# ؛ ? ~?~?~? ~?~?~ ? ؛ #
يَبْكِـي الْغَـرِيـبُ عَـلَـيْـهِ لَـيْـسَ يَعـرِفُـهُ .؟
وَذُو قَـرَابَـتِـهِ فِـي الْحَـيِِّ مَسْـرُورُ .!!
قِيـلَ لِمُعَـاوِيَـة بن أبي سُفْيَـان ..
يُوجَدُ بِالحِيرَةِ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُم ، لَهُ قِدَمٌ وَسِنٌّ وفَصَاحَةٌ وَعَقْلٌ ، وَقَـد مَضَتْ عَلَيْهِ بُرهَـةٌ مِنْ دَهْـرِهِ ، وَرَأىٰ أعَاجِيبَ في عَصرِهِ .؟
فَقَـالَ مُعَـاوِيَـة : عَـلَيَّ بِـهِ .!
فَلَمَّـا حَضَرَ قَالَ لَـهُ : مَـنِ الرَّجُـل .؟
قَالَ : عُبَيْـدُ بـْنُ شَرِيَّـةِ الجُرْهُمِي .
قَالَ : ثُـمَّ مِمَّـنْ .؟
قَالَ : مِـنْ قَـوْمٍ لَيْسَتْ لَهُـمْ بَقِيَّـة .!
قَالَ : فَكَمْ مَضَىٰ عَلَيْكَ مِنْ عُمـرِكْ .؟
قَالَ : عِشْرُونَ ومَائَـة سَنَة .
قَالَ : أهَمَّتْـكَ السُّنُـونُ .؟
قَالَ : أجَـلْ يَـا أمِيـرَ المُؤمِنِين ،
وَقَرَّعَتْنِي بِرَيْبِهَـا المَنُـون .؟!
قَالَ : فَمَـا رَأيْتَ فـي سِنِيِّكَ وَطُولِ مَـا عُمِِّـرْتَ ؟
قَالَ : رَأيْتُ يَوْمَـاً في إثْـرِ يَـوْمٍ يَتْبَعُهُ ، وَرَأيْتُ قَوْمَاً يَمْضُونَ وَلَا يَرجِعُونَ ، فَهُمْ يَجْمَعُونَ لِمَـا يَبِيـدُ عَنْهُـمْ .. وَلَا يَعتَبِرُونَ بِمَـنْ مَضَىٰ قَبْلَهُـمْ فَذَهَبَ الدَّهرُ بِهِمْ كُلَّ مَذْهَبْ وَلَوْلا أنَّ المَوْلُودَ يَلِـدُ .. لَذَهَبَـتِ الأرضُ بِمَـنْ عَلَيْهَـا .. وَلَـوْلا أنَّ
الحَـيَّ يَمُـوتُ .. لَضَاقَـتِ الأرضُ بِمَـنْ فِيهَـا .؟
قَالَ لَـهُ مُعَاويَـة : إنَّ عِنْـدَكَ لَعِلْمَـاً .؟
قَالَ : نَعَـمْ ، فَسَلْنِي ..
قَالَ : فَـأيُّ المَـالِ رَأيْتَ أنْفَـع ، وإلىٰ صَاحِبِـهِ بِـالخَيْـرِ أسْـرَع .؟
قَالَ : عَيْـنٌ خَـرَّارَة فِـي أرضٍ خَـوَّارَة ..
تَعـولُ وَلَا تُعَـال .!
قَالَ : فَأيْنَ أنْتَ عَـنِ الذَّهَـبِ وَالفِضَّـةِ .؟
قَالَ : حَجَرَانِ يَصطَكَّانِ إنْ أقْبَلْتَ عَلَيْهِمَا نَفَدَا وَإنْ تَرَكْتَهُمَـا لَـمْ يَـزِيـدَا .؟
قَالَ لَـهُ مُعَاويَـة : فَأخْبِرْنِي بِأعجَبِ مَـا رَأيْتَ
في عُمـرِكَ .؟
قَالَ : نَعَـمْ يَا أمِيـر المؤمنين .. كُنْتُ في حَيٍّ
مِنْ أحيَاءِ العَرَبِ وَقَد مَاتَ لَهُمُ مَيِِّتٌ يُقَالُ لَهُ :
جَبَلَـةُ بـْنُ الحُوَيْـرِثْ .. فَمَشَيْتُ فِـي جِنَازَتِـهِ
وَأنِسْتُ بِجَمَاعَتِهِ ، فَلَمَّا دُلِِّيَ في قَبْرهِ وَأعوَلَ النِِّسَـاء في إثْـرِهِ .. أدرَكَتْنِي عَلَيْـهِ عَبْـرَةٌ لَـمْ
أسْتَطِعْ رَدَّهَا ، وَتَمَثَّلْتُ بِأبْيَاتٍ كُنْتُ سَمِعتُهَـا ..
