أإنْ عزمَ الخليطُ على الوداع - شعر الصنوبري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أإنْ عزمَ الخليطُ على الوداع - شعر الصنوبري

    أإنْ عزمَ الخليطُ على الوداع
    دعاك إلى مهمِّ الشوقِ داعي

    أعاذلتي أَطَلْتِ اللومَ جهلاً
    وما ذو الجهل فينا بالمطاعِ

    أراهمْ أزمعوا بينًا وَمَن ذا
    يُطيقُ تجلُّدًا عند الوداعِ

    سلي ما يستطاع ولا تَجَنَّيْ
    إذا ما شئتِ يومًا أن تطاعي

    أَبَى لي نقضَ ذاك العهد أَني
    لعهد الخلِّ إن لم يرعَ راعي

    تنازعني السُّلُوّ وكيف يَسْلو
    فتىً ما إِن يفيقُ من النزاعِ

    وهل عَجَبٌ تَقطُّعُ قلبِ صَبٍّ
    رَمَتْهُ يدُ الليالي بانقطاعِ

    أضاعَ الحزمَ مَن أمسى مطيعًا
    طوال الدهر ذا حزمٍ مضاعِ

    رأيتُ الدهرَ يهدمُ ما بناه
    له الآباءُ من شَرفِ المساعي

    وذاك لأن سُمَّ الجهد أمضى
    شبًا في الجسم من سُمِّ الأفاعي

    فاكثرْ ما استطعتَ الحِلمَ إِني
    رأيتُ الحِلمَ من كَرَمِ الطِّباعِ

    ولا تعجلْ إذا حاولتَ أمرًا
    تنلْ ما رُمْتَ من غيرِ امْتناعِ

    وما لم تَسْتَطِعْهُ فَعَدِّ عنه
    وأَوْضِعْ في سبيلِ المستطاعِ

    فرزقُكَ سوفَ تُدْرِكُهُ جميعًا
    ولو أَضْحَىْ بأفواهِ السِّباعِ

    لسانُكَ فليكنْ في الحقِّ أَمْضَى
    من الصَّمصامِ في كفِّ الشُّجاعِ

    وَحِفْظُ اللَّفظِ للإنسانِ زَيْنٌ
    إذا ما زانه حُسْنُ استماعِ

    فكم من سامعٍ علمًا يَعيهِ
    ومن مُصْغٍ إليه غيرِ واعي

    مُصَاحَبَةُ السَّفيهِ الحرَّ غَبْنٌ
    ولو كَالَ اللجينَ له بصاعِ

    فلا تتبعْ أخا سفهٍ وَدَعْهُ
    وكنْ للحرِّ دَهْرَكَ ذا اتباعِ

    رأيتَ العُرْفَ شيئًا كان حيًّا
    فأصبح قد نعاهُ اليومَ ناعي

    الصنوبري
يعمل...