك مثل نظريته. كان ليبيج مع ذلك كيميائيا ذا سمعة حقيقية، بينما لم يكن ماير كذلك، ولذا لم يلق تذمره أو شكوكه اهتماما كبيرا . وعندما قدم جيمس جول - من إنجلترا - حساباته الخاصة للمكافئ الميكانيكي للحرارة وجد ماير نفسه في مقدمة المنافسة في ألمانيا بما في ذلك من اعتبارات جغرافية وفلسفية . اتخذ بيتر تيت جانب جول وكتب كتابا في ذلك. وتيت هو عالم اسكتلندي ولاعب جولف شره (ربما تعود على تسجيل الأرقام القياسية المبدعة) وهو الشخص نفسه الذي نسب فضل السبق إلى تشارلز في شرحقانون جاي لوساك. حاول ماير الانتحار وهو في سن 36 نتيجة جزع واكتئاب وكان يعاني من انهيارات عقلية حادة استدعت دخوله المستشفى. ومع أن ماير اكتسب بعض الاعتراف قبل وفاته متأثرا بالسل في عمر 64، إلا أن الإنجليز كسبوا حرب الكلمات : يطلق اسم جول على وحدة الطاقة اليوم (سواء أكانت طاقة حركة أم حرارة).
يوليوس روبرت فون ماير
كان ماير ابن صيدلاني ألماني وقد درس الطب و الكيمياء، لكنه كان طالبا عادي الإمكانات، وقد قبض عليه مرة لانتمائه لجمعية طلابية سرية وطرد ، لكنهم أعادوه في العام التالي ليستكمل متطلبات تخرجه . وقد كتب رسالة عن الديدان في الأطفال. ووقع للعمل كطبيب على سفينة متجهة إلى شرق الهند . وعند وصوله كان يقوم بفصد الدم بشكل روتيني، لكنه كان منزعجا من لون الدم الأحمر الزاهي لظنه أنه قد فتح شريانا بطريق الخطأ، وقد أخبره الأطباء المحليون أن هذا الأمر - أي لون الدم الزاهي -عادي بالنسبة للناس الذين يعيشون في المناطق الاستوائية.
ففي هذا الوقت منتصف القرن التاسع عشر كان من المفهوم أن الدم يكتسب لونه الأحمر من الأكسجين، وأن الجسم يحرق الأكسجين للحصول على الحرارة ونذكر هنا أن لافوازييه قد أجرى بحوثا في هذا الاتجاه. لكن من يقم في المناطق الاستوائية لا يحتاج إلى كثير من الحرارة (أي يحتاح إلى أكسجين أقل لذلك فإن الدم العائد إلى الرئتين يكون أغنى بالأكسجين ويظهر كأنه دم طازج قادم من الرئتين. وقد تساءل ماير ما إذا كان الأكسجين داخل الجسم ينتج شغلا كذلك ولدى عودته إلى ألمانيا وضع أفكاره في مقالة أرسلها للنشر في إحدى المجلات العلمية الألمانية.
لم تحتو المقالة على نتائج تجريبية، وكانت مناقشة ماير للطاقة والشغل والقوة مشوشة. رفض محرر المجلة نشر المقالة، وعندما أرسل ماير طلب استفسار عن ذلك، لم يحظ بأي رد . وفي محاولة ثانية جعل ماير الأفكار أكثر وضوحا وكتب مقالة ثانية قبلت للنشر. وقد أشار ماير في مقالته الثانية إلى أن على أساس نتائج تجريبية لآخرين) «سقوط وزن معين من ارتفاع 365 مترا يؤدي إلى رفع درجة حرارة وزن مماثل من الماء من درجة صفر إلى درجة مؤية واحدة (4)، وهو ما يشير إلى وجود تكافؤ كمي بين الحركة الميكانيكية والحرارة. أما القيمة المعروفة اليوم لهذا المكافئ فهي السقوط من ارتفاع 4 418 متر.
لم يلق ماير القبول من المجتمع العلمي، ففي القرن التاسع عشر، قرن القومية، القرن الذي يوقر العبادة والدين والعصبية والمجتمع، كان من الصعب على الأفراد أن يصبحوا مقبولين من المؤسسات العلمية إن لم يكونوا قد تدربوا فيها . كان هذا الرفض مصدر معاناة لماير، ولسوء الحظ كانت حياته الشخصية هي الأخرى مليئة بالألم. وبالرغم من أنه أنشأ عيادة ناجحة بعد عودته من الهند الشرقية إلى ألمانيا، إلا أن خمسة من أطفاله السبعة، توفوا في طفولتهم، كما أنه قد اعتقل في أثناء ثورة 1848 ، لأنه محافظ وأصبح على خلاف مع أخيه . أصبح ماير عنيفا - الأمر الذي يمكن فهمه - وعندما كتب ليبيج أول من نشر أبحاث ماير، والذي سنناقش أعماله في مجال آخر أنه يعتقد أن قوة العضلات تأتي من القوة الكيميائية فإن ماير صرح بأنه مغفل، وذلك لظنه أن هذه النظرية تبدو محل شك مثل نظريته. كان ليبيج مع ذلك كيميائيا ذا سمعة حقيقية، بينما لم يكن ماير كذلك، ولذا لم يلق تذمره أو شكوكه اهتماما كبيرا . وعندما قدم جيمس جول - من إنجلترا - حساباته الخاصة للمكافئ الميكانيكي للحرارة وجد ماير نفسه في مقدمة المنافسة في ألمانيا بما في ذلك من اعتبارات جغرافية وفلسفية . اتخذ بيتر تيت جانب جول وكتب كتابا في ذلك. وتيت هو عالم اسكتلندي ولاعب جولف شره (ربما تعود على تسجيل الأرقام القياسية المبدعة) وهو الشخص نفسه الذي نسب فضل السبق إلى تشارلز في شرحقانون جاي لوساك. حاول ماير الانتحار وهو في سن 36 نتيجة جزع واكتئاب وكان يعاني من انهيارات عقلية حادة استدعت دخوله المستشفى. ومع أن ماير اكتسب بعض الاعتراف قبل وفاته متأثرا بالسل في عمر 64، إلا أن الإنجليز كسبوا حرب الكلمات : يطلق اسم جول على وحدة الطاقة اليوم (سواء أكانت طاقة حركة أم حرارة).
تعليق