تويت
في وقت كان فيه العلماء شاغلين نفسهم بازاي يتحول التراب لدهب،وازاي نخلي المية خمر!
في الزمن ده.. ظهر من قلب الكوفة واحد قلب الطاولة على الكل..
اسمه جابر بن حيّان.. الراجل اللي اتقال عليه: “الكيمياء قبله حاجة، وبعده حاجة تانية خالص!”
جابر بن حيان قدر يعمل ورق ميولعش.. وحبر بينوّر في الضلمة.. وحديد ما يعرفش الصدأ!
وكل ده؟ من ١٣٠٠ سنة !!!
اتولد في مدينة “طوس” بإيران سنة ٧٢١م، وكان أصله عربي من قبيلة الأزد، وراح الكوفة عشان يتعلم، وهناك عاش وتعلّم وبقى من أعظم العلماء في التاريخ.
جابر بن حيان كان سابق عصره بسنين ضوئية..
تفوق في الفلك، والرياضيات، والطب، والمعادن، والفلسفة..
لكن قلبه كان متعلق بالكيمياء..
الكيمياء بالنسبة ليه ما كانتش مجرد معادلات.. دي كانت سر من أسرار الكون.
من أهم إنجازاته إنه اخترع حبر بينوّر في الضلمة عشان الناس تقدر تقرأ المخطوطات بسهولة.
واكتشف أحماض قوية زي حمض النيتريك والهيدروكلوريك والكبريتيك.. اللي لحد النهارده بنستخدمهم في الصناعة.
كمان كان أول واحد يفرّق بين الحمض والقلوي..
واكتشف الصودا الكاوية.. اللي احنا بنقول عليها دلوقتي “NaOH”..
والاسم العربي بتاعها “القَلى” اتنقل للغات كتير تانية!
قدر كمان يفصل الذهب عن الفضة بدقة متناهية باستخدام الأحماض، ودي كانت خطوة جبارة وقتها.
وعلشان تتخيل قد إيه كان عبقري.. جابر هو أول حد اخترع “ماء الذهب” وكتب بيه على الورق!
ووضع أول طريقة للتقطير الكيميائي في العالم، وده كان أساس كبير في علوم الكيمياء بعد كده.
الراجل ده حتى اخترع ورق ما يتحرقش، ودهّن الحديد بدهان ما يخلّهوش يصدأ..
ودرس تأثير الضوء على نترات الفضة.. واللي بسببه اتفتح الباب لاختراع التصوير الفوتوغرافي بعد قرون!
جابر عاش في العصر الذهبي للخلافة العباسية، وكانت إنجازاته بتتنسخ وتتترجم وتنتشر في كل حتة.
وابن سينا والرازي وغيرهم كتير مشيوا على طريقه.
ومات في الكوفة سنة ٨١٥م، لكن اسمه لسه عايش.
وكل اللي بيحبوا الكيمياء بيقولوا:
فيه كيمياء قبل جابر بن حيّان،
وكيمياء تانية خالص بعده