# ؛ ? ~?~? ~? ~?~?~? ؛ #
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرحَـاً أنْـتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُـؤلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ .؟!
الشَّكْوَىٰ لِغَيْـرِ اللَّـه مَـذَلَّـة ..
عِبَـارَةٌ تَتَرَدَّدُ علىٰ الألْسِنَةِ بِحُرقَـةٍ وألَـمٍ في
سَاعَـةِ الشِِّدَّةِ وَالضِِّيق ، تَحَسُّبَاً مِـنَ الخَيْبَـةِ
وَالإذْلَال ، عِنْـدَ الوُقُـوف علىٰ أبْوَابِ العِبَـاد
وبَيْـنَ أيَادِيهـمْ ، طَلَبَـاً لِقَضَـاءِ غَـرَضٍ مَـادِِّي
أو مَعنَـوِي ..
وصَـدَقَ الشَّاعِـرُ عِنْـدَمَـا قَـال :
وَإِذَا الشَّـدَائِـدُ أَقْبَـلَـتْ بِجُنُودِهَــا ..
وَالدَّهْـرُ مِـنْ بَـعـدِ المَسَرَّةِ أَوْجَعَـكْ
لَا تَـرْجُ شَـيْئَـاً مِـنْ أَخٍ أَوْ صَاحِـبٍ ..
أَرَأَيْتَ ظِلَّـكَ فِـي الظَّـلَامِ مَشَىٰ مَعَـكْ .؟
وَارْفَـعْ يَـدَيْـكَ إِلَـىٰ السَّمَـاءِ فَفَوْقَهَـا ..
رَبٌّ إِذَا نَـادَيْتَـهُ مَـا ضَيَّعَـكْ
وقَد عَبَّـرَ أحَـدُ الشُّعرَاء في أبْيَاتٍ بَلِيغـة
ورَائِعـة التَّشْبِيه وَالتَّوصِيف عِنْدَمَـا قَـال :
قَسَـا بِـيَ الحُـزْنُ يَـوْمَـاً فَـالْتَجَـأتُ إلىٰ ..
أحِـبَّـةٍ خِلْتُنِـي في لَيْلِهِـمْ شَـمْسَـا
قَالُـوا : مَـنِ الطَّارِقُ المُنْتَابُ .؟ قُلْتُ لَهُـمْ :
أنَـا الَّـذِي كُـنْـتُ فِـي أحـزَانِكُـمْ أُنَْسَـا
قَـالُـوا نَسِـينَـا زَمَـانَ الحُـزْنِ أجْـمَـعَـهُ ..
ومَـا عَـرَفْنَـاكَ فَـارحَـلْ وَالْـعَـنِ الأمْسَـا
سَـقَطْـتُ لَحظَتَهَـا مِـنْ هَـوْلِ مَـا سَـمِعَـتْ ..
أُذْنِـي .؟ ومَـا بُحـتُ لَا جَهْـراً ولَا هَمْسَا .!
فَـرُحْتُ أكْـتُـبُ فَـوْقَ الـرَّمـلِ مُنْكَسِراً :
يَـا لَلْقُلُـوبِ الَّتِي سُـرعَـانَ مَـا تَـنْسَىٰ .؟!
المُنْتَـابُ : الزَّائِـر .
وَبِـالعَـوْدَة إلىٰ بَيـْتِ الشِِّعـر :
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرْحَـاً أنـْتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُؤلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ
فهَـذا البيت الرَّائِع لَـمْ يُعـرَفْ نَسَبـهُ وقَائِلُـهُ
فَمِنْهُمْ مَـنْ نَسَبَـهُ إلىٰ الإمَـام علـي بـن أبـي
طالب رَضِي اللَّـهُ عَنْـهُ ، أو الإمَـام الشَّافِعي
أو المُتَنَبِِّي ، وَهَكَـذا ..؟
وعَلَّـقَ أحَـدُ الأدبَـاء يَقُـول :
جُلّ مَـا قَـد تَجِـدهُ منسوبَـاً لِلإمَـام الشافعي
أو الإمَـام عليّ ، أو المتنبي ، هو غالبَـاً ليس
لأيٍ منهم .؟ لكِـنَّ النَّـاس وحبَّـاً في تعظيم
شَـأن بعـض الأشعـار .. والأقـوال المأثـورة
تَرىٰ أنَّهُمْ يَنْسِبُونَهَـا إلىٰ بَعـضِ الشَّخصِيَّات
العظيمَة الَّتِي يُحِبُّونَها وذات مَكَانَةٍ وَرِفْعَـة
في التاريخ والأدب العربي ..