قَالَ مُعَاويَـة : قُـلْ يَـا أخَـا جُرْهُـمْ .!
فَأَنْشَـأَ يَقُـول :
يَـا قَلْـبُ إِنَّـكَ مِـنْ أَسْمَـاءَ مَغـرُورُ ..
فَـاذْكُـرْ .! وَهَـلْ يَنْفَعَنْـكَ الْيَـوْمَ تَـذْكِيـرُ .؟
قَـد بُحـتَ بِـالْحُـبِِّ مَـا تُخْفِيـهِ مِـنْ أَحَـدٍ ..
حَـتَّىٰ جَـرَتْ بِـكَ إِطْلَاقَـاً مَحَاضِيرُ
تَبْغِـي أُمُـورَاً فَـمَـا تَـدرِي أَعَـاجِلُـهَـا ..
أَدنَـىٰ لِـرُشْـدِكَ أَمْ مَـا فِيـهِ تَـأْخِيـرُ .؟
فَـاسْتَقْـدِرِ اللَّـهَ خَيْـرَاً وَارْضَيَـنَّ بِـهِ ..
فَبَيْنَمَـا الْعُسْـرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيـرُ
وَبَيْنَمَـا الْمَـرْءُ فِي الأَحيَـاءِ مُغْتَبِـطٌ ..
إِذْ صَـارَ فِي الرَّمْـسِ تَعفُـوهُ الأَعَـاصِيرُ
يَبْكِـي الْغَـرِيـبُ عَـلَيْـهِ لَـيْـسَ يَعـرِفُـهُ ..
وَذُو قَـرَابَتِـهِ فِـي الْحَـيِِّ مَسْـرُورُ
حَـتَّىٰ كَـأنْ لَـمْ يَكُـنْ إِلَّا تَـذَكُّـرُهُ ..
وَالـدَّهْـرُ في أَيْنَمَـا حَـالٍ دَهَـارِيـرُ .؟!
فَبَيْنَمَا أنَا أُرَدِِّدُ هَذِهِ الأبيات ، وَعَيْنَايَ تَنْسَكِبَانِ انْسِكَابَـاً لَا أمْلِكُ رَدَّ دَمعِهِمَـا ، إذْ قَالَ لِي رَجُلٌ إلىٰ جَنْبِي مِنْ عُذْرَة :
يَا أبَا عَبدِ اللَّـهِ .. هَـلْ تَعرِفُ قَائِلَ هَـذَا الشِِّعرِ .؟
قُلْتُ : لَا وَاللَّـهِ .؟
قَالَ : هَـذا قَالَـهُ المَيِِّـتُ الَّـذِي دَفَنَّـاهُ .؟
وَأنْتَ الغَرِيبُ الَّذِي تَبْكي عَلَيْهِ ، وَلَا تَعرِفُهُ
وَلَا تَعلَمُ أنَّهُ قَائِلُ هَذَا الشِِّعرِ .؟
وَذُو قَرَابَتِهِ الَّذِي ذَكَرَ أنَّهُ مَسْرُورُ هُوَ ذَاكَ ، وَأشَارَ إلىٰ رَجُلٍ في الجَمَاعَـةِ ،
وَقَالَ : وَاللَّهِ مَـا يَسْتَطِيعُ كِتْمَـانَ مَا هُـوَ
عَليْـهِ مِـنَ السُّرُورِ بِفَقْـدِهِ .!!
فَقَالَ لَـهُ مُعَاوِيَـة : يَا أخَا جُرْهُمْ سَلْ مَا شِئْت .
