تتصافح السماء والأرض فى قداسة سانت كاترين في "التجلى الأعظم"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تتصافح السماء والأرض فى قداسة سانت كاترين في "التجلى الأعظم"



    مشروع التجلي الاعظم
    سانت كاترين ـ محمد حسين

    "التجلى الأعظم" هنا تتصافح السماء والأرض فى قداسة سانت كاترين.. مشروع روحى وتنموى يعيد رسم ملامح السياحة العالمية.. يحفظ الهوية السيناوية بمشاهد من البيئة الطبيعية.. وشق مسارات للدراجات والمشاة وسط الجبال.. صور
    السبت، 19 أبريل 2025م
    هذا المشروع لا يقتصر على كونها مجرد وجهة سياحية فحسب، بل هو رمز لدمج التاريخ والروحانية مع المستقبل، محققًا توازنًا بين التنمية المستدامة والحفاظ على الطابع التراثى المميز للمنطقة، حيث تُعد مدينة سانت كاترين، التى تعتبر واحدة من أقدس الأماكن فى العالم، الموقع الأمثل لإطلاق هذا المشروع الذى يهدف إلى إحياء المكانة الروحية والدينية لهذه المدينة العريقة، والتأكيد على أهميتها كموقع تاريخى وثقافى فى مصر.

    توضح بيانات محافظة جنوب سيناء الرسمية انه كان الهدف من مشروع "التجلى الأعظم" هو إعادة تخطيط المدينة بالكامل بحيث تحتفظ بتراثها الجمالى والطبيعى، كانت مدينة سانت كاترين تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية رغم أهميتها الروحية والتاريخية، ومن هنا جاءت أهمية هذا المشروع الذى يعكس الالتزام بتطوير المنطقة دون الإضرار بطابعها البيئى. واحدة من أبرز ملامح المشروع هو الحفاظ على البيئة الطبيعية للمدينة، مع العمل على تحسين وسائل الراحة والسياحة التى تناسب الزوار.






    يُعد شعار "تجلي" المميز للمشروع واحدًا من العناصر البارزة التى تم اختيارها بعناية. كلمة "تجلي" التى تعنى الظهور أو الخروج إلى النور، تتماشى تمامًا مع الأهداف الروحية للمشروع، كما تعكس أبعاد المكان الروحية التى جعلت من سانت كاترين نقطة التقاء للديانات السماوية الثلاث. لا تقتصر دلالة هذه الكلمة على الجانب الروحى فحسب، بل تتعدى ذلك إلى تعزيز الطابع التجارى للمنتجات البدوية المحلية المستخلصة من طبيعة سيناء، ليصبح المشروع أيضًا علامة تجارية تدعم الاقتصاد المحلى للمنطقة.

    يقع المشروع فى محيط بين جبلى موسى وسانت كاترين، وهى منطقة تشهد زيارات دينية وسياحية على مدار العام، وهو ما يزيد من أهمية الموقع الذى سيحتضن العديد من المعالم السياحية المميزة. على مقربة من المشروع تقع معالم تاريخية ودينية هامة مثل الكنيسة الأثرية ودير سانت كاترين، وكذلك عيون موسى، وهى مواقع تزداد شهرتها بين السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل المشروع يتناغم مع هذه البيئة الطبيعية والدينية المميزة.

    تولى العديد من الجهات الحكومية الإشراف على تنفيذ هذا المشروع الذى يحمل طابعًا قوميًا ووطنيًا مميزًا، وفى مقدمتها وزارة الإسكان والمرافق، والجهاز المركزى للتعمير، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. لا يعد المشروع مجرد تطوير للبنية التحتية، بل هو خطة استراتيجية لتحويل منطقة سانت كاترين إلى واحدة من أكبر الوجهات السياحية فى المنطقة. وفى هذا السياق، تم تخصيص ميزانية ضخمة تقدر بحوالى 2 مليار جنيه لتنفيذ خطة المشروع التى ستشمل العديد من المرافق السياحية الجديدة.

    يتضمن المشروع عدة مراحل تنفيذية، أولها كان إعادة تصميم وإنشاء ساحة السلام التى ستكون بمثابة نقطة البداية للمشروع. تشمل الساحة عدة مرافق متنوعة مثل مبنى عرض متحفى، وقبة سماوية، وقاعات مؤتمرات، مع التركيز على أن تكون الساحة مكانًا يليق بالديانات السماوية الثلاث. كما يتم إنشاء مركز زوار جديد لاستقبال السياح وتقديم المعلومات والخدمات اللازمة لهم، إضافة إلى تطوير العديد من المناطق السياحية مثل وادى الدير ومنطقة الزيتونة التى تحتوى على العديد من المنشآت السكنية والخدمية. كما يشتمل المشروع على تطوير مركز البلدة التراثية الذى يهدف إلى الحفاظ على الطابع البدوى للمنطقة، مع تقديم خدمات حديثة وملائمة للزوار.

    فى خطوة هامة لتأمين المدينة من المخاطر الطبيعية، تتضمن المرحلة الأولى من المشروع أعمالًا للوقاية من السيول التى كانت تشكل تهديدًا للمنطقة، حيث سيتم معالجة مخرات السيول مع مراعاة توافقها مع شبكة المرافق العامة للمدينة. إضافة إلى ذلك، يعمل القائمون على المشروع على تطوير المناطق المحيطة مثل وادى الراحة، الذى سيشمل إقامة نزل بيئى مستدام، وممشى محاكٍ لمسار سيدنا موسى، إضافة إلى إنشاء حدائق صحراوية وتطوير المنطقة السياحية المجاورة.

    من ضمن المشاريع التكميلية التى سيتم تنفيذها فى إطار المشروع، هناك خطة لتطوير منطقة استراحة السادات على مساحة 12.6 فدانًا، والتى سيتم تجهيزها بمرافق سياحية تشمل مدرجات مشاهدة وحديقة متحفية. كما تركز السلطات على تطوير شبكة الطرق القديمة وتحويلها إلى مسارات سياحية تلائم الدراجات الهوائية والمشاة، مما يعزز من تجربة الزوار ويجعل التنقل داخل المنطقة أكثر سهولة وأمانًا.

    ويعد مشروع التجلى الأعظم خطوة رئيسية نحو تحويل مدينة سانت كاترين إلى وجهة سياحية عالمية، حيث ستوفر الخدمات المتنوعة للزوار مثل مراكز تجارية وبازارات سياحية، مع توفير وسائل النقل الحديثة مثل السيارات الكهربائية. تم العمل على توفير مساحات خضراء ومناطق مخصصة للمشى من أجل تحسين تجربة الزوار وخلق بيئة سياحية صحية.

    يمثل مشروع "التجلى الأعظم" نقلة نوعية فى تنمية منطقة سيناء بشكل عام ومدينة سانت كاترين بشكل خاص. فهو مشروع يربط بين الماضى العريق والحاضر الزاهر، ويضع المدينة على خريطة السياحة العالمية كوجهة روحانية وتاريخية فريدة، مستندًا إلى قيم الحفاظ على البيئة والتراث، مع تقديم تجربة سياحية متميزة لزوارها من مختلف أنحاء العالم.


    المكان ليلا


    جانب من المشروع


    مخطط لمشروع


    مشروع التجلي الاعظم


    مشروع التجلي الاعظم


    من مشروع التجلي الاعظم
يعمل...