مَـنْ هـوَ صاحب البَيْت الأصلي إذاً .؟
يجيب الشاعـر : كريـم العـراقي ، وهـوَ مَـنْ
أجَـاز البيت وتَمَّمَـهُ بقصيدة رائعـة ومدوية
تسابقت إلـىٰ نقلهَـا وعرضهَـا .. منابـر فنيَّـة
وإعلامية كثيـرة ..
وقَـد حَسَمَ الجَـدَلَ في نَسَبِ البَيْـتِ عندمَـا
أوضَحَ قِصَّتَهُ القَدِيمَـة مَـع بَيْتِ الشعر هَـذا
فَذَكَرَ وَقَـال :
لي مَع هَذا البيت قصة طويلة وقَـد أحببتُ
أن أسردهَا في القصيدة لكن يبدو أن كثيراً
مِـن النَّـاس مَـع الأسف لَـم ينتبهوا لمطلعهَـا
وقَـد أوضحتهُ ، ولكن لَـمْ يقرؤوهَـا بتمعُّـن
ويضيف الشاعر العراقي :
هَـذا البيت الشعـري يتيم ..؟ وأذكـرهُ منـذ
طفولتي حينمَـا كتبَـهُ أستاذي في المدرسة
علىٰ السبُّورة ، وحفظتهُ وأعجِبْتُ بهِ ، ومعَ
مرور السنوات لَمْ أجِد لَـهُ أصلاً .. ولَا نسبَـاً
وذكرتُـهُ في إحـدىٰ قصائِـدي قديمَـاً .. ثُـمَّ
أحبَبْتُ أن أُكَرِِّمَهُ بَعدَهَا بِقصيدةٍ علىٰ وزنـهِ
وَيَذْكُـرُ أنَّـهُ كتَـبَ أبياتهَـا وهـوَ علىٰ فِـراشِ
المَـرض ..
كلمات القصيدة .. لوحة شعرية تزدان فيهَا
الكلمات ببراعة المحاكاة والتوصيف لمشهد
تراجيدي في واقـع المجتمع المعاش ، ممَّـا
جعـل القصيدة تُلَامسُ القُلُوب ، والقصيدة
لاقت شهـرة واسعة بسبب كلماتها الواقعية
التي تصدمنَـا بحقيقة الحيَـاة الصعبة وهيَ
أنَّ النَّاسَ لَنْ تَنْفَعَكَ بِشيء ، ولَنْ تَقـدِرَ علىٰ
إزَالَةِ حُزنِكَ بَلْ أنْتَ الشَّخص الوَحِيد القَادِر
علىٰ هَـذا بِالثِِّقَةِ بِاللِِّهِ والاسْتِعَانَـة واللُّجُـوء
إليهِ ، لِذَلِكَ كُنْ لِنَفْسِكَ كُلّ شَيْء ، ولا تَشْكُ
حُزْنَـكَ لغيـر اللَّـه تعالـى ..
أنشد الشاعر كريم العراقي ، يقول :
بَـيْـتٌ مِـنَ الشِِّعـرِ أذْهَلَنِـي بِـرَوْعَتِـهِ ..
تَـوَسَّـدَ القَلْـبَ مُـذْ أنْ خَطَّـهُ القَلَـمُ
أضْحىٰ شِـعَـارِي وَحَفَّـزَني لِأُكْـرِمَـهُ ..
