تحقيق وتصوير: م.إيهاب علي..عن تكية: تقي الدين البسطامي .القلب الصوفي في قلب القاهرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحقيق وتصوير: م.إيهاب علي..عن تكية: تقي الدين البسطامي .القلب الصوفي في قلب القاهرة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	Screenshot_٢٠٢٥٠٥٠٩-٠٦٢٣٤٧_Facebook.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	118.3 كيلوبايت  الهوية:	262400
    تكية تقي الدين البسطامي القلب الصوفي في قلب القاهرة

    بين الأزقة الخافتة في حي الخليفة العتيق، تقف تكية تقي الدين البسطامي كأنها دعاء مرسوم على جدار الزمن، تهمس بما تبقى من أثر الروح في حجارة الصمت.

    ليست التكية مجرد مبنى أثري، بل مرآة باطنية لمرحلة روحية ومعمارية من عمر القاهرة، حيث كان التصوف لا يُمارس في الخفاء بل يُبنى له، وتُرسم له جداريات، وتُشق له خلوات تتنفس بخور المعرفة، وتفيض بألوان الكشف.

    من هو تقي الدين البسطامي؟

    الشيخ تقي الدين البسطامي هو أحد أقطاب التصوف في العصر العثماني بمصر، يُرجّح أنه عاش في القرن السادس عشر الميلادي، متأثرًا بالمدرسة البسطامية المنسوبة إلى الإمام الكبير أبو يزيد البسطامي، أحد مؤسسي التصوف القائم على الفناء والمحبة. وقد أُسست التكية باسمه لتكون مقرًا للخلوات والذكر والتربية الروحية، وظلت تستقبل المريدين على مدى قرون.

    الموقع والتخطيط المعماري

    تقع التكية في قلب حي الخليفة، أحد أقدم الأحياء القاهرية التي تموج بمقامات الأولياء وقباب العارفين. التكية نفسها تتسم بتخطيط بسيط لكنه مفعم بالدلالة: ساحة داخلية تحيط بها الخلوات، وإيوان كبير للذكر، إضافة إلى قبة ضريحية تحمل جسد الولي وذاكرة الجماعة.

    العمارة مملوكية-عثمانية الطابع، حيث تلتقي القوة المملوكية بالبساطة الروحية العثمانية. المداخل معقودة، والنوافذ مشربيات خشبية، بينما تمتاز جدران الخلوات بنقوش فريدة.

    جدارية "المحراب والقلب المنير": الكشف بالفن

    أهم ما يميز التكية اليوم هو جدارية استثنائية اكتُشفت مؤخرًا في إحدى خلواتها، عُرفت باسم "المحراب والقلب المنير"، وهي عملٌ فني فريد ينتمي للمدرسة الرمزية الصوفية، ويستحق وقفة خاصة.

    الجدارية عبارة عن مستطيل بداخله محراب، يتوسطه شكل بخاري يحتوي في مركزه على قلب مشعّ، محاط بعقد نباتي من أوراق ثلاثية، ترمز إلى المعرفة والمحبة والنية. الأرضية مزينة بورود وردية ناعمة، أما أسفل البخارية فتظهر بخارية أخرى يتوسطها إبريق بهيئة قلب، فوهته وبدنه على شكل القلب، في دلالة بديعة على أن النور الصوفي ينسكب من قلب طاهر، كما ينسكب الماء من الإبريق.

    هذه الجدارية ليست مجرد زينة، بل بيان صوفي مرسوم، يُحوّل الجدار إلى محراب، والقلب إلى قبلة، والإبريق إلى أداة للتطهر الباطني. إنها لوحة تختصر سيرة السالك في طريق الفناء والصفاء.

    التكية كمجتمع روحي

    لم تكن التكية فقط مكانًا للذكر بل كانت مؤسسة روحية اجتماعية، تؤوي المريدين والمسافرين، وتقدّم الطعام، وتعلّم الفقه والقرآن، وتدرّب المريد على آداب الخدمة والتواضع، ما يجعلها نواة لمجتمع بديل قائم على المحبة والتجرد.

    مصير التكية اليوم: أثر في مهبّ النسيان؟

    رغم القيمة الروحية والفنية والمعمارية، تعاني التكية من الإهمال، وتكاد تغيب عن معظم الأدلة السياحية والخرائط الثقافية. جدارية "القلب المنير" نفسها بحاجة إلى ترميم دقيق وعرضٍ يحترم رمزيتها، ويعيد تقديمها كأيقونة فنية عالمية للروحانية الإسلامية.

    خاتمة: حيث يبدأ القلب

    تكية تقي الدين البسطامي ليست أطلال بناء، بل شاهد حيّ على عصرٍ كان فيه القلب هو القبلة، والمعمار امتدادًا للرؤية. إنها درس في أن الفن يمكن أن يكون محرابًا، وأن القلب إذا أضاء، أضاء المكان، والجدار، والحياة كلها.
    #أعدادوتصويرehabali #EhabAli #تكية
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1746761540647.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	195.8 كيلوبايت 
الهوية:	262404 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1746761435970.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	94.6 كيلوبايت 
الهوية:	262403 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1746761516053.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	178.4 كيلوبايت 
الهوية:	262402 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1746761525464.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	177.4 كيلوبايت 
الهوية:	262401
    التعديل الأخير تم بواسطة Rawda Haidar; الساعة 05-09-2025, 06:37 AM.

  • #2

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4

        تعليق

        يعمل...