أمين الريحاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمين الريحاني

    أمين الريحاني (1876-1940) هو أديب، مفكر، ومؤرخ لبناني-أمريكي، يُعدّ من رواد النهضة الأدبية العربية الحديثة والمؤسسين لـ"الرابطة القلمية" في نيويورك. يتميز بإسهاماته الأدبية والفكرية المتنوعة، التي شملت الشعر، الرواية، المقالة، والسفريات، إلى جانب دوره كوسيط ثقافي بين الشرق والغرب. كما كان له دور سياسي بارز في الدعوة إلى الوحدة العربية والاستقلال الوطني.
    حياته ونشأته
    وُلد أمين بن فخري الريحاني في الفريكة بلبنان عام 1876 لعائلة مارونية. تلقى تعليمه الأولي في لبنان، ثم هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1888. في نيويورك، عمل في التجارة مع والده، لكنه سرعان ما انصرف إلى الأدب والثقافة. تعلم الإنجليزية بنفسه، وتأثر بالأدب الغربي، خاصة ويتمان وإمرسون، بينما حافظ على ارتباط وثيق بتراثه العربي. عاد إلى لبنان عام 1898 لفترة، حيث درس العربية وتعمق في الأدب العربي الكلاسيكي.
    إسهاماته الأدبية
    الأدب والشعر:
    كتب الريحاني بالعربية والإنجليزية، مما جعله جسرًا بين الثقافتين. أولى أعماله بالعربية كانت نبذة عن وليم شكسبير (1901)، وهي محاولة لتقديم الأدب الغربي للقارئ العربي.
    ديوانه نبذة في الأدب العربي يعكس تأثره بالشعر العربي الكلاسيكي مع لمسة حداثة.
    روايته خالد (1911)، التي كتبها بالإنجليزية، تُعدّ أول رواية عربية باللغة الإنجليزية، وتتناول صراع الشاب العربي بين الشرق والغرب.
    السفريات والمقالات:
    كتب الريحاني كتب سفر شهيرة مثل ملوك العرب وقلب العراق، حيث وثّق رحلاته في شبه الجزيرة العربية والعراق واليمن. هذه الأعمال تجمع بين الوصف الجغرافي، التحليل الاجتماعي، والرؤية السياسية.
    مقالاته في المنار والموفد تناولت قضايا النهضة العربية، الإصلاح الاجتماعي، والوحدة القومية.
    الفكر القومي:
    دعا الريحاني إلى فكرة "القومية العربية"، متأثرًا بمبادئ الحرية والاستقلال. في كتابه النكبات، عبر عن ألمه إزاء الاحتلال العثماني والاستعمار الغربي.
    علاقاته بالأدباء
    جبران خليل جبران:
    كان الريحاني وجبران صديقين مقربين، وتشاركا في تأسيس "الرابطة القلمية" (1920) مع ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي. الريحاني أثر في جبران بفكره القومي، بينما أثر جبران فيه برؤيته الصوفية والشاعرية.
    كتب الريحاني عن جبران في مقالاته، مشيدًا بإبداعه، لكنه انتقد بعض جوانب أسلوبه الأدبي.
    ميخائيل نعيمة:
    جمعتهما صداقة فكرية عميقة. نعيمة وصف الريحاني بأنه "الأديب الرحالة"، وتأثر بنقده الاجتماعي. كلاهما دعا إلى تجديد الأدب العربي، لكن نعيمة كان أكثر ميلاً إلى الفلسفة والتصوف، بينما الريحاني كان واقعيًا وسياسيًا.
    إيليا أبو ماضي:
    شارك أبو ماضي في "الرابطة القلمية"، وكان الريحاني يحترم شعره الرومانسي. ساعد الريحاني في نشر أعمال أبو ماضي في المهجر.
    أدباء مصر:
    تواصل مع أدباء النهضة المصرية مثل أحمد شوقي ومحمد حسين هيكل. كان الريحاني يرى في مصر مركزًا للنهضة الأدبية، وكتب في صحفها مثل الأهرام.
    علاقاته بالمؤرخين
    فيليب حتي:
    كان الريحاني وفيليب حتي، المؤرخ اللبناني، على تواصل بسبب اهتمامهما المشترك بتاريخ العرب والشرق. الريحاني استفاد من دراسات حتي في كتاباته التاريخية مثل تاريخ نجد الحديث.
    جرجي زيدان:
    تبادل الريحاني وجهات النظر مع زيدان حول تاريخ العرب والإسلام. كتب الريحاني في مجلة الهلال التي أسسها زيدان، وتأثر بمنهجه في توثيق التاريخ.
    علاقاته بالسياسيين
    الملك عبد العزيز آل سعود:
    التقى الريحاني بالملك عبد العزيز خلال رحلاته إلى شبه الجزيرة العربية (1922-1923). وثّق هذه اللقاءات في ملوك العرب، وأبدى إعجابه بجهود عبد العزيز في توحيد نجد والحجاز. كما نقل الريحاني رسائل دبلوماسية غير رسمية بين عبد العزيز وقادة عرب آخرين.
    فيصل الأول:
    كان الريحاني على صلة بالملك فيصل الأول ملك العراق، ودعم فكرة الوحدة العربية التي تبناها فيصل. كتب عنه في قلب العراق، مشيدًا برؤيته السياسية.

    الإدارة الفرنسية في لبنان:
    كان الريحاني ناقدًا للانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا، ودعا إلى الاستقلال الوطني. هذا النقد جعله عرضة للانتقاد من بعض السياسيين الموالين لفرنسا.
    فكره وتأثيره
    الجسر بين الشرق والغرب: الريحاني دعا إلى الحوار الحضاري، وحاول تقديم صورة إيجابية عن العرب في الغرب من خلال كتاباته بالإنجليزية.
    القومية العربية: كان من أوائل الداعين إلى وحدة عربية علمانية، بعيدة عن التعصب الديني.
    الإصلاح الاجتماعي: انتقد التقاليد البالية والتفرقة الطائفية، داعيًا إلى التعليم والمساواة.
    أبرز أعماله
    خالد (رواية).
    ملوك العرب (سفريات).
    قلب العراق (سفريات).
    تاريخ نجد الحديث (تاريخ).
    النكبات (مقالات سياسية).
    إرثه
    توفي الريحاني عام 1940 في الفريكة، تاركًا إرثًا أدبيًا وسياسيًا غنيًا. يُعتبر رمزًا للأدب المهجري، وساهم في إثراء الفكر العربي الحديث. علاقاته الواسعة مع أدباء، مؤرخين، وسياسيين جعلته شخصية محورية في عصره، وكتاباته لا تزال مصدر إلهام للباحثين عن الوحدة العربية والحوار بين الثقافات.
يعمل...