عِشْرِينَ بَيْتَـاً لَهَـا مِـنْ مِثْلِـهِ حِكَـمُ
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرحَـاً أنْـتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُـؤْلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ
شَكْـوَاكَ للنَْـاسِ يَـابـْنَ النَّـاسِ مَنْقَصَـةٌ ..
وَمَـنْ مِـنَ النَّـاسِ صَاحٍ مَـا بِـهِ سَقَـمُ .؟
فَـالهَـمُّ كَالسَّيْلِ وَالأمرَاضُ زَاخِـرَةٌ ..
حُمْـرُ الدَّلائِـلِ مَهْمَـا أهْلُهَـا كَتَمُـوا
فَـإنْ شَكَـوْتَ لِمَـنْ طـابَ الزَّمَـانُ لَـهُ ..
عيْنَـاكَ تَغْلِـي .؟ ومَـنْ تَشْكُو لَـهُ صَنَـمُ
وَإنْ شَكَـوْتَ لِمَـنْ شَكْـوَاكَ تُسْعِـدُهُ ..
أضَفْتَ جُـرحَـاً لجُرحِـكَ اسْمُـهُ النَّـدَمُ
هَـلِ المُـوَاسَاةُ يَـوْمَـاً حَـرَّرَتْ وَطَـنَـاً ..
أَمِ التَّعَـازِي بَدِيـلٌ إنْ هَـوَىٰ العَلَـمُ
مَـنْ يَنْـدُبِ الحَـظَّ يُطفِئْ عَيْـنَ هِمَّتِـهُ ..
لَا عَيْـنَ لِلْحَظِِّ إنْ لَـمْ تُبْصِرِ الهِمَـمُ
كَـمْ خَـابَ ظَنِِّـي بِمَـنْ أهْدَيْتُـهُ ثِقَتِـي ..
فَـأجْبَرَتْنِـي عَـلَىٰ هِجْرَانِـهِ التُّهَـمُ
كَـمْ صُرتُ جِسْرَاً لِـمَـنْ أحبَبْتُـهُ فَمَشَىٰ ..
عَـلَىٰ ضُلُوعِـي وكَـمْ زَلَّتْ بِـهِ قَـدَمُ
فَـدَاسَ قَلْبِـي .! وَكَـانَ القَلْـبُ مَنْـزِلَـهُ ..
فَمَـا وَفَـائِـي لِخِـلٍٍّ مَـالَـهُ قِيَـمُ .؟
لَا اليَـأْسُ ثَـوْبِـي وَلَا الأحـزَانُ تَكْسِرُنِـي ..
جُـرحِـي عَـنِيـدٌ بِلَسْـعِ النَّـارِ يَلْتَئِـمُ
اشْـرَبْ دُمُوعَـكَ وَاجْـرَعْ مُـرَّهَـا عَسَلاً ..
يَغْـزُو الشُّمُـوعَ حَـرِيـقٌ وَهـيَ تَبْتَسِمُ
وَالْجِـمْ هُمُومَـكَ وَاسْـرِجْ ظَهْـرَهَـا فَرَسَـاً ..
وَانْهَـضْ كَسَيْـفٍ إذَا الأنْصَالُ تَلْتَحِـمُ
عَـدَالَـةُ الأرضِ مُـذْ خُلِقَـتْ مُـزَيَّفَـةٌ ..
وَالعَـدلُ فِـي الأرضِ لَا عَـدلٌ وَلَا ذِمَــمُ
وَالخَيْـرُ حَـمْـلٌ وَدِيـعٌ طَـيِِّـبٌ قَـلِـقٌ ..
وَالشَّـرُّ ذِئْـبٌ خَبِيثٌ مَـاكِـرٌ نَهِــمُ
كُـلُّ السَّكَـاكِيـنِ صَـوْبَ الشَّـاةِ رَاكِضَـةٌ ..
