الفنان جمال إسماعيل يقول: "لقد حدث لي شيء غريب جداً ومرعب، ولا أستطيع أن أنساه حتى الآن وقد كبرت. كنا نعيش في عمارة مكونة من خمسة طوابق، وكنا نسكن في الطابق الثالث، وكان يسكن فوقنا زوج وزوجته. وفجأة اختفى الزوج ولم يعد! ولا أحد يعرف إلى أين ذهب؟ كانا يحبّان بعضهما كثيراً، وكانا يعيشان حياة سعيدة معاً، لكن فجأة اختفى الزوج. وعندما اختفى، حزنت زوجته حزناً شديداً، وبحثت عنه كثيراً، حتى مر عام ولم يعد زوجها. فحزن الجيران من أجلها، وقرروا أن يجدوا زوجها، فاقترحوا إحضار شيخ لأنهم شكّوا أن هناك سحراً قد تم، وهو ما تسبب في اختفائه. وأحضرت إحدى الجارات الشيخ، واجتمع جميع الجيران في شقة السيدة التي اختفى زوجها، وكنت حينها صغيراً وفضولياً لأعرف ما الذي سيفعلونه في الداخل، فذهبت مع والدتي.
طلب الشيخ من الجيران أن يجلسوا على الأرض على شكل دائرة، وكنت واقفاً على مسافة بعيدة قليلاً، فنظر إليّ الشيخ وقال لي: "تعالَ اجلس"، فاقتربت من الدائرة وجلست بجانب والدتي. ثم طلب الشيخ موقداً ليشعل البخور، فتم إحضاره، وطلب كذلك طبقاً عميقاً، فأتوا له به، فوضعه الشيخ على الأرض بجانبه. ثم قال: "هاتوا لي مصحفاً"، فأتوا له بالمصحف، فوضعه الشيخ فوق الطبق. ثم أخرج من جيبه مفتاحاً قديماً من الحديد، طويل ومُصدّئ، ووضعه فوق المصحف، وبدأ يقرأ تعاويذ! كانت كلمات غريبة يقولها، وكنت أحاول أن ألتقط أي كلمة، لكنني لم أفهم شيئاً.
استمر الشيخ في قراءة التعاويذ وهو يركّز نظره على المفتاح، حتى فجأة رأينا المفتاح يتحرك ويدور حول نفسه، ثم توقف فجأة! بعد ذلك، نظر إليّ الشيخ وقال: "تعالَ!"، فخفت، لكنه كرر: "تعالَ اجلس بجانبي"، فقمت وأنا خائف وأرتعش وجلست بجانبه. ثم قال لي: "احمل المفتاح"، فحملت المفتاح، ثم قال: "احمل المصحف"، فحملته ووضعته بجانبه، ثم قال لي: "اكشف الطبق"، فكشفت الطبق عن المنديل الأبيض الذي كان يغطيه، فوجدت داخله قطعة قماش لم تكن موجودة في البداية! فقال الشيخ للمرأة التي اختفى زوجها: "هل لديكِ قماش كهذا في المنزل؟"، فقالت: "نعم، هذه قطعة من روب زوجي!"، فقال لها: "اذهبي وأحضريه"، فذهبت وأحضرت الروب، ووجدنا أن هناك قطعة مقصوصة منه، والقماشة التي في الطبق هي نفسها!
كانت قطعة القماش ملفوفة كأنها حجاب، فتحها الشيخ، فوجد بداخلها ورقة، فتحها، وكانت مكتوبة بالحبر الأحمر، فيها كلمات ومربعات وأشياء غريبة، مثل رسم جمجمة وعظمتين على شكل علامة (+) بالأحمر! بعدها طلب الشيخ إزالة بلاط الشقة! وفي اليوم التالي أحضروا عاملاً، وكان الشيخ حاضراً، وبدأوا يزيلون البلاط. وبعد إزالة البلاط، وجدوا في إحدى المناطق تحته خشباً، وداخل الخشب كانت هناك جمجمة آدمية وعظمة! وكانت الجمجمة مكتوباً عليها كلمات غريبة بالحبر الأحمر!
بعد ذلك، طلب الشيخ طشتاً نحاسياً، ووضع الجمجمة والعظمة وبدأ يكسرهما بيد هاون حتى تحطّمتا، ثم أضاف خشباً وسكب فوقه الجاز وأشعل فيه النار. وقال للمرأة إن "العمل" كان مدفوناً في مكان بعيد تحت شجرة في القناطر! أي أن الشيخ استحضر "العمل" من مكان دفنه!
من الذي عمل السحر حتى لا يعود الزوج إلى بيته؟! سأل الشيخ السيدة: "هل تركتِ المنزل في وقتٍ ما؟"، فقالت: "نعم، ذهبنا أنا وزوجي إلى المصيف لمدة أسبوعين"، فقال الشيخ: "إذاً، تم عمل السحر لكِ في تلك الفترة". وبعد يومين من إزالة "العمل" من تحت بلاط الشقة، عاد زوجها، وكان يبكي ويقول لزوجته: "كنت كل يوم آتي وأصعد إلى الشقة، وكلما اقتربت ووضعت المفتاح في الباب، أشعر بشيء يشدّني ويمنعني من الدخول!"
واتضح في النهاية أن من قامت بعمل السحر كانت والدة الزوج، أي حماة زوجته! لأنها تحب ابنها وتريده لها وحدها، وكانت ترى أن ابنها يحب زوجته جداً، وكل حياته مكرسة لها، فأرادت أن تظل حياته ملكاً لها فقط، فدخلت بيت ابنها في غيابه، وأخذت قطعة من روبه، وعملت له السحر عند دجال، ودفنت العمل تحت البلاط! لكي لا يتمكن الزوج من العودة إلى زوجته ويبقى عند والدته فقط، وكلما حاول العودة، يفشل.
أنتم الداعم الأول والمحفز الأكبر، لا تنسَ أن تضع إعجابك وتترك رأيك في تعليق، وشارك المنشور إن أعجبك.