#معبد "#سليم".. نقوش حجرية عمرها 2000 عام
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تنل عاتيات الزمن من الطقوس المؤرّخة على جدران (معبد سليم) البازلتية منذ 2000 عام، فسرج الفخار ما زال ينتظر من يضيئه، ورائحة البخور والمسك والطيب ما زالت تعبق في كل أرجاء المكان.
.
ويشعر الزائر لمعبد "سليم" وكأنه مرتبط مع الجذور، ومتواصل مع الماضي، فأروقته ما زالت تفوح منها رائحة ذكريات الأقدمين، فالمعبد ورغم بقائه وحيداً طوال هذه السنين، وخاصة بعد أن أفنى الموت قاطنيه، لا يزال حارس الحضارة الأمين، كشاهدٍ على ماضي تلك الأيام.
.
المعبد الذي يتوسط قرية "سليم" ما زال يقف شامخاً مشرعاً أبوابه الحجرية نحو الشرق، مرحباً بمن أتاه زائراً..
وعندما تزوره فإن أول ما تراه عينك رِواقَه الذي يسبق مدخله، فمن يجيد القراءة الأثرية بتمعن وإتقان يستنتج أن هذا المعبد يحمل صفات المعابد الرومانية، والمتصفح لأرشيف المعبد الأثري سيلحظ أن مكان التمثال الذي كان يقدسه قاطنو تلك المنطقة منذ نحو ألفي عام ما زال محفوراً في صدر المُصلى ضمن محراب تفننت في نحته أياد ماهرة متمرسة في فن النحت، فالمعبد ورغم طول السنين ما زال يتربع على مصطبة حجرية تزيّنها عدة درجات بازلتية، تقود زائري المعبد إلى مدخله الرئيس، وقبل أن تدخله لا بد لمن أتى المعبد مستكشفاً أن تكتحل عينيه بتلك الأعمدة الضخمة، التي تعلوها تيجانٌ مزخرفة غاية في الروعة والجمال..
.
ابصر هذا المعبد نور الولادة البنائية والإنشائية في القرن الأول الميلادي ؛ وبني بحجارة بازلتية ناعمة، كُتبت على صفحاتها قصة حضارةٍ لم تمت، لتنبئك عن تاريخ هذا المعبد الغني بالزخارف والنقوش الحجرية التي لها مدلولاتها الدينية والاجتماعية، ومن يترك المدخل جانباً ويَهم بالدخول إلى أروقته الداخلية، فلا بد أن تصادفه على جانبي المدخل غرفتان هما عبارة عن برجين، يستطيع الزائر أن يصل إلى سطحهما بواسطة درجٍ حجري ما زال في حالة جيدة..
.
يقدم المعبد لزائريه صورة رسمية ونقشية ولا أجمل بدءاً من التيجان ذات الزخارف الهندسية، وانتهاءً بنقوش الأزهار والنباتات والشرائط الحلزونية، فالمعبد يقدم صورة رائعة عن فن العمارة في تلك الحقبة، التي تعبر عن امتزاج الثقافات بين الإمبراطوريات القديمة خلال الفترات الكلاسيكية..
.
تعتبر زخارف معبد سليم من أجمل زخارف المعابد وهي مستوحاة من الزخارف اليونانية والرومانية، وتتألف من :
● إطار زخرفي بديع يشبه الإكليل يحيط بالبوابة ، ويحوي أوراق وأزهار وعناقيد تنتظم في شريط حلزوني وسلسلة من أشكال البيض ضمن تجاويف تشبه الصبار .
● تيجان كورنثيه كالزنبقة المكتملة .
● افريز محمول على دعامات ، تزويقاته أشكال هندسية بديعة ودقيقة .
● عريش العليق أو الشوك بصنعة بديعة أيضاً .














طلال الكفيري - مدونة وطن