تُطَمْئِـنُ الذِِّئْـبَ .؟ أنَّ الشَّمْـلَ مُلْتَئِـمُ
كُـنْ ذَا دهَـاءٍ وَكُـنْ لِـصَّـاً بِـغَـيْـرِ يَــدٍ ..
تَـرىٰ المَلَـذَّاتِ تَحـتَ يَـدَيْـكَ تَـزْدَحِـمُ
الْـمَـالُ وَالجَـاهُ تِمْثَـالَانِ مِـنْ ذَهَـبٍ ..
لَـهُـمْ تُصَلِِّـي بِكُـلِِّ لُغَـاتِهَـا الأمَــمُ
وَالأقْـوِيَـاءُ طَـوَاغِيـتٌ فَـرَاعِـنَـةٌ ..
وأكثَـرُ النَّـاسِ تَحتَ عُرُوشِهِـمْ خَــدَمُ
شَكْـوَاكَ شَكْـوَاي يَـا مَـنْ تَكْتَـوِي ألَـمَـاً ..
مَـا سَـالَ دَمـعٌ علىٰ الخَدَّيْـنِ ، سَـالَ دَمُ
وَمِـنْ سِـوَىٰ اللَّـهِ نَـأوِي تَحتَ سُـدرَتِـهِ ..
وَنَسْتَغِيثُ بِـهِ عَـوْنَـاً وَنَعتَصِـمُ
كُـنْ فَيْلَسُوفَـاً تَـرىٰ أنَّ الجميعَ هُنَـا ..
يَتَقَاتَلُـونَ علىٰ عَـدَمٍ .! وَهُـمْ عَــدَمُ .؟!
سَمِـعَ أحَـدُ الشُّعـرَاءِ الشَّكْـوَىٰ ..
فَـاخْتَصَرَ بِعِـدَّةِ أبْيَـاتٍ وَقَـال :
حُـمْـقَـاً .! شَـكَـوْتُ لِـغَـيْـرِ اللَّــهِ أوْجَـاعِي ..
فَلَـمْ تُـلَامِـسْ لَـدَيْهِـمْ غَـيْـرَ أسْمَـاعِ
وَحِيـنَ بُحْـتُ بِـهَـا لِلَّــهِ فِـي ثِـقَــةٍ ..
لَمَسْتُ رَاحَـةَ قَلْبِـي بَيْـنَ أضْلَاعِـي
وَلِوَقْـعِ الشَّكْـوَىٰ صَـدَىٰ مِـنْ بَـعِيـد ..
بِـنُصحِ الإمَام الشَّافعي كَبـَردٍ وَقَـرٍٍّ
عَـلَىٰ حَـرِِّ الضِِّيـقِ وَالألَـمِ بِقَـوْلِــهِ :
يَـا صَاحِـبَ الْـهَـمِِّ إنَّ الْـهَـمَّ مُنْفَـرِجٌ ..
أَبْشِـرْ بِخَيْـرٍ فَـإنَّ الفَـارِجَ اللَّـهُ
اليَـأسُ يَـقْـطَـعُ أحـيَـانَـاً بِصَـاحِـبِـهِ ..
لَا تَيْـأسَـنَّ فَـإنَّ الكَـافِـيَ اللَّـهُ
اللَّـهُ يُحْـدِثُ بَـعـدَ العُسْـرِ مَيْسَرَةً ..
لَا تَجْزَعَـنَّ فَـإنَّ القَـاسِـمَ اللَّـهُ
إذَا بُـلِيـتَ فَثِـقْ بِـاللَّـهِ ، وَارْضَ بِـهِ ..
إنَّ الَّـذِي يَكْشِـفُ البَلْـوَىٰ هُـوَ اللَّـهُ
وَاللَّـهِ مَـا لَـكَ غَيْـرُ اللَّـهِ مِـنْ أحَـدٍ ..
فَحَسْبُـكَ اللَّـهُ فِـي كُـلٍٍّ لَـكَ اللَّـهُ
# ؛ ?????? ؛ #
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرحَـاً أنْـتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُـؤلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ .؟!
