الشاعر عبد الرحمن الطويل يكتب...
.
.
رغم أنّ أحد أهم أسباب انتشار رواية حفص في التلاوة أنها الأشد موافقة للغة العربية القياسية التي قعّدها النحاة والأقل تأثُّرًا باللهجات العربية القديمة، فإنّ في رواية حفص مواضع مُفردة احتفظ فيها بأثر اللهجات القديمة مثل الإمالة في (مجراها) والإشباع في (فيه) مِن سورة الفرقان.
بل إنّ حفص انفرد في موضعين بأثر لهجي قديم لم يشارَكْ فيه من القراءات المتواترة، هو ضم هاء الغائب في (أنسانيهُ) في سورة الكهف، و(عاهدَ عليهُ الله) في سورة الفتح، وبقية الروايات المتواترة تكسرهما (أنسانيهِ) و(عليهِ).
وهذه لهجة قديمة منسوبة لهوازن، وتُنسب أيضًا لأهل الحجاز بتعميم، وهي اليوم المُطّرد في لهجة السودان (فيهو) و(ليهو)، ومنتشرة في لهجة الصعيد، ومستعملة في لهجة القاهرة في مواضع وصل محددة مثل وصل ضمير الغائب بضمير المخاطب (الله يخليهولك) و(مش حدّيهولك) ووصله بشين النفي (ما فيهوش) المجتزأة من شيء (ما فيهو شيء).
والضم في هذه المواضع هو اليوم النطق القاهري الحضري، في مقابل لهجة -تُعَدُّ ريفية- تسكن الهاء (الله يخليهْلك) (مش حديهْلك) (ما فيهْشي) يظهر لها بعض الأثر في اللهجة القاهرية في الأفلام القديمة ما يدل على وجودها سابقًا.
تفتح ثروة اللهجات القديمة التي وصلتنا عبر القراءات الباب لبحث أصول لهجاتنا العربية الحديثة في اللهجات العربية القديمة، خاصة مع حجم التشابهات الكبير، وهي ثروة كبيرة أحيتها القراءات فتراكمت حولها مادة كبيرة في كتب النحو واللغة والتفسير رغم تتسم به من تداخل، لكنه تداخل "فيهُ" كثير من اللذة والطرب والتشويق.
.
.
رغم أنّ أحد أهم أسباب انتشار رواية حفص في التلاوة أنها الأشد موافقة للغة العربية القياسية التي قعّدها النحاة والأقل تأثُّرًا باللهجات العربية القديمة، فإنّ في رواية حفص مواضع مُفردة احتفظ فيها بأثر اللهجات القديمة مثل الإمالة في (مجراها) والإشباع في (فيه) مِن سورة الفرقان.
بل إنّ حفص انفرد في موضعين بأثر لهجي قديم لم يشارَكْ فيه من القراءات المتواترة، هو ضم هاء الغائب في (أنسانيهُ) في سورة الكهف، و(عاهدَ عليهُ الله) في سورة الفتح، وبقية الروايات المتواترة تكسرهما (أنسانيهِ) و(عليهِ).
وهذه لهجة قديمة منسوبة لهوازن، وتُنسب أيضًا لأهل الحجاز بتعميم، وهي اليوم المُطّرد في لهجة السودان (فيهو) و(ليهو)، ومنتشرة في لهجة الصعيد، ومستعملة في لهجة القاهرة في مواضع وصل محددة مثل وصل ضمير الغائب بضمير المخاطب (الله يخليهولك) و(مش حدّيهولك) ووصله بشين النفي (ما فيهوش) المجتزأة من شيء (ما فيهو شيء).
والضم في هذه المواضع هو اليوم النطق القاهري الحضري، في مقابل لهجة -تُعَدُّ ريفية- تسكن الهاء (الله يخليهْلك) (مش حديهْلك) (ما فيهْشي) يظهر لها بعض الأثر في اللهجة القاهرية في الأفلام القديمة ما يدل على وجودها سابقًا.
تفتح ثروة اللهجات القديمة التي وصلتنا عبر القراءات الباب لبحث أصول لهجاتنا العربية الحديثة في اللهجات العربية القديمة، خاصة مع حجم التشابهات الكبير، وهي ثروة كبيرة أحيتها القراءات فتراكمت حولها مادة كبيرة في كتب النحو واللغة والتفسير رغم تتسم به من تداخل، لكنه تداخل "فيهُ" كثير من اللذة والطرب والتشويق.