"تسطيح العالم" أزمة الثقافة بين حنين المحافظين ورغبة التقدميين في عالم جديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "تسطيح العالم" أزمة الثقافة بين حنين المحافظين ورغبة التقدميين في عالم جديد

    "تسطيح العالم" أزمة الثقافة بين حنين المحافظين ورغبة التقدميين في عالم جديد


    أوليفييه روا: من غير الممكن صوغ ثقافة إنترنت.
    الجمعة 2025/04/11
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الإنترنت عالم نقيض للثقافة

    تعيش المجتمعات والأفراد اليوم في أزمة ثقافية واضحة، بينما تبدو قراءة هذه الأزمة قاصرة عن فهم ملامحها ومختلف زواياها، وبالتالي جاءت الحلول المقترحة لهذه الأزمة بعيدة كل البعد عن التأثير والفاعلية، سواء أكانت من المحافظين أو التقدميين، وفي ما يلي يقرأ الباحث الفرنسي أوليفييه روا الأزمة بطريقة مغايرة.

    الهوية مقابل النزعة الكونية، الجندر مقابل الجنس، الجمهورية مقابل الجماعوية، العنصرية، النسوية، الهجرة.. المشترك بين هذه القضايا بتداعياتها السياسية القوية هو الثقافة بكل ما للكلمة من معان، لكن الكاتب والباحث الفرنسي أوليفييه روا يرفض فرضية الحرب الثقافية أو صراع القيم، فما يعاني أزمة ـ حسب رأيه ـ هو مفهوم الثقافة ذاته الذي تم اختزاله إلى نظام من رموز معولمة تغزو الجامعات كما المطابخ ومعارك الهوية والأديان كما العلاقات الحميمة وحتى مشاعرنا المصنفة في رموز تعبيرية.

    يفتتح روا في كتابه “تسطيح العالم.. أزمة الثقافة وسطوة القواعد والمعايير” متسائلا: عم تعبر الأزمة إذا؟ ويقول “لتلخيص الأمر بصورة عامة، لدينا أربعة مستويات تحوّل غيرت العالم منذ ستينيات القرن الماضي: أولا تحول القيم مع الثورة الفردانية واللذية في الستينات. ثانيا ثورة الإنترنت. ثالثا العولمة المالية النيوليبرالية. رابعا عولمة المجال وتنقل البشر أي زوال الأقلمة.
    أزمة مفهوم الثقافة


    في كتابه، لذي ترجمته بديعة بوليلة وصدر عن دار الساقي، يحاول أوليفييه روا مناقشة العلاقات بين هذه المستويات الأربعة من زاويتين: الليبرالي والإنترنت والكوسموبوليتاني والنسوي، في مقابل التقليدي والمحافظ والسيادي والبطريركي، مع أنه يمكننا تغيير عناصر التقابل.

    ثمة توافق على القول إننا في صراع نماذج ثقافية. نتشاحن حول القيم التي تحملها هذه النماذج الثقافية المتضادة

    لطالما ضبطت هذه الانتقالات إيقاع التاريخ: توسع المسيحية والإسلام، النهضة، عصر الأنوار، الحملة الاستعمارية الكبري، الثورة الصناعية.. إلخ. أدت كلها إلى “قطائع” ثقافية عميقة. ودائما ما أفضت أزمة حضارة ما إلى ثقافة أخرى، أو، كما يقال بعبارات أنثروبولوجية: دائما ما يترافق التجريد الثقافي مع تثاقف. كثيرا ما كان الثمن باهظا، لاسيما على الشعوب المهيمن عليها.

    ويرى أن ثمة نقطة مشتركة بين هذه النقاشات كافة، وهي أن مسألة الثقافة المركزية فيها، بكل ما لكلمة الثقافة من معنى: مدونة أدبية وفنية (الثقافة الرفيعة) أو بناء أنثربولوجي خاص بمجتمع ما أو بجماعة داخل مجتمع مهيمن. إن القواعد والرموز نفسها التي تصنع الرابط الاجتماعي هي التي على المحك. وهو ما نوجزه بجمود بالغ حين نتحدث عن الهوية.