الشَّكْوَىٰ لِغَيْـرِ اللَّـه مَـذَلَّـة ..
عِبَـارَةٌ تَتَرَدَّدُ علىٰ الألْسِنَةِ بِحُرقَـةٍ وألَـمٍ في
سَاعَـةِ الشِِّدَّةِ وَالضِِّيق ، تَحَسُّبَاً مِـنَ الخَيْبَـةِ
وَالإذْلَال ، عِنْـدَ الوُقُـوف علىٰ أبْوَابِ العِبَـاد
وبَيْـنَ أيَادِيهـمْ ، طَلَبَـاً لِقَضَـاءِ غَـرَضٍ مَـادِِّي
أو مَعنَـوِي ..
وصَـدَقَ الشَّاعِـرُ عِنْـدَمَـا قَـال :
وَإِذَا الشَّـدَائِـدُ أَقْبَـلَـتْ بِجُنُودِهَــا ..
وَالدَّهْـرُ مِـنْ بَـعـدِ المَسَرَّةِ أَوْجَعَـكْ
لَا تَـرْجُ شَـيْئَـاً مِـنْ أَخٍ أَوْ صَاحِـبٍ ..
أَرَأَيْتَ ظِلَّـكَ فِـي الظَّـلَامِ مَشَىٰ مَعَـكْ .؟
وَارْفَـعْ يَـدَيْـكَ إِلَـىٰ السَّمَـاءِ فَفَوْقَهَـا ..
رَبٌّ إِذَا نَـادَيْتَـهُ مَـا ضَيَّعَـكْ
وقَد عَبَّـرَ أحَـدُ الشُّعرَاء في أبْيَاتٍ بَلِيغـة
ورَائِعـة التَّشْبِيه وَالتَّوصِيف عِنْدَمَـا قَـال :
قَسَـا بِـيَ الحُـزْنُ يَـوْمَـاً فَـالْتَجَـأتُ إلىٰ ..
أحِـبَّـةٍ خِلْتُنِـي في لَيْلِهِـمْ شَـمْسَـا
قَالُـوا : مَـنِ الطَّارِقُ المُنْتَابُ .؟ قُلْتُ لَهُـمْ :
أنَـا الَّـذِي كُـنْـتُ فِـي أحـزَانِكُـمْ أُنَْسَـا
قَـالُـوا نَسِـينَـا زَمَـانَ الحُـزْنِ أجْـمَـعَـهُ ..
ومَـا عَـرَفْنَـاكَ فَـارحَـلْ وَالْـعَـنِ الأمْسَـا
سَـقَطْـتُ لَحظَتَهَـا مِـنْ هَـوْلِ مَـا سَـمِعَـتْ ..
أُذْنِـي .؟ ومَـا بُحـتُ لَا جَهْـراً ولَا هَمْسَا .!
فَـرُحْتُ أكْـتُـبُ فَـوْقَ الـرَّمـلِ مُنْكَسِراً :
يَـا لَلْقُلُـوبِ الَّتِي سُـرعَـانَ مَـا تَـنْسَىٰ .؟!
المُنْتَـابُ : الزَّائِـر .
وَبِـالعَـوْدَة إلىٰ بَيـْتِ الشِِّعـر :
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرْحَـاً أنـْتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُؤلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ
فهَـذا البيت الرَّائِع لَـمْ يُعـرَفْ نَسَبـهُ وقَائِلُـهُ
فَمِنْهُمْ مَـنْ نَسَبَـهُ إلىٰ الإمَـام علـي بـن أبـي
طالب رَضِي اللَّـهُ عَنْـهُ ، أو الإمَـام الشَّافِعي
أو المُتَنَبِِّي ، وَهَكَـذا ..؟
وعَلَّـقَ أحَـدُ الأدبَـاء يَقُـول :
جُلّ مَـا قَـد تَجِـدهُ منسوبَـاً لِلإمَـام الشافعي
أو الإمَـام عليّ ، أو المتنبي ، هو غالبَـاً ليس
لأيٍ منهم .؟ لكِـنَّ النَّـاس وحبَّـاً في تعظيم
شَـأن بعـض الأشعـار .. والأقـوال المأثـورة
تَرىٰ أنَّهُمْ يَنْسِبُونَهَـا إلىٰ بَعـضِ الشَّخصِيَّات
العظيمَة الَّتِي يُحِبُّونَها وذات مَكَانَةٍ وَرِفْعَـة
في التاريخ والأدب العربي ..
