قدمت لنا المكتشفات الأثرية والنصوص الكتابية الكثيرة التي اكتشفت في قصر أوغاريت الملكي خلال مواسم تنقيب أثرية سابقة إضافة الى الرقم الأخرى التي أكتشفت من المساكن الجميلة ..أو بيوت الطبقة الحاكمة أو ما نطلق عليه في أوغاريت /حي الترف أو الحي التجاري/ الذي يقع با لقرب من القصر الملكي الكبير ..حيث قدمت لنا هذه المنازل كميات كبيرة من الرقم الفخارية ألتي تبينت ترجمتها بأنها ذات صفة لمعاجم ومفردات ثلاثية الأسطر وأحياناً رباعية ..بلغات /سومرية آكادية وحورية وأوغاريتية التي تكشف عن تعدد اللغات التي سادت مدينة أوغاريت وعن العلاقات بين أصحاب هذه المحفوظات الكتابية ..
إن هذه الشخصيات الرفيعة مثل"راشبابو"و "رابعانو" وأيضاً منزل التاجر الذائع الصيت "أورتينو"الذي يقع منزله جنوب القصر الملكي حيث تم اكتشاف مئات الرقيًمات الفخارية إضافة الى منزل مجهول اسم صاحبه يقع بجانب منزل "راشبابو" أطلق عليه الباحثون منزل" العارف با لقراءة والكتابة "
والذي أكتشفت في منزله مجموعة هامة من النصوص سطرت با للغات /السومرية والآكادية والأوغاريتية لم ينشر عن هذه النصوص حتى الآن سوى جزء قليل ..ومن المعتقد أن صاحب هذا المنزل كان يدير مدرسة عليا /أكاديمية/لتعليم القراءة والكتابة ونعليم اللغات التي كان سكان اوغاريت على تواصل معها..وكان العارفون با للغة ينتسبون إليها أيضاً بهدف صقل معارفهم وثقافتهم وإكتساب مهارات جديدة في الكتابة ..
أما تعليم اللغة فقد انحصر في حفظ الرموز عن ظهر قلب واكتساب مهارة الترجمة ..
هؤلاء العلماء كانوا هم مالكو مكتبات حقيقية ومساكنهم كانت مكاناً للثقافة والعلم حتى يتم تكوين و إعداد النسّاخ بشكل يتمكن منها من متطلبات مجتمعه..والاطلاع على المفرادات والمعاجم المتخصصة المفيدة لعملهم..
..عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..