قَالَ : مَـا مَضىٰ مِـنْ عُمْـرِي تَـرُدُّهُ .؟
والأجَـلُ إذَا حَضَـرَ تَدفَعُـهُ .؟
قَالَ : لَيْـسَ ذَلِـكَ إلَـيَّ ، سَـلْ غَيْـرَ ذَلِـكَ .!
قالَ : يَا أمِيرَ المُؤْمِنِين لَيْسَ إلَيْكَ الدُّنْيَا فَتَرُدَّ شَبَـابي ، وَلَا الآخِـرَةَ فَتُكـرِمَ مَـآبي ..
وأمَّـا المَـال فقَـد أخَـذْتُ مِنـهُ فِـي عنفُوَانِـي
مَـا كَفَـانِي .!!
قَالَ مُعَاوِيَـة : لَا بُـدَّ أنْ تَسْـألَنِـي .؟
قَالَ : أمَّـا إذْ أبَيْتَ فَأمُـرْ لِـي بِـرَغِيفَيْـنِ أتَغَـدَّىٰ
بِـأحَدِهِمَـا وَأتَعَشَّىٰ بِالْآخَـرِ ، وَاتَّـقِ اللَّـهَ وَاعْلَـمْ
أنَّكَ مُفَارِقٌ مَـا أنْتَ فِيـهِ وَقَادِمٌ عَلىٰ مَا قَدَّمْتَ .
فَأمَـرَ لَـهُ مُعاويَـة بِرَوَاحِلَ كَثِيرَةٍ مِنَ الحِنْطَـةِ وَغَيْرهَـا فَرَدَّهَـا وَقَـال :
إنْ أعطَيْتَ المُسْلِمِينَ كُلَّهُمْ مِثْلَ مَا أعطَيْتَنِي : أخَـذْتُ ، وَإلَّا فَلَا حَـاجَـةَ لِي فِي ذَلِك .؟
وَوَدَّعَـهُ وَانْصَـرَف .؟!
مِـنْ كِـتَـاب :
المُسْتَجَـادُ مِـنْ فَعُـلَاتِ الأجْـوَاد ..
المُـؤَلِِّـف : القَـاضِي التَّنُوخِي ، 60 / 1
# ؛ ?????? ؛ #
يَبْكِـي الْغَـرِيـبُ عَـلَـيْـهِ لَـيْـسَ يَعـرِفُـهُ .؟
وَذُو قَـرَابَـتِـهِ فِـي الْحَـيِِّ مَسْـرُورُ .!!
قِيـلَ لِمُعَـاوِيَـة بن أبي سُفْيَـان ..
يُوجَدُ بِالحِيرَةِ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُم ، لَهُ قِدَمٌ وَسِنٌّ وفَصَاحَةٌ وَعَقْلٌ ، وَقَـد مَضَتْ عَلَيْهِ بُرهَـةٌ مِنْ دَهْـرِهِ ، وَرَأىٰ أعَاجِيبَ في عَصرِهِ .؟
فَقَـالَ مُعَـاوِيَـة : عَـلَيَّ بِـهِ .!
فَلَمَّـا حَضَرَ قَالَ لَـهُ : مَـنِ الرَّجُـل .؟
قَالَ : عُبَيْـدُ بـْنُ شَرِيَّـةِ الجُرْهُمِي .
قَالَ : ثُـمَّ مِمَّـنْ .؟
قَالَ : مِـنْ قَـوْمٍ لَيْسَتْ لَهُـمْ بَقِيَّـة .!
قَالَ : فَكَمْ مَضَىٰ عَلَيْكَ مِنْ عُمـرِكْ .؟
قَالَ : عِشْرُونَ ومَائَـة سَنَة .
قَالَ : أهَمَّتْـكَ السُّنُـونُ .؟
قَالَ : أجَـلْ يَـا أمِيـرَ المُؤمِنِين ،
وَقَرَّعَتْنِي بِرَيْبِهَـا المَنُـون .؟!
