"أهون من قُعيس" — "قصة مثل" كان العرب قديماً إذا حلَّ الضيف بدار قومٍ، أكرموه وأجاروه، وعدّوا إغاثته من شيم المروءة وعزائم الشرف. ولكن ما حكاه الجاحظ عن رجل يدعى قُعيس يختلف تماماً عن كل ما سبق..! يقول الجاحظ انه ذات ليلة مظلمة، اشتد فيها المطر وقصف فيها البرد، أقبل قُعيس — وهو رجل من العرب — يلتمس المأوى عند عمته، يلوذ بها من هول الليلة وشدّة القرّ. فلما طرق بابها، خرجت إليه، ونظرت ما به من البرد والضُّر، فإذا به يرتجف كطائرٍ مبلول، وأسنانه تصطك من شدة ما لقي. لكنها، وقد غلب عليها قسوة القلب، لم تُعره كبير اهتمام. بل أسرعت فأدخلت كلبها — نعم كلبها — إلى البيت، وأغلقت الباب دون قُعيس، تتركه تحت المطر والريح. وبات قُعيس ليلته في العراء، لا يقيه إلا ثوبه المهترئ، حتى إذا طلع الصباح، وجدوه ميّتًا قد أخذه البرد! فصار العرب إذا أرادوا أن يصفوا شخصًا لا يُؤبَه له ولا يُلتفت إليه، قالوا: "أهون من قُعيس!" المصدر: ? كتاب البخلاء للجاحظ. ? منقول
"أهون من قُعيس" — "قصة مثل"
تقليص
X