مَـنْ هـوَ صاحب البَيْت الأصلي إذاً .؟
يجيب الشاعـر : كريـم العـراقي ، وهـوَ مَـنْ
أجَـاز البيت وتَمَّمَـهُ بقصيدة رائعـة ومدوية
تسابقت إلـىٰ نقلهَـا وعرضهَـا .. منابـر فنيَّـة
وإعلامية كثيـرة ..
وقَـد حَسَمَ الجَـدَلَ في نَسَبِ البَيْـتِ عندمَـا
أوضَحَ قِصَّتَهُ القَدِيمَـة مَـع بَيْتِ الشعر هَـذا
فَذَكَرَ وَقَـال :
لي مَع هَذا البيت قصة طويلة وقَـد أحببتُ
أن أسردهَا في القصيدة لكن يبدو أن كثيراً
مِـن النَّـاس مَـع الأسف لَـم ينتبهوا لمطلعهَـا
وقَـد أوضحتهُ ، ولكن لَـمْ يقرؤوهَـا بتمعُّـن
ويضيف الشاعر العراقي :
هَـذا البيت الشعـري يتيم ..؟ وأذكـرهُ منـذ
طفولتي حينمَـا كتبَـهُ أستاذي في المدرسة
علىٰ السبُّورة ، وحفظتهُ وأعجِبْتُ بهِ ، ومعَ
مرور السنوات لَمْ أجِد لَـهُ أصلاً .. ولَا نسبَـاً
وذكرتُـهُ في إحـدىٰ قصائِـدي قديمَـاً .. ثُـمَّ
أحبَبْتُ أن أُكَرِِّمَهُ بَعدَهَا بِقصيدةٍ علىٰ وزنـهِ
وَيَذْكُـرُ أنَّـهُ كتَـبَ أبياتهَـا وهـوَ علىٰ فِـراشِ
المَـرض ..
كلمات القصيدة .. لوحة شعرية تزدان فيهَا
الكلمات ببراعة المحاكاة والتوصيف لمشهد
تراجيدي في واقـع المجتمع المعاش ، ممَّـا
جعـل القصيدة تُلَامسُ القُلُوب ، والقصيدة
لاقت شهـرة واسعة بسبب كلماتها الواقعية
التي تصدمنَـا بحقيقة الحيَـاة الصعبة وهيَ
أنَّ النَّاسَ لَنْ تَنْفَعَكَ بِشيء ، ولَنْ تَقـدِرَ علىٰ
إزَالَةِ حُزنِكَ بَلْ أنْتَ الشَّخص الوَحِيد القَادِر
علىٰ هَـذا بِالثِِّقَةِ بِاللِِّهِ والاسْتِعَانَـة واللُّجُـوء
إليهِ ، لِذَلِكَ كُنْ لِنَفْسِكَ كُلّ شَيْء ، ولا تَشْكُ
حُزْنَـكَ لغيـر اللَّـه تعالـى ..
أنشد الشاعر كريم العراقي ، يقول :
بَـيْـتٌ مِـنَ الشِِّعـرِ أذْهَلَنِـي بِـرَوْعَتِـهِ ..
تَـوَسَّـدَ القَلْـبَ مُـذْ أنْ خَطَّـهُ القَلَـمُ
أضْحىٰ شِـعَـارِي وَحَفَّـزَني لِأُكْـرِمَـهُ ..
