تويت
مسرحية رصاصة في القلب لتوفيق الحكيم كوميديا هادفة قادرة على البقاء - 2 -
د علي خليفة
تعالج مسرحية رصاصة في القلب قضية إنسانية هي حيرة المرء في الوفاء لصديقه على حساب قلبه أم الاستجابة لحبه على حساب الصداقة ونرى بطلها نجيبا يقع في صراع بين الوفاء لصديقه أو الاستجابة لنداء قلبه على حساب صداقته لصديقه فيفضل أن يفي لصديقه ويكتم صوت الحب الذي أخذ يصرخ فيه للمرأة التي أحبها حين علم أنها هي نفسها خطيبة أعز صديق له
ومع تطور الأحداث بالمسرحية يكتشف نجيب أن صديقه الطبيب لا يحب فيفي حبا رومانسيا كحبه هو لها بل يحبها من أجل ثرائها ويرى كذبه في إخبارها بما يمتلك ليعزز موقفه أمامها وأمام أسرتها ويحتال ليأخذ الخاتم الألماظ الذي ورثه نجيب عن أمه - وهو كل ما بقي له من ميراث العائلة - ويهديه لحبيبته مدعيا أنه اشتراه لها وتكتشف فيفي مادية هذا الطبيب وكذبه فتنفر منه وتميل لنجيب الذي تدرك بحاسة المرأة أنه يحبها وتتجرأ فتصارحه بحبها هي له وأنها اكتشفت مادية خطيبها الطبيب ولكنه لا يعبأ باعترافاتها ويرفض أن يتزوجها لتنفق عليه فتعالج مشكلة إسرافه وصراعه مع الدائنين ويقول لنفسه في نهاية المسرحية أنا مش بتاع جوازات أنا بتاع حجوزات
وهي نهاية - كما قلنا من قبل - غير مريحة للجمهور المصري - على وجه الخصوص - الذي اعتاد النهايات السعيدة في المسرحيات الكوميدية بزواج الحبيبين
وقد أجاد الحكيم في رسم شخصية نجيب الشاب الظريف المسرف الذي يعيش رغم مرتبه الكبير في حالة إفلاس دائمة لإنفاقه الشديد
وهو رغم انتسابه للطبقة الراقية بالمنشأ ورغم كبر مرتبه مديون دائما- بسبب إسرافه الشديد - للأغنياء والبسطاء الذين يطاردونه في كل مكان واخترع غواصة منزلية يختفي فيها منهم عند تعرضه للهجوم وهي صندوق يفتحه ويختفي فيه كلما دق أحد جرس بيته معتقدا أنه أحد الأعداء الذين لهم عليه ديون
ولعل نمط المسرف الظريف الذي صوره الحكيم في هذه المسرحية هو خير نمط للمسرف في المسرح العربي والعالمي أيضا
أظن أن ألفريد فرج تأثر في رسمه لشخصية علي جناح التبريزي الشاب الظريف الثري المبذر بشخصية نجيب الظريف المسرف في هذه المسرحية
كذلك أظن أن الحكيم تأثر في رسمه لشخصية نجيب في هذه المسرحية بشخصية طبيب الأسنان في مسرحية عائلة من مادييرا لبرناردشو
وعلى الرغم من أن نجيبا ليس طبيب أسنان لكن صديقه طبيب أسنان وتتشابه شخصية نجيب مع طبيب الأسنان في مسرحية برناردشو في أن كلا منهما شاب ظريف مفلس له تجارب عاطفية كثيرة ويظن كل منهما في البداية أن الفتاة التي أحبها بحق لا تبادله ذلك الحب ثم يكتشف غير ذلك مع تتابع الأحداث في المسرحيتين
وقد أجاد الحكيم رسم المواقف الكوميدية في هذه المسرحية والمشهد الذي فيه يحدث سوء فهم في لقاء فيفي مع نجيب في عيادة الطبيب طريف جدا ومن أمتع المشاهد الكوميدية
ومما يأخذ على مسرحية رصاصة في القلب طول حوار المحضر الذي جاء ليحجز على أثاث نجيب بعد شكاية بعض دائنيه فقد ذكر تفاصيل قضائية كثيرة عن كيفية الحجز على ما في بيت المدين وهذه التفاصيل بلا شك تكشف ثقافة الحكيم القانونية - وقد عمل فترة من حياته وكيل نيابة - ولكن هذه التفاصيل مملة في هذه المسرحية السريعة الإيقاع وغالبا ما يتم اختصارها عند عرض هذه المسرحية
وفي النهاية أظن أن هذه المسرحية التي عالجت قضية إنسانية تتكرر كثيرا في حياتنا بأسلوب كوميدي راق سيستمر بقاؤها لعصور متتالية وهي من روائع مسرح الحكيم والمسرح العربي أيضا
