
عامل يلمس وروداً في إحدى مزارع الإكوادور (أ.ب)
- بكين: «الشرق الأوسط»
نُشر: -5 مايو 2025 م
كشف تحليل جيني جديد أجراه باحثون صينيون وهولنديون أن الورود الأولى في العالم كانت على الأرجح صفراء.
وتُعد الورود من أكثر الزهور الزخرفية انتشاراً في العالم، وتأتي بأشكال وأحجام وألوان متنوعة. وعلى الرغم من أن الورود الحمراء ذات البتلات المتعددة الطبقات أصبحت مرادفة للزهرة، فإن دراسة جينومية جديدة لعينات من الورود المستأنسة والبرية كشفت أن الزهور الأولى في العالم كانت على الأرجح زهرة صفراء ذات صف واحد من البتلات.
وقال الفريق في ورقة بحثية نُشرت في مجلة «نيتشر بلانتس» المُحكّمة في 4 أبريل (نيسان)، الذي كان بقيادة باحثين من جامعة «بكين للغابات»: «الورود بصفتها أنجح نباتات الزينة القديمة المُستأنسة، عُدّت رمزاً للحب والجمال منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث». وأضاف: «أظهرت عملية إعادة بناء السمات الوراثية أن السلف المشترك للورود، على الأرجح، كان له أزهار أحادية البتلة صفراء اللون وسبع وريقات».
وتشير الأدلة الأحفورية والتحليلات التطورية إلى أن جنس الورد نشأ في آسيا الوسطى. ويُعتقد أن أصناف الورد المزروعة قد نشأت لأول مرة منذ أكثر من 5000 عام في الصين. كثير من الأصناف الشائعة المزروعة الآن هجينة مع أنواع صينية أصلية، وفق ما أفادت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».
ويعود أصل معظم أصناف الورد المُهجّنة انتقائياً، التي يزيد عددها على 35000 صنف، إلى عصور حديثة نسبياً. وفي أواخر القرن الثامن عشر، شهدت نهضة في زراعة الورد تهجيناً بين ورود صينية قديمة وأنواع من الورد البري وأصناف أوروبية قديمة لإنتاج أزهار ذات سمات مثل اللون الغني، وتكرار الإزهار، والعطر. وأدت جهود الزراعة الإضافية على مر السنين إلى إنتاج أصناف ذات سمات جمالية مرغوبة، مثل البتلات متعددة الألوان والأزهار الصغيرة.
وأشار الفريق إلى أن ثمانية إلى عشرة أنواع فقط من الورود البرية أسهمت في إنتاج الورود المزروعة الحديثة، مما حدّ من تنوعها الجيني، وجعل من الصعب تحقيق إنجازات في الزراعة.
وقال الباحثون إن «التغيرات المناخية العالمية تدفع ممارسات زراعة الورد نحو مقاومة قوية وصيانة منخفضة، مما يستلزم بشكل عاجل إدخال موارد وراثية من أقارب برية» لصفات، مثل مقاومة الأمراض، والجفاف.
تتميز أنواع الورد البري بتنوع وراثي واسع، إلا أن الارتباك التصنيفي يعيق استخدامها. وهذه الدراسة، التي شارك فيها أيضاً باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، وجامعة «فوجيان» العادية، وجامعة «فاجينينجن» للأبحاث في هولندا: «تضع أساساً متيناً لإعادة التدجين في المستقبل وجهود زراعة مبتكرة باستخدام الموارد البرية».
وبناءً على سنوات من التحقيقات الميدانية وتحليل الأنواع المسجلة، جمع الفريق أكثر من 200 عينة ورد، تشمل 80 نوعاً أو 84 في المائة من الأنواع الموثقة، إلى جانب أنواع وأصناف إضافية.
وحدد الفريق أن الزهور الصفراء البسيطة أحادية الطبقة، الخالية من بقع الألوان الأخرى، هي السمات الأولى للوردة، وأن الزهور انتقلت من الأصفر والأبيض إلى الأحمر والوردي من خلال التطور والتدجين.
كما وجدوا مركزين مستقلين لتنوع الورد في الصين، حيث تتميز الأنواع في منطقة الشمال الغربي الجافة بأزهار صفراء وأوراق أصغر، بينما تتميز الأنواع في منطقة الجنوب الغربي الرطب بأزهار بيضاء عطرة.
يعود التكوين الجيني للورود المزروعة «بشكل شبه كامل» إلى مجموعتين محددتين ضمن الجنس، مما يجعل من الضروري توسيع الخلفية الجينية للورود الحديثة.
و«بهدف التغلب على هذا الاختناق الجيني وبدء ثورة تهجين ثانوية للورود الحديثة»، اختار الفريق مادة وراثية تمثيلية يمكن استخدامها في إعادة تدجين نباتات الورد وإثرائها الجيني