بيرنارد كورتوا - الكيمياء الكهربية .. الكيميائي المحترف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيرنارد كورتوا - الكيمياء الكهربية .. الكيميائي المحترف

    بيرنارد كورتوا - الكيمياء الكهربية .. الكيميائي المحترف

    بيرنارد كورتوا

    كان والد كورتوا ينتج النيتر ( ملح بيتر أو نترات البوتاسيوم) من الطحالب البحرية بمعالجتها بالأحماض القوية. وقد لاحظ كورتوا أنه إذا أضيف فائض من حمض الكبريتيك تتصاعد سحب من أبخرة بنفسجية فوق المحلول لتتكثف بعد ذلك على شكل بلورات داكنة لامعة . وقد اختبر كورتوا الخواص الكيميائية للمادة الجديدة على مدى الأشهر القليلة التالية وحضر بعض مركباتها . غير أن كورتوا كان مشغولا بالمجهود الحربي (النيتر أحد مكونات البارود)، وربما يكون قد شعر بالتوتر المالي الذي تسببه أبحاثه، لذا فقد أخبر اثنين من الكيميائيين الآخرين بموضوع البلورات، وطلب منهما أن يتمما البحث.

    وقد قاما بذلك، واستخدم أحدهما ذلك كأساس لطلبه الالتحاق بالمعهد الفرنسي. أعطت لجنة النظر في الطلبات عينة إلى جاي لوساك، كما أعطت عينة أخرى إلى ديفي. ومع أن ديفي كان على علم بالأبحاث المسبقة في فرنسا حيث كانت المادة تعرف باسم إيود (iode) نسبة إلى اللون البنفسجي لبخاره، إلا أنه أعلن أن المادة الجديدة ومركباتها يمكن أن تكفي العديد من الكيميائيين، وأن الكيميائيين الفرنسيين يمكن أن يستفيدوا من أشياء أخرى.

    وأثناء عمله في الفندق بمعمل صغير متنقل، أقنع ديفي نفسه بأن المادة الجديدة إنما هي عنصر له خواص كيميائية مماثلة لخواص الكلور، وأعلن أن اسم المادة الجديدة هو (Iodine) اليود.

    وربما تكون تصرفات ديفي موضع تساؤل من الناحية الأخلاقية، لأنه في ذلك الوقت، ولسنوات كثيرة لاحقة، كان اقتحام مجال عمل كيميائي آخر يعد أمرا سيئا . لكن تنظيم مثل هذه الحدود كان يتطلب احتراما متبادلا . فإذا تم حرقها ولو مرة واحدة أصبح من المستحيل استعادتها . لم تكن تصرفات ديفي تسمح بإعادة النظر في الجو السائد أثناء التنافس العلمي يومها . ويمكن القول إن السلوك اليوم أكثر مواءمة للعلوم، لأن التنافس يعزز العمل الجاد. لكننا نشهد لحظات يدفع فيها التنافس السائد إلى النشر السابق لأوانه وإطلاق الأفكار غير الناضجة أو غير المكتملة والبيانات غير الموثقة.

    قرر جاي لوساك هو الآخر - مدفوعا في ذلك بالسباق المحموم - أن اليود عنصر، وأعلن ذلك الرأي في مقال صحافي ظهر يوم الأحد 12 من ديسمبر 1814 . أما نتائج ديفي فقد أذيعت في خطاب قرىء يوم الاثنين 13 من ديسمبر 1814 ، ويبدو أن ذلك يمنح جاي لوساك السبق بيوم واحد غير أن خطاب ديفي كان مؤرخاً في 11 ديسمبر . وقد قال جاي لوساك فيما بعد أنه قد سمع متلقي الخطاب، وهو يعتذر لديفي لكونه قرأ الخطاب يوم الاثنين متعللاً بأنه تسلم الخطاب في وقت متأخر من ذلك اليوم.

    منح كورتوا أخيرا جائزة قدرها 6000 فرنك من المعهد الفرنسي، فترك أعمال ملح بيتر وحاول التكسب من بيع اليود ومركباته، لكنه فشل ومات فقيرا في سن 61. جاء المرشح للوظيفة الشاغرة في المعهد الفرنسي والذي كان قد أعطى عينات اليود إلى ديفي وجاي لوساك جاء ثالثا، بينما كان ديفي أول الاختيارات بواسطة اللجنة.

    وهكذا في بداية القرن التاسع عشر جعلت نجاحات النظرية الذرية وانهمار العناصر الجديدة كالمطر الغزير، جعلت الأمر يبدو وكأن التنوير العلمي قد بدأ يؤتي أكله منا من السماء. لكن مع انهمار هذا المطر، جاءت الغيوم الداكنة والتي أشارت إلى أن الطبيعة قد لا تكون بهذه البساطة في نهاية الأمر.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	عالم_المعرفة_الكويتية(266)_221 (1).jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	105.0 كيلوبايت 
الهوية:	262620 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	عالم_المعرفة_الكويتية(266)_222.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	85.0 كيلوبايت 
الهوية:	262621

  • #2

    تعليق

    يعمل...