الكاتب المصري :محمد سمير ندا.الفائز بـ"البوكر العربية".هل التهنئة للكاتب أم لمصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب المصري :محمد سمير ندا.الفائز بـ"البوكر العربية".هل التهنئة للكاتب أم لمصر



    الكاتب المصري محمد سمير ندا.
    سجال مصري حول تهنئة الفائز بـ"البوكر العربية": فوزٌ للكاتب أم لمصر التي لم تنشر روايته؟
    معظم المثقفين حرصوا على استهلال التهنئة بعبارات مثل: "مبروك لمصر"، و"مصر فازت بالبوكر"، أو كما كتبت الروائية صفاء النجار: "مصر أخذت البوكر".
    شريف صالح - المصدر: القاهرة - "النهار"

    أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية المشهورة باسم "البوكر العربية" فوز الكاتب المصري محمد سمير ندا لعام 2025 عن روايته "صلاة القلق"؛ ومنذ تلك اللحظة انطلقت المدافع الثقيلة بين أطياف الوسط الثقافي المصري!
    معظم المثقفين حرصوا على استهلال التهنئة بعبارات مثل: "مبروك لمصر"، و"مصر فازت بالبوكر"، أو كما كتبت الروائية صفاء النجار: "مصر أخذت البوكر.
    الشرائية للقارئ المصري.
    صحيح أن هناك أزمة نشر يعاني منها العالم العربي كله، لكن اعتذار أكثر من ناشر مصري لا يعني أن هؤلاء الناشرين "جهلة" ولا يفقهون في الإبداع، كما زعم البعض، والدليل أنهم نشروا عشرات الروايات الجميلة، سواء أنالت جوائز أم لا.

    مأزق كانون الثاني/يناير
    تعلق السجال العام بمشروعية التهنئة هل هي للكاتب الشاب المكافح أم للدولة التي ينتمي إليها، وإن لم تفعل له شيئاً، وتخللته سجالات أخرى ثانوية كأن يصدر أحدهم تهنئته بعبارة "الله أكبر ولله الحمد"، وهو الشعار الإخواني المعروف، رغم أنه لا علاقة له بالجائزة ولا الرواية؛ وعندما يعترض البعض يتلقى هجوماً بزعم أنه يعترض على ذكر الله وحمده!
    هل تلك السجالات جديدة على الوسط الثقافي المصري؟ بالتأكيد لا.. لكنها باتت أكثر حدة وتطرفاً منذ ثورة كانون الثاني/ يناير وما تبعها.
    تحول كل موقف إلى تخندق فظيع تنصب فيه المشانق وتشهر البنادق، وكل المتمترسين هنا وهناك لن يتزحزحوا قيد أنملة عن مواقفهم، ما دام كل طرف يصرّ على تلوين كل حدث بما يناسب تصوره الخاص. من ثَمّ يغيب النقاش الحقيقي وتبادل الرأي والرأي الآخر، ويسهل مسبقاً توقع ماذا سيقول كل مثقف في أي موقف قادم.
    هذا المأزق الذي يعاني منه المثقفون المصريون يشوش على حيوية الثقافة المصرية وأدائها وإبداعاتها. لذلك تكتب آلاف الأطنان من الكلمات بشأن جواز التعزية بالبابا فرانسيس أو طريقة تهنئة محمد سمير ندا بجائزة عربية، لكن لن يهتم أحدهم بالنقاش الجدي حول مواقف البابا الراحل المناصرة للحقوق العربية، ولا أحد سيهتم بأن يخبرنا شيئاً عن تميز وجدارة رواية "صلاة القلق" نفسها! لأن وهج الترند وحدة الاستقطاب كانا أسوأ تعمية على الثقافة المصرية ذاتها.

يعمل...