د علي خليفة
تعالج مسرحية رصاصة في القلب قضية إنسانية هي حيرة المرء في الوفاء لصديقه على حساب قلبه أم الاستجابة لحبه على حساب الصداقة ونرى بطلها نجيبا يقع في صراع بين الوفاء لصديقه أو الاستجابة لنداء قلبه على حساب صداقته لصديقه فيفضل أن يفي لصديقه ويكتم صوت الحب الذي أخذ يصرخ فيه للمرأة التي أحبها حين علم أنها هي نفسها خطيبة أعز صديق له
ومع تطور الأحداث بالمسرحية يكتشف نجيب أن صديقه الطبيب لا يحب فيفي حبا رومانسيا كحبه هو لها بل يحبها من أجل ثرائها ويرى كذبه في إخبارها بما يمتلك ليعزز موقفه أمامها وأمام أسرتها ويحتال ليأخذ الخاتم الألماظ الذي ورثه نجيب عن أمه - وهو كل ما بقي له من ميراث العائلة - ويهديه لحبيبته مدعيا أنه اشتراه لها وتكتشف فيفي مادية هذا الطبيب وكذبه فتنفر منه وتميل لنجيب الذي تدرك بحاسة المرأة أنه يحبها وتتجرأ فتصارحه بحبها هي له وأنها اكتشفت مادية خطيبها الطبيب ولكنه لا يعبأ باعترافاتها ويرفض أن يتزوجها لتنفق عليه فتعالج مشكلة إسرافه وصراعه مع الدائنين ويقول لنفسه في نهاية المسرحية أنا مش بتاع جوازات أنا بتاع حجوزات
وهي نهاية - كما قلنا من قبل - غير مريحة للجمهور المصري - على وجه الخصوص - الذي اعتاد النهايات السعيدة في المسرحيات الكوميدية بزواج الحبيبين
وقد أجاد الحكيم في رسم شخصية نجيب الشاب الظريف المسرف الذي يعيش رغم مرتبه الكبير في حالة إفلاس دائمة لإنفاقه الشديد
وهو رغم انتسابه للطبقة الراقية بالمنشأ ورغم كبر مرتبه مديون دائما- بسبب إسرافه الشديد - للأغنياء والبسطاء الذين يطاردونه في كل مكان واخترع غواصة منزلية يختفي فيها منهم عند تعرضه للهجوم وهي صندوق يفتحه ويختفي فيه كلما دق أحد جرس بيته معتقدا أنه أحد الأعداء الذين لهم عليه ديون
ولعل نمط المسرف الظريف الذي صوره الحكيم في هذه المسرحية هو خير نمط للمسرف في المسرح العربي والعالمي أيضا
أظن أن ألفريد فرج تأثر في رسمه لشخصية علي جناح التبريزي الشاب الظريف الثري المبذر بشخصية نجيب الظريف المسرف في هذه المسرحية
كذلك أظن أن الحكيم تأثر في رسمه لشخصية نجيب في هذه المسرحية بشخصية طبيب الأسنان في مسرحية عائلة من مادييرا لبرناردشو
وعلى الرغم من أن نجيبا ليس طبيب أسنان لكن صديقه طبيب أسنان وتتشابه شخصية نجيب مع طبيب الأسنان في مسرحية برناردشو في أن كلا منهما شاب ظريف مفلس له تجارب عاطفية كثيرة ويظن كل منهما في البداية أن الفتاة التي أحبها بحق لا تبادله ذلك الحب ثم يكتشف غير ذلك مع تتابع الأحداث في المسرحيتين
وقد أجاد الحكيم رسم المواقف الكوميدية في هذه المسرحية والمشهد الذي فيه يحدث سوء فهم في لقاء فيفي مع نجيب في عيادة الطبيب طريف جدا ومن أمتع المشاهد الكوميدية
ومما يأخذ على مسرحية رصاصة في القلب طول حوار المحضر الذي جاء ليحجز على أثاث نجيب بعد شكاية بعض دائنيه فقد ذكر تفاصيل قضائية كثيرة عن كيفية الحجز على ما في بيت المدين وهذه التفاصيل بلا شك تكشف ثقافة الحكيم القانونية - وقد عمل فترة من حياته وكيل نيابة - ولكن هذه التفاصيل مملة في هذه المسرحية السريعة الإيقاع وغالبا ما يتم اختصارها عند عرض هذه المسرحية
وفي النهاية أظن أن هذه المسرحية التي عالجت قضية إنسانية تتكرر كثيرا في حياتنا بأسلوب كوميدي راق سيستمر بقاؤها لعصور متتالية وهي من روائع مسرح الحكيم والمسرح العربي أيضا