عِشْرِينَ بَيْتَـاً لَهَـا مِـنْ مِثْلِـهِ حِكَـمُ
لَا تَشْـكُ لِلنَّـاسِ جُـرحَـاً أنْـتَ صَاحِبُـهُ ..
لَا يُـؤْلِـمُ الجُـرحُ إلَّا مَـنْ بِـهِ ألَــمُ
شَكْـوَاكَ للنَْـاسِ يَـابـْنَ النَّـاسِ مَنْقَصَـةٌ ..
وَمَـنْ مِـنَ النَّـاسِ صَاحٍ مَـا بِـهِ سَقَـمُ .؟
فَـالهَـمُّ كَالسَّيْلِ وَالأمرَاضُ زَاخِـرَةٌ ..
حُمْـرُ الدَّلائِـلِ مَهْمَـا أهْلُهَـا كَتَمُـوا
فَـإنْ شَكَـوْتَ لِمَـنْ طـابَ الزَّمَـانُ لَـهُ ..
عيْنَـاكَ تَغْلِـي .؟ ومَـنْ تَشْكُو لَـهُ صَنَـمُ
وَإنْ شَكَـوْتَ لِمَـنْ شَكْـوَاكَ تُسْعِـدُهُ ..
أضَفْتَ جُـرحَـاً لجُرحِـكَ اسْمُـهُ النَّـدَمُ
هَـلِ المُـوَاسَاةُ يَـوْمَـاً حَـرَّرَتْ وَطَـنَـاً ..
أَمِ التَّعَـازِي بَدِيـلٌ إنْ هَـوَىٰ العَلَـمُ
مَـنْ يَنْـدُبِ الحَـظَّ يُطفِئْ عَيْـنَ هِمَّتِـهُ ..
لَا عَيْـنَ لِلْحَظِِّ إنْ لَـمْ تُبْصِرِ الهِمَـمُ
كَـمْ خَـابَ ظَنِِّـي بِمَـنْ أهْدَيْتُـهُ ثِقَتِـي ..
فَـأجْبَرَتْنِـي عَـلَىٰ هِجْرَانِـهِ التُّهَـمُ
كَـمْ صُرتُ جِسْرَاً لِـمَـنْ أحبَبْتُـهُ فَمَشَىٰ ..
عَـلَىٰ ضُلُوعِـي وكَـمْ زَلَّتْ بِـهِ قَـدَمُ
فَـدَاسَ قَلْبِـي .! وَكَـانَ القَلْـبُ مَنْـزِلَـهُ ..
فَمَـا وَفَـائِـي لِخِـلٍٍّ مَـالَـهُ قِيَـمُ .؟
لَا اليَـأْسُ ثَـوْبِـي وَلَا الأحـزَانُ تَكْسِرُنِـي ..
جُـرحِـي عَـنِيـدٌ بِلَسْـعِ النَّـارِ يَلْتَئِـمُ
اشْـرَبْ دُمُوعَـكَ وَاجْـرَعْ مُـرَّهَـا عَسَلاً ..
يَغْـزُو الشُّمُـوعَ حَـرِيـقٌ وَهـيَ تَبْتَسِمُ
وَالْجِـمْ هُمُومَـكَ وَاسْـرِجْ ظَهْـرَهَـا فَرَسَـاً ..
وَانْهَـضْ كَسَيْـفٍ إذَا الأنْصَالُ تَلْتَحِـمُ
عَـدَالَـةُ الأرضِ مُـذْ خُلِقَـتْ مُـزَيَّفَـةٌ ..
وَالعَـدلُ فِـي الأرضِ لَا عَـدلٌ وَلَا ذِمَــمُ
وَالخَيْـرُ حَـمْـلٌ وَدِيـعٌ طَـيِِّـبٌ قَـلِـقٌ ..
وَالشَّـرُّ ذِئْـبٌ خَبِيثٌ مَـاكِـرٌ نَهِــمُ
كُـلُّ السَّكَـاكِيـنِ صَـوْبَ الشَّـاةِ رَاكِضَـةٌ ..