قَالَ : فَمَـا رَأيْتَ فـي سِنِيِّكَ وَطُولِ مَـا عُمِِّـرْتَ ؟
قَالَ : رَأيْتُ يَوْمَـاً في إثْـرِ يَـوْمٍ يَتْبَعُهُ ، وَرَأيْتُ قَوْمَاً يَمْضُونَ وَلَا يَرجِعُونَ ، فَهُمْ يَجْمَعُونَ لِمَـا يَبِيـدُ عَنْهُـمْ .. وَلَا يَعتَبِرُونَ بِمَـنْ مَضَىٰ قَبْلَهُـمْ فَذَهَبَ الدَّهرُ بِهِمْ كُلَّ مَذْهَبْ وَلَوْلا أنَّ المَوْلُودَ يَلِـدُ .. لَذَهَبَـتِ الأرضُ بِمَـنْ عَلَيْهَـا .. وَلَـوْلا أنَّ
الحَـيَّ يَمُـوتُ .. لَضَاقَـتِ الأرضُ بِمَـنْ فِيهَـا .؟
قَالَ لَـهُ مُعَاويَـة : إنَّ عِنْـدَكَ لَعِلْمَـاً .؟
قَالَ : نَعَـمْ ، فَسَلْنِي ..
قَالَ : فَـأيُّ المَـالِ رَأيْتَ أنْفَـع ، وإلىٰ صَاحِبِـهِ بِـالخَيْـرِ أسْـرَع .؟
قَالَ : عَيْـنٌ خَـرَّارَة فِـي أرضٍ خَـوَّارَة ..
تَعـولُ وَلَا تُعَـال .!
قَالَ : فَأيْنَ أنْتَ عَـنِ الذَّهَـبِ وَالفِضَّـةِ .؟
قَالَ : حَجَرَانِ يَصطَكَّانِ إنْ أقْبَلْتَ عَلَيْهِمَا نَفَدَا وَإنْ تَرَكْتَهُمَـا لَـمْ يَـزِيـدَا .؟
قَالَ لَـهُ مُعَاويَـة : فَأخْبِرْنِي بِأعجَبِ مَـا رَأيْتَ
في عُمـرِكَ .؟
قَالَ : نَعَـمْ يَا أمِيـر المؤمنين .. كُنْتُ في حَيٍّ
مِنْ أحيَاءِ العَرَبِ وَقَد مَاتَ لَهُمُ مَيِِّتٌ يُقَالُ لَهُ :
جَبَلَـةُ بـْنُ الحُوَيْـرِثْ .. فَمَشَيْتُ فِـي جِنَازَتِـهِ
وَأنِسْتُ بِجَمَاعَتِهِ ، فَلَمَّا دُلِِّيَ في قَبْرهِ وَأعوَلَ النِِّسَـاء في إثْـرِهِ .. أدرَكَتْنِي عَلَيْـهِ عَبْـرَةٌ لَـمْ
أسْتَطِعْ رَدَّهَا ، وَتَمَثَّلْتُ بِأبْيَاتٍ كُنْتُ سَمِعتُهَـا ..
قَالَ مُعَاويَـة : قُـلْ يَـا أخَـا جُرْهُـمْ .!
فَأَنْشَـأَ يَقُـول :
يَـا قَلْـبُ إِنَّـكَ مِـنْ أَسْمَـاءَ مَغـرُورُ ..
فَـاذْكُـرْ .! وَهَـلْ يَنْفَعَنْـكَ الْيَـوْمَ تَـذْكِيـرُ .؟
قَـد بُحـتَ بِـالْحُـبِِّ مَـا تُخْفِيـهِ مِـنْ أَحَـدٍ ..
حَـتَّىٰ جَـرَتْ بِـكَ إِطْلَاقَـاً مَحَاضِيرُ
تَبْغِـي أُمُـورَاً فَـمَـا تَـدرِي أَعَـاجِلُـهَـا ..
أَدنَـىٰ لِـرُشْـدِكَ أَمْ مَـا فِيـهِ تَـأْخِيـرُ .؟
فَـاسْتَقْـدِرِ اللَّـهَ خَيْـرَاً وَارْضَيَـنَّ بِـهِ ..
فَبَيْنَمَـا الْعُسْـرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيـرُ
وَبَيْنَمَـا الْمَـرْءُ فِي الأَحيَـاءِ مُغْتَبِـطٌ ..
إِذْ صَـارَ فِي الرَّمْـسِ تَعفُـوهُ الأَعَـاصِيرُ
يَبْكِـي الْغَـرِيـبُ عَـلَيْـهِ لَـيْـسَ يَعـرِفُـهُ ..
