ناصر سماري :
سيكولوجية الأملاء لأفضية متجاورة - فاروق سلوم
يواجه الرسام اشكالية السطوح بأعتبارها تحديا بصريا ، ومغامرة ابداعية ازاء مشروع اللوحة في سيرة اليوميات التي يعيشها وهي مشحونة بالخوف وحذر البدايات ونهاياتها بأزاء اللوحة .
وفي احيان كثيرة تبدو خامة اللوحة كبيئة من اوهام المتضادّات المتوازية بصريا بشكل يخلخل الرؤية وحركة اليد عند بدء الرسام مشروع لوحته . ولكن يبدوهذا التحدي اكثر المصادفات اثارة لدى الرسام ناصر سماري الذي تمتليء بصيرته بكل التقاطات ذاكرته من متوازيات بيئته ومهملات ثقافته وهمومه الداخليه عندما يقترب من مخمل لوحته ليقيم سرديته الخاصة .
ويبدو الرسام ناصر سماري ، بين انشغالاته الأكاديمية وبين الرسم اكثر اتصالا بذاكرته ووجدانه المنحاز للرسم كطريقة للتأمل واعادة ابتكار الحياة بصريا في كل يوم . انه مشغول بتفاصيل بيئته التي تحتمل النقد واعادة الخلق والتقويم ، لذلك يلتقط مفردات مرآته البصرية موادا تفصيلية من مهملات بيئته كمرموزات واشارات تفكك محنة وجودنا الغريب وتعيد صياغة نصوصها وموادها وعناصرها لديه .
انه