علي بتروني ومراد الحرباوي رسّامان يتلاقيان ويتباعدان في معرض جديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي بتروني ومراد الحرباوي رسّامان يتلاقيان ويتباعدان في معرض جديد

    علي بتروني ومراد الحرباوي رسّامان يتلاقيان ويتباعدان في معرض جديد


    المعرض يضعنا في مواجهة بصرية حقيقية لكنها أقرب إلى حوار بين هذين الرسامين أو بالأحرى الفنانين البصريين.
    الأحد 2025/05/04
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    السخرية والوحشية المتعمدة (لوحة للفنان علي البتروني)

    انتظم بالنادي الثقافي الطاهر الحداد معرض فني وبصري مزدوج للفنانين علي بتروني ومراد حرباوي، واستمر من الجمعة 18 أبريل 2025 إلى السبت 3 مايو الجاري.

    تحت عنوان مليء بالمعاني والدلالات، “تلاقي/ تباعد”، يكشفُ المعرض عن أعمال ونظرات فنية مختلفة ومتقاربة في نفس الوقت، وهي من خلال هذه السمات تبحث عن تعريف حقيقي وفعال للاختلاف بما هو نظرة فكرية وحضارية أساسية لضمان التعايش والبناء المشترك فنيا وإنسانيا.


    علي بتروني يعملُ حسب نظرة مغايرة تجمع بين السخرية والوحشية المتعمدة


    هكذا إذن ينضم علي بتروني، المولود في 8 مارس 1960، إلى مراد حرباوي، المولود في 4 أغسطس 1970، في حوار بصري حقيقي. ربما لا يتماهى الفنانان تماما، ولكن يوجد في أصالتهما بالمعنى الفني أي التقني والاستيتيقي للكلمة تقارب وكذلك تباعد معلن ومقبول من كليهما.

    هذا المعرض يمثل فرصةً لنا لطرح أسئلة عديدة حول حضور الفنون في بلدنا، من منظورٍ تنظيميٍ ومؤسسي، ومن منظور الممارسة نفسها أيضا. في الواقع، هناك العديد من التأملات التي يمكن أن تُثيرها هذه المادة الفنية الدسمة والثرية، التي يمكن وصفها بالصهارة البركانية، وذلك لغناها وتنوعها وعفويتها وعنفها وحركتها المتواصلة، والأهم من ذلك كله، تعقيد تعريفها.

    لفهم ما يجري هنا، أي في “تلاقي/ تباعد”، يجب توصيف المعرض المتمثل في عشر لوحاتٍ لكلٍ من الفنانين. هي لوحاتٌ من الحجم الكبير: متر واحد على متر واحد، ويصل حجم البعض منها إلى 1.40 متر × 1.40 متر.


    مراد حرباوي يتميزُ بعفويته وببراءته


    لا ينبغي أن تمنعنا هذه التفاصيل التقنية من رؤية نقدية تملؤها المتعة لمعرض “تلاقي/ تباعد”، فبينما يميلُ علي بتروني إلى النهج الجرافيكي في الفن، يُعَد مراد حرباوي، من جانبه، فنانًا حديثًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، من خلال عمل دائم يعتمد على الألوان المسطحة والإيماءات.

    وفي المقابل، بينما يتميزُ مراد حرباوي بعفويته وببراءته، من خلال فعل الإسقاط الصريح والحر، بل وربما الإيمائي للعلاقة بالزمان والمكان على سطح اللوحة، يعملُ علي بتروني من جانبه ووفق اعترافه لنا حسب نظرة مغايرة تجمع بين السخرية والوحشية المتعمدة. بهذا، تكون لوحة أحدهما ناعمة دون أن تكون باردة؛ بينما تكون لوحة الآخر دموية وساخنة وأحيانا مشتعلة وربما متقدة.

    من هذا المنظور، نحن قبالة مواجهة بصرية حقيقية، لكنها أقرب إلى حوار بين هذين الرسامين، أو بالأحرى، الفنانين البصريين، وهما يدفعاننا إلى التساؤل إن كانا ينتميان إلى الجيل نفسه أم لا، إذ يلتقيان ويتباعدان، ويتحاوران مخترقين صمت اللوحة البيضاء، ثم يطيرُ كل منهما في اتجاهه الخاص، كطيور القطرس، طيور البحر الضخمة، التي تغطي في هذه الحالة مجال رؤيتنا بلوحاتهما، مثيرةً فينا أحاسيس كثيرة، وداعيةً إيانا إلى تأملات لا متناهية.

    معرض “تلاقي/ تباعد”، يسمح لنا بالنظر، تحديدا بالرؤية دون النظر، لأنه مع علي بتروني ومراد حرباوي توسعت وانفتحت جدران نادي الطاهر الحداد الأسطوري والمدينة العتيقة بتونس العاصمة بأسرها، لغاية واحدة وحيدة هي الحرية. نعم الحرية معا في إطار التلاقي الفني والإنساني وفي إطار التباعد الشرعي غير المشروط لضمان حق الاختلاف.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أيمن حسن
    شاعر تونسي
يعمل...