وَذُو قَـرَابَتِـهِ فِـي الْحَـيِِّ مَسْـرُورُ
حَـتَّىٰ كَـأنْ لَـمْ يَكُـنْ إِلَّا تَـذَكُّـرُهُ ..
وَالـدَّهْـرُ في أَيْنَمَـا حَـالٍ دَهَـارِيـرُ .؟!
فَبَيْنَمَا أنَا أُرَدِِّدُ هَذِهِ الأبيات ، وَعَيْنَايَ تَنْسَكِبَانِ انْسِكَابَـاً لَا أمْلِكُ رَدَّ دَمعِهِمَـا ، إذْ قَالَ لِي رَجُلٌ إلىٰ جَنْبِي مِنْ عُذْرَة :
يَا أبَا عَبدِ اللَّـهِ .. هَـلْ تَعرِفُ قَائِلَ هَـذَا الشِِّعرِ .؟
قُلْتُ : لَا وَاللَّـهِ .؟
قَالَ : هَـذا قَالَـهُ المَيِِّـتُ الَّـذِي دَفَنَّـاهُ .؟
وَأنْتَ الغَرِيبُ الَّذِي تَبْكي عَلَيْهِ ، وَلَا تَعرِفُهُ
وَلَا تَعلَمُ أنَّهُ قَائِلُ هَذَا الشِِّعرِ .؟
وَذُو قَرَابَتِهِ الَّذِي ذَكَرَ أنَّهُ مَسْرُورُ هُوَ ذَاكَ ، وَأشَارَ إلىٰ رَجُلٍ في الجَمَاعَـةِ ،
وَقَالَ : وَاللَّهِ مَـا يَسْتَطِيعُ كِتْمَـانَ مَا هُـوَ
عَليْـهِ مِـنَ السُّرُورِ بِفَقْـدِهِ .!!
فَقَالَ لَـهُ مُعَاوِيَـة : يَا أخَا جُرْهُمْ سَلْ مَا شِئْت .
قَالَ : مَـا مَضىٰ مِـنْ عُمْـرِي تَـرُدُّهُ .؟
والأجَـلُ إذَا حَضَـرَ تَدفَعُـهُ .؟
قَالَ : لَيْـسَ ذَلِـكَ إلَـيَّ ، سَـلْ غَيْـرَ ذَلِـكَ .!
قالَ : يَا أمِيرَ المُؤْمِنِين لَيْسَ إلَيْكَ الدُّنْيَا فَتَرُدَّ شَبَـابي ، وَلَا الآخِـرَةَ فَتُكـرِمَ مَـآبي ..
وأمَّـا المَـال فقَـد أخَـذْتُ مِنـهُ فِـي عنفُوَانِـي
مَـا كَفَـانِي .!!
قَالَ مُعَاوِيَـة : لَا بُـدَّ أنْ تَسْـألَنِـي .؟
قَالَ : أمَّـا إذْ أبَيْتَ فَأمُـرْ لِـي بِـرَغِيفَيْـنِ أتَغَـدَّىٰ
بِـأحَدِهِمَـا وَأتَعَشَّىٰ بِالْآخَـرِ ، وَاتَّـقِ اللَّـهَ وَاعْلَـمْ
أنَّكَ مُفَارِقٌ مَـا أنْتَ فِيـهِ وَقَادِمٌ عَلىٰ مَا قَدَّمْتَ .
فَأمَـرَ لَـهُ مُعاويَـة بِرَوَاحِلَ كَثِيرَةٍ مِنَ الحِنْطَـةِ وَغَيْرهَـا فَرَدَّهَـا وَقَـال :
إنْ أعطَيْتَ المُسْلِمِينَ كُلَّهُمْ مِثْلَ مَا أعطَيْتَنِي : أخَـذْتُ ، وَإلَّا فَلَا حَـاجَـةَ لِي فِي ذَلِك .؟
وَوَدَّعَـهُ وَانْصَـرَف .؟!
مِـنْ كِـتَـاب :
المُسْتَجَـادُ مِـنْ فَعُـلَاتِ الأجْـوَاد ..
المُـؤَلِِّـف : القَـاضِي التَّنُوخِي ، 60 / 1
# ؛ ?????? ؛ #