تُطَمْئِـنُ الذِِّئْـبَ .؟ أنَّ الشَّمْـلَ مُلْتَئِـمُ
كُـنْ ذَا دهَـاءٍ وَكُـنْ لِـصَّـاً بِـغَـيْـرِ يَــدٍ ..
تَـرىٰ المَلَـذَّاتِ تَحـتَ يَـدَيْـكَ تَـزْدَحِـمُ
الْـمَـالُ وَالجَـاهُ تِمْثَـالَانِ مِـنْ ذَهَـبٍ ..
لَـهُـمْ تُصَلِِّـي بِكُـلِِّ لُغَـاتِهَـا الأمَــمُ
وَالأقْـوِيَـاءُ طَـوَاغِيـتٌ فَـرَاعِـنَـةٌ ..
وأكثَـرُ النَّـاسِ تَحتَ عُرُوشِهِـمْ خَــدَمُ
شَكْـوَاكَ شَكْـوَاي يَـا مَـنْ تَكْتَـوِي ألَـمَـاً ..
مَـا سَـالَ دَمـعٌ علىٰ الخَدَّيْـنِ ، سَـالَ دَمُ
وَمِـنْ سِـوَىٰ اللَّـهِ نَـأوِي تَحتَ سُـدرَتِـهِ ..
وَنَسْتَغِيثُ بِـهِ عَـوْنَـاً وَنَعتَصِـمُ
كُـنْ فَيْلَسُوفَـاً تَـرىٰ أنَّ الجميعَ هُنَـا ..
يَتَقَاتَلُـونَ علىٰ عَـدَمٍ .! وَهُـمْ عَــدَمُ .؟!
سَمِـعَ أحَـدُ الشُّعـرَاءِ الشَّكْـوَىٰ ..
فَـاخْتَصَرَ بِعِـدَّةِ أبْيَـاتٍ وَقَـال :
حُـمْـقَـاً .! شَـكَـوْتُ لِـغَـيْـرِ اللَّــهِ أوْجَـاعِي ..
فَلَـمْ تُـلَامِـسْ لَـدَيْهِـمْ غَـيْـرَ أسْمَـاعِ
وَحِيـنَ بُحْـتُ بِـهَـا لِلَّــهِ فِـي ثِـقَــةٍ ..
لَمَسْتُ رَاحَـةَ قَلْبِـي بَيْـنَ أضْلَاعِـي
وَلِوَقْـعِ الشَّكْـوَىٰ صَـدَىٰ مِـنْ بَـعِيـد ..
بِـنُصحِ الإمَام الشَّافعي كَبـَردٍ وَقَـرٍٍّ
عَـلَىٰ حَـرِِّ الضِِّيـقِ وَالألَـمِ بِقَـوْلِــهِ :
يَـا صَاحِـبَ الْـهَـمِِّ إنَّ الْـهَـمَّ مُنْفَـرِجٌ ..
أَبْشِـرْ بِخَيْـرٍ فَـإنَّ الفَـارِجَ اللَّـهُ
اليَـأسُ يَـقْـطَـعُ أحـيَـانَـاً بِصَـاحِـبِـهِ ..
لَا تَيْـأسَـنَّ فَـإنَّ الكَـافِـيَ اللَّـهُ
اللَّـهُ يُحْـدِثُ بَـعـدَ العُسْـرِ مَيْسَرَةً ..
لَا تَجْزَعَـنَّ فَـإنَّ القَـاسِـمَ اللَّـهُ
إذَا بُـلِيـتَ فَثِـقْ بِـاللَّـهِ ، وَارْضَ بِـهِ ..
إنَّ الَّـذِي يَكْشِـفُ البَلْـوَىٰ هُـوَ اللَّـهُ
وَاللَّـهِ مَـا لَـكَ غَيْـرُ اللَّـهِ مِـنْ أحَـدٍ ..
فَحَسْبُـكَ اللَّـهُ فِـي كُـلٍٍّ لَـكَ اللَّـهُ
# ؛ ?????? ؛ #