لنتذكر الراحل: د.عبد الأمير الحمداني.بملتقى ومقهى (سومريون).تغطية:د،مسلم عباس الطعان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتذكر الراحل: د.عبد الأمير الحمداني.بملتقى ومقهى (سومريون).تغطية:د،مسلم عباس الطعان

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٥٠٥١٥-٠٦٠٣٣٥_Facebook.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	176.6 كيلوبايت 
الهوية:	263402
    أمسية أستذكارية للدكتور الراحل عبدالأمير الحمداني في ملتقى و مقهى (سومريون) الثقافي
    *تغطية وكتابة: د.مسلم عباس الطعان

    كدأبه الأسبوعي في مواكبة و تقديم و تغطية الفعل الثقافي الرصين أقام ملتقى ومقهى (سومريون) الثقافي بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار أمسية إستذكارية مهمة للأديب والآثاري الراحل الدكتور عبدالأمير الحمداني ( رحمه الله)، حيث أدار الجلسة الكاتب والمترجم والمثقف المثابر الأستاذ أمير دوشي بوصفه صديقا صدوقا ومقربا للحمداني، و مشاركا له في الميدان في الترجمة وكشاهد ثقافي على ما يجري فوق و تحت الأرض، وقد عبر عن وفاءه وإنسانيته لإنسان حرص على الدوام على الحفاظ على كنوز مدينته الآثارية المهمة من خلال معايشته له ميدانياً في التنقيب عن الآثار الغير مكتشفة، وفي استرجاع ما تمت سرقته من تلك الثروات الوطنية المهمة. إستهل الأستاذ أمير دوشي حديثه بتسليط الضوء على "مناهج كليات الآثار التي تدرس التاريخ القديم ولا تدرس علم الآثار"، و قال بأنَّ "الحقيقة تاريخ ودور الإنسان هو الذي يتغير، هناك أفراد يعيشون في التاريخ و يصنعون الحدث المهم، و لم يكن الحمداني
    فرداً لتاريخ، بل فرداً في التاريخ"، وهنا أنصف الأستاذ دوشي صديقه الراحل الذي شكل علامة فارقة منذ عام 2003، حين كان موظفاً بسيطاً وحالما كبيراً بأن تكون مدينته السومرية قبلة لأنظار العالم وهي تستحق بوصفها مهداً حضارياً قدم للإنسانية خدمات جليلة في العلم والمعرفة والثقافة والدين، وقد أكد الأستاذ دوشي على الدور المهم الذي لعبه الحمداني بإسترجاع الآثار المسروقة وبدعوته لمنقبي الآثار بالقدوم إلى مدينة أور التاريخية، وتحدث مقدم الأمسية عن الصفات الشخصية لشخصية الحمداني الذي كانت " لديه القدرة على تذويب الخلافات، وعندما أصبح رئيساً لإتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار و وزيراً للثقافة كان شغله الشاغل هو الحفاظ على الآثار السومرية". بعد ذلك قرأ الشاعر الشاب مصطفى قصيدة بعنوان ( إلى من تاجه القصب)، سلطت الضوء على مآثر الحمداني وأنتماءه الوطني الصادق و هويته الأهوارية والآثارية، وقرأ الفنان عمار نعيم كلمة إستذكارية كتبها الأديب نعيم عبد مهلهل تحدث فيها عن مناقب الحمداني واصفاً إيّاه بأنه "واحد من إشارات الرحمة والسلوك الجميل، وإنه قد شارك في صياغة الأحلام والفعل الثقافي"، وتلى الأستاذ خالد صبر أربعة أبيات من الشعر العمودي كان قد أرسلها من ألمانيا الشاعر محمد الجاسم مدح فيها شخصية الحمداني الذي شكل نقطة فارقة في تاريخ علم الآثار الحديث في العراق، ودعى مقدم الأمسية شقيق الحمداني الأستاذ الدكتور عبدالباري الحمداني الذي تقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان للأدباء والكتّاب والمثقفين الذين ساهموا في إحياء تلك الأمسية الإستذكارية، وبدوره تحدث عن علاقته العائلية بشقيقه الراحل الذي أولاه رعايته الأخوية ومهد له الطريق لمواصلة مشواره الدراسي وتحقيق حلمه الأكاديمي. وعاد الأستاذ أمير دوشي للحديث عن صديقه الحمداني بوصفه قيمة رمزية في زمن شهد تآكل القيم الرمزية بسبب الحصار الجائر الذي فرض على العراق في التسعينيات، وأكد على مشروعية البحث عن الشرفاء بوصفهم قيماً رمزية وعملة وطنية نادرة، وإن مهمة إستعادة الإطار الرمزي يضطلع بها الشرفاء وليس السرّاق وقاصري الوعي من المسؤولين اللامسؤولين عن قيمة كنوز العراق والذين يقولون دون حياء انساني و وطني بأن تلك الآثار لم تكن سوى ( أحجار تتبرز عليها الكلاب) ، واستشهد دوشي بقول الكاتب الألماني بريخت الذي قال متسائلاً ذات يوم : ( هل هناك أغاني في زمن الظلام؟!)، وأما عرّاب ملتقى سومريون الثقافي ومؤسسه الدكتور ياسر البرّاك فقد أدلى بكلمة مقتضبة أشار فيها إلى أهمية " الجنبة الثقافية لعلم الآثار"، أي الفعل الثقافي الذي " تفرّد به الدكتور عبدالأمير الحمداني من بين علماء الآثار لأن حاول أن يوظف علم الآثار لتفسير الظاهرة الإجتماعية في حياتنا، وتحدث الدكتور البرّاك عن المرجعيات الانثروبولوجية التي تناولها الحمداني في أحد مؤلفاته حيث ربط مابين الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة في حياتنا اليومية والطقوس السومرية القديمة والتي ظهرت في ملحمة جلجامش وغيرها من الأدب السومري القديم، بعد ذلك تحدث رئيس إتحاد الأدباء والكتّاب في ذي قار الأستاذ علي الشيّال عن الحمداني الراحل قائلاً: " الحديث عن الحمداني حديث فيه ألم..خرج الحمداني بنزاهة..بوصفه وزيراً يموت الحمداني ولا يملك شبراٍ واحداً من أرض العراق..تلك الشخصية النادرة تحتاج إلى دراسة..كان شريفا مع نفسه قبل الآخرين"، وأكد الشيّال على أن الحمداني يستحق أن يسمى أحد شوارع الناصريه بإسمه. وختمت الأمسية المهمة تلك بعرض فيلم وثائقي نادر يتحدث عن مساهمات الحمداني في التنقيب عن الآثار المطمورة تحت الأرض وعن دوره الفاعل في استعادة الآثار المسروقه ودعوته لفرق التنقيب وعلماء الآثار للمجيئ للعراق وأبرز الفيلم الدور البارز للمترجم المثقف الأستاذ أمير دوشي الذي يعد هو الآخر علامة فارقة في وطنيته الصادقة وإخلاصه المنقطع النظير لأصدقائه ولفعله الثقافي البارز في ربط علم الترجمة بعلم الآثار وقد أكد في كلمته الرصينة على حاجتنا الدائمة للعقل المترجم الذي يحرّك أدوات الوعي الراكدة ويربط ثقافتنا الوطنية بثقافة الآخر المنبهر بحضارتنا السومرية المدهشة.
يعمل...