    ويرى أن ضرورة الاستقطاب هي نقطة مشتركة أخرى: نبذ، تهديدات، إدانات، أخبار مضللة، رقابة.. يقود ذلك كله، بشكل متزايد، إلى محاكمة العلاقات الاجتماعية، أخلاقيا أو قانونيا. وفي ما وراء نقاش الأفكار، لا يتعلق الأمر بفرض قواعد ومعايير جديدة فحسب، وإنما فعليا بتوسيع نطاق المعيارية (في الحميمية الجنسية مثلا). ويتساءل كيف يمكن في مجتمعات غربية تدعي الليبرالية أن يترجم تمدد مجال الحرية اللافت منذ نصف قرن (السياسية، الجنسية، والاقتصادية، والفنية) إلى تمدد لافت أيضا لنطاق القواعد والمعايير؟ فلا يتطور بصفة خاصة إقحام القضاء على الحياة اليومية فحسب، وإنما أيضا المساحات التي تتفحصها النظرة المعيارية واللجوء المتزايد إلى بيدوغراجيا لفرض معايير جديدة، سواء تعلق الأمر بالعلمانية أو الجنسانية أو الممارسات الدينية.

    ويتابع “في ظل هذا العنف اللفظي ورغم غياب الاتفاق على تحليل الأزمة، فإن الجميع متفقون على توصيفها. يعرف الجميع تحديد الانشقاقات التي تقسم المجتمع، رغم أنهم يتناحرون طبعا حول تأويلها، أي حول القيم التي يدعون إليها أو يرفضونها. كل بيان هو حكم قيمي، حتى أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى ‘الحياد الأخلاقي‘. ثمة في الواقع توافق على القول إننا في صراع نماذج ثقافية. نتشاحن حول القيم التي تحملها هذه النماذج الثقافية المتضادة (قيم دينية مقابل قيم لذية، قيم غربية مقابل قيم إسلامية، هويات خاصة مقابل حقوق الإنسان.. إلخ).”

    ويلفت إلى أن المحافظين يدينون وضع التقسيم الجنسي والأسرة في موضع مساءلة، وتريد النسويات وضع حد للثقافة البطريركية في أشكالها كافة (على غرار ثقافة الاغتصاب). يتعقب آخرون ثقافة الإلغاء في الجامعات أو يتحدثون عن صدام الثقافات (التي تسمى حضارات). نتذمر من انعدام الأمن الثقافي، ونتجادل حول القيم الجمهورية أو العلمانية أو الدينية أو الوطنية.


    عالم الإنترنت لا يحيل إلى غير ذاته وذاتية المرجعية هذه هي التي تجعل غير ممكن صوغ ثقافة إنترنت


    الثقافة هي فعليا في مركز الاهتمامات، غير أن معنى الكلمة يبقى مبهما وكذلك الأمر بالنسبة إلى مفهوم الثقافة الجيدة. نتفق حول ثورة تقنية معلوماتية صاغت ثقافة الإنترنت، التي بدلت بدورها الرابط الاجتماعي والعلاقة بالمعرفة وكل ما يتعلق بالتواصل. كذلك نقر بأن توسع اقتصاد ليبرالي عالمي قد يفتت المجتمعات التي تشكلت في الدولة الأمة. والجميع واعون بما يترتب عن العولمة فيما يتعلق بالتنقل والهجرة والتمازج، والعلاقات المتقلبة بين الأقليات والغالبيات، واختفاء الحدود المادية التي تجري محاولات إعادتها إلى نصابها وإعادة تقديمها ضمن سجل الهويات الخيالي.

    ويضيف: “عاش القدماء والحديثون هذه الانتقالات بأشكال مختلفة. عند المحافظين، يضاف إلى الحنين تأس من الانحطاط واستشعار للكارثة، حيث ترى نهاية عالم ما دائما على أنها نهاية العالم. وعلى العكس يرجو التقدميون عالما جديدا ويدافعون عن ثقافة جديدة. كلاهما يمكن أن تغريه ‘البيداغوجيا السلطوية‘، سواء للتمسك بماض عفاه الزمن أو لتجذير ثقافية جديدة تواجه صعوبة في فرض نفسها.

    ويدافع هنا أيضا عن منظور آخر. نحن لا نمر بانتقال ثقافي وإنما فعليا بأزمة مفهوم الثقافة نفسه. ومن أعراضها أزمة اليوتوبيات وكذلك تمدد النظم المعيارية. وابتداء من ملاحظة أن الحركات الاحتجاجية اليوم هي حركات دفاعية: يرى الجميع أنفسهم منتمين إلى أقليات مهددة يتعين الدفاع عن حقوقها وفضاءاتها المحمية (فضاءات آمنة) مناطق للحماية، تجمعات سكنية مسورة (حدود وطنية). أما اليوتوبيات الكبرى ذات النزعة الكونية فقد ماتت أو تعيش بصعوبة ضمن أشكال راديكالية يائسة (الإرهاب بأنواعه كافة)، وحتى “عودة الأديان” المزعومة أخفقت في أن تغزو مجددا المجتمعيات، ولم تعد تتعلق بغير الخلاص الفردي.

    وتحول عصر الحكم الألفي المنتظر إلى كارثة. لا يعد النضال ضد التغير المناخي بأي حال يوتوبيا كبرى، إنما هو فقط محاولة لكبح الكارثة الآتية، والتي ينتظرها آخرون تحت مسميات أخرى. والشيء الوحيد الذي يملأ شيئا فشيئا فراغ الرجاء هذا هو نظام قوانين ومحظورات وإجراءات بيروقراطية قامت “معجزة الإنترنت” بتحويلها فحسب، جاعلة كل شخص، بيروقراطيا لذاته ورقيبا صغيرا على نفسه وعلى الآخرين تحت طائلة الاختفاء من الوجود.
    عالم الإنترنت



    كيف تضع الإنترنت فكرة الثقافة ذاتها في أزمة؟


    يوضح أوليفييه روا “لماذا تترافق تحولات يفترض أنها صارت باسم حرية أكبر للفرد بتمدد تقنين الممارسات الاجتماعية التي تقلصت إلى حد بعيد المساحات ‘الداخلية‘ (الحميمي، الخاص، اللاوعي)؟ إني أدافع عن فكرة كون تحول ‘الثقافات‘ إلى نظم ترميزية صريحة يدمر مفهوم الثقافة نفسه. أشير بـ‘الترميز‘ إلى أي نظام يرمي إلى جعل كافة أشكال التواصل والعلاقات بين البشر أحادية الدلالة وخطية. لا تحيل الإشارة إلى القيم عندئذ إلى ثقافة ولا إلى نمط حياة أمثل، وإنما إلى معايرة السلوكيات طبق إشارة مبهمة ومشوشة إلى أهداف معيارية؛ انظر مثلا إلى حساب ‘التفوق‘ في الجامعات. هذا الترويج لـ‘نقاط المكافأة‘ والسعي المترتب عنه للامتثالية والذي أصبح ممنهجا اليوم في الصين في الحياة اليومية لكل مواطن، هما الأفق الضمني لتمدد النظم المعيارية هذه.

    ويتساءل كيف تضع الإنترنت فكرة الثقافة ذاتها في أزمة؟ ويضيف “هذا هو السؤال الذي يهمني هنا. أعتقد أنها لا تخلق ‘ثقافة إنترنت‘ بقدر ما أنها تضع نظام تمثلات وعلاقات هي على النقيض من مفهوم الثقافة نفسه، بمعنى أن الإنترنت مبنية في الوقت نفسه على الترميز النسقي للتواصل، وعلى الإبانة المستمرة للمضامين؛ ما يهم هو المعنى المباشر فحسب. وأي معنى غير مباشر مفترض يجب أن يشار إليه برمز انفعالي يدل ما إذا كان الشخص يمزح أو يحتج. إلا أن إبانة معنى غير مباشر تعني جعله مباشرا.”

    ويبين أن السمة الأساسية بالنسبة إليه هي البعد ذاتي المرجعية في الإنترنت. الخوارزميات لا تبتكر: هي تستبق انطلاقا مما هو معروف، وتنبش أفيقا في مجموع البيانات الموجودة سابقا لتحديد لمحات شخصية. إن تعبير “لمحة شخصية” مثير للاهتمام لأنه تعريف صورة دون عمق، يفترض ألا تصورا سوى الواضح في شخص ما انطلاقا من عدد محدد من السمات المنتقاة مسبقا. إذا كان على البورتريه أن يترك غموضا ولا استثنائية الشخص، فإن “اللمحة الشخصية” لا تستدعي تأويلا ولا شكا: عليها أن تعطي فورا معنى أحادي الدلالة من خلال عدد محدد من المعلومات. ليست اللمحة الشخصية بعيدة عن القالب النمطي، وحتى عن الكاريكاتير.

    ويرى روا أن عالم الإنترنت لا يحيل إلى غير ذاته، وذاتية المرجعية هذه هي التي تجعل من غير الممكن صوغ ثقافة إنترنت، بمعنى الكلمة (الأنثروبولوجي والأدبي)، لفائدة ثقافة فرعية في عالم محروم من الثقافة الرفيعة.

    ويضيف “تخلق الثقافة بالمعنى الأنثروبولوجي مجموعة من البنيات الذهنية وقواعد لعب ضمنية، ونوعا من البداهة، ووضعا “سويا.” انطلاقا من هذا البعد الضمني، تحاول كل ثقافة أن تصير بينة من خلال اللغة، وأن تقدم نفسها. وهي تحدد آداب السلوك، وتتخيل نماذج رجال ونساء للحذو حذوهم، وتطور بيداغوجيا، وتقنيات نقل: أمثلة، وأناشيد، وأساطير، وأدب، وفنون، وفلسفة، وقانون. وهي تستشرف نفسها في مخيال ما. ثمة إذا علاقة جدلية بين البنيات الذهنية والقيم: في المجتمعات التي الأولوية للشرف، من السهل جدا أن يغضب المرء؛ وفي تلك التي تعطي قيمة للسيطرة على النفس، يجري الانتقام ببرودة.

    ويؤكد أن أزمة الثقافة مرتبطة بأزمة الرابط الاجتماعي وانقطاع التواصل بين المخيال المشترك والحياة الاجتماعية. فالفصل الاجتماعي، والتفريد، وإزالة الأقلمة هي العناصر المفتاحية الثلاثية. إن الدعامة الاجتماعية الضرورية لوجود ثقافة ما في أزمة. هي لم تختف: لا تزال توجد أمم، ومجتمعات، وانتماءات طبقية، ومجموعات اجتماعية ـ مهنية، وإثنيات وقبائل، وقرى، وأحياء… لكن هذه الانتماءات الاجتماعية تنفصل أكثر فأكثر عن الاجتماعيات الافتراضية التي تتطور عبر استخدام الإنترنت.


    أوليفييه روا يرفض فرضية الحرب الثقافية


    ويشير أوليفييه إلى أن الثقافة الرفيعة تعيش، بالتوازي مع تجاوزها من قبل ثقافات عالمية جديدة تدور حول مجموعات المعجبين أو الفاندوم، أزمة داخلية. كما يشير بيل ريدينغز ليست الدراسات الثقافية هي سبب أزمة الثقافة وإنما تبعة من تبعاتها (مثلما أن الزواج المثلي هو من تبعات أزمة النموذج الأسري وليس مسببا لها): ليس من قبيل الصدفة إذا أن يطرح الآن عدد من التيارات العابرة للتخصصات مثل الدراسات النسوية ودراسات المثليين والمثليات، والدراسات ما بعد الاستعمارية والدراسات الثقافية، مسألة الهوية بصورة مغايرة. من خلال مط الرابط بين الفرد والدولة الأمة، تعلن هذه الحركات نهاية سيادة الدراسات الأدبية كاختصاص مهمته تجسيد الرسالة الثقافية للجامعة. ليس ظهور هذه التيارات النقدية التي تعيد النظر في مكانة الأدب مع اهتمامها بالثقافة الشعبية، سبب تراجع الأدب، وإنما أثره.”

    ويوضح “تدور أزمة الثقافة الرفيعة بداية في الجامعات، وهو أمر طبيعي. فالنظام الجامعي هو لباب موضع معالجة مدونة الثقافة وإنتاجها. انبنى الخطاب التراجعي حول “تدني المستوى” بشكل أكبر منذ ستينيات القرن الماضي مع تعميم التعليم الذي صار يقود، في فرنسا على الأقل، 80 في المئة من شريحة عمرية ما إلى مستوى الشهادة الثانوية ولاحقا إلى الدراسات الجامعية. لا تزال اليونانية واللاتينية تدرسان بلا شك ويمكن لطالب أميركي أن ينجز أطروحة حول (أنشودة رولان)، لكن كما يشير إلى ذلك آلان بلون “في الوقت الحاضر، صارت الموسيقا الكلاسيكية تندرج تحت ذوق خاص، شأنها شأن اللغة اليونانية أو علم أثريات العصر ما قبل الكولومبي، وليس تحت ثقافة مشتركة، وأساس حدسي مشترك لتواصل متبادل ومختزل نفسي.”

    ويخلص أوليفييه متسائلا: كيف تصنع الثقافة؟ كيف يمكن بناء رابط اجتماعي قائم على مخيال مشترك؟ كيف يمكن إيجاد جماعية ما؟ ويقول “لم تنتج البيداغوجيا السلطوية ثقافة مطلقا، أقصى ما أنتجته هو تماثلية الممارسات ولا مبالاة تجاه قيم صارت محض تعاويذ. إن النقطة المشتركة للنظم المعيارية هي ارتباطها العميق تجاه الإنساني، كطبيعة أو شخص، في حين أنها تستمد أحد منابعها من تلك الرؤية التفاؤلية لسنوات ما بعد حركة 1968 لهذا الفرد الراغب الذي يحقق ذاته في تناغم اللقاءات. لكن النظم المعيارية التي نشأت باسم هذه الحرية تجرّد من الطابع الإنساني. تتعامل مع الفرد كما لو كان طفوليا، أنانيا، عاجزا عن إدراك ما هو جيد بالنسبة إليه؛ وهي تفترضه مفترسا للأرض والحيوان ولنظرائه من دون التفكير بطريقة مغايرة لعلاقته بالآخرين، كيف يمكن أن نفهم هذا التباين بين تفاؤل البدايات وتشاؤم الخواتيم؟لأنه ليست اليوتيوبيا هي التي تتجلى في الأفق، وإنما بالأحرى الكارثة التي يمكن أن نختارها من قائمة تشغيل العوالم القادمة: الاحتباس الحراري، الحرب الأهلية، الاستبدال الكبير، حرب عالمية ثالثة (أو رابعة)، عودة المسيح الدجال، أوبئة أفدح من السابقة، وببساطة العجز والموت. صار موضوع مراكز إيواء الأشخاص المتقدمين في السن العجزة مركزيا في النقاش الحضاري في الغرب. والإيكولوجيا العميقة كما مناهضة التمييز بين الأنواع البيولوجية تقومان فقط بتسجيل الاختفاء الحقيقي، الاستيهامي، أو حتى المتمنى للأناني من كوكب سقط في دوامة. ما نعيشه هو فعليا أزمة إنسانوية.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    محمد الحمامصي
    كاتب مصري
يعمل...