في عام 1989، كان لدى كارتل ميديين من المال أكثر مما امتلكته أي شركة في التاريخ.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في عام 1989، كان لدى كارتل ميديين من المال أكثر مما امتلكته أي شركة في التاريخ.

    في عام 1989، كان لدى كارتل ميديين من المال أكثر مما امتلكته أي شركة في التاريخ.

    كانوا يتلقون أسبوعياً 420 مليون دولار من الأوراق النقدية الصغيرة.

    لكن ظهرت مشكلة غير متوقعة: المال بدأ يختفي حرفياً.

    بدأ الأمر بمعادلة بسيطة:

    60 مليون دولار نقداً. كل يوم.

    أي ما يعادل 5,000 كيلوغرام من فئات المئة دولار.

    لكن تخزين كل هذا المال؟ هنا بدأت القصة تصبح مثيرة حقاً.

    على قمة هذا الجبل من الأموال كان روبيرتو إسكوبار،
    شقيق بابلو ورئيس الحسابات في الكارتل.
    قاعدته الذهبية كانت:

    "المال هو الملك، لكن الملوك يحتاجون إلى قلاع."

    لذلك اشترى آل إسكوبار مئات المنازل.

    ملأوا الجدران والأرضيات بالأوراق النقدية.

    لكن رغم كل هذه الاحتياطات، بدأ شيء غريب جداً في الحدوث...

    بدأ المال يختفي.
    ولم يكن ذلك بسبب سرقة.
    ولم تكن الشرطة هي المسؤولة.
    لا، بل كانت الطبيعة نفسها هي من أعلنت الحرب على الكارتل.

    الأرقام كانت صادمة:

    42 مليون دولار تخسرها الفئران كل شهر.
    30 مليون دولار تتلفها الرطوبة.

    حتى بابلو، بكل ثروته، لم يكن قادراً على مقاومة أمّ الطبيعة.

    الفئران.

    كل ليلة كانت تقضم ملايين الدولارات.

    والرطوبة أفسدت غرفاً كاملة من الأوراق النقدية.

    في شهر واحد، خسروا مالاً أكثر مما تخسره بعض البنوك خلال عام كامل.

    البنوك لم تكن تساعد.

    لم تستطع تحويل أكثر من 350 مليون دولار شهرياً عبر النظام.

    أما الباقي؟

    فكان فقط يظل هناك. يفسد.

    ويغذي أغنى الفئران في كولومبيا.

    حل روبيرتو؟

    كانت ضربة عبقرية.

    "عاملها مثل أي عمل آخر: خصم الخسائر.

    وبناءً على ذلك، أصبح فقدان 10% من الأموال أمراً طبيعياً.

    تكلفة لا مفر منها في ممارسة الأعمال."

    كانت مفارقة الوضع واضحة للكثيرين:

    أقوى إمبراطورية إجرامية في العالم، التي هُزمت ليس على يد إدارة مكافحة المخدرات أو مكتب التحقيقات الفيدرالي، بل على يد القوارض والمطر.

    كانت تغذي أغنى الفئران في كولومبيا.
    المشكلة؟
    كان الكارتل ضخماً جداً وناجحاً لدرجة أنه لم يتمكن من إدارة نجاحه الخاص.

    بينما كانوا يعدون المليارات، كانت الفئران نائمة في أسرة مصنوعة من أوراق فئة الـ100 دولار.

    الدرس واضح:

    بعض المشاكل لا يمكن حلها بالمال.

    حتى وإن كان لديك أكثر مما تستطيع عدّه.

    كان هذا المأزق الاقتصادي فريداً من نوعه.

    إسكوبار، الذي غزا معظم كولومبيا مع كارتله وجمع ثروات هائلة، لم يكن يتوقع أن العوامل الطبيعية قد تشكل مشكلة

    إنه يظهر أنه حتى في عالم إجرامي حيث يبدو أن المال يحل كل شيء، هناك قوى خارجية تتجاوز حتى أقوى الإمبراطوريات.

    لم تكن الفئران الوحيدة التي استفادت من ثروة الكارتل.

    كان كارتل ميديين لاعباً رئيسياً في إنشاء اقتصاد موازٍ.

    غالباً ما كان سكان ميديين هم المستفيدين من "هدايا" إسكوبار، حيث كان يمول الأحياء والمدارس.

    واجه بابلو إسكوبار وكارتله معضلة:

    كلما نما إمبراطوريته، كلما تدهورت موارده.

    قصة الملايين من الدولارات التي ابتلعتها الفئران هي شهادة على العواقب غير المتوقعة للقوة الهائلة، ولكن أيضاً على هشاشة الثروات التي تُدار بشكل سيئ.

    إذا أتممت القراءه فعلق بشئ تؤجر عليه واعمل متابعه لدعم المحتوى ومساعدتنا على الاستمرار
    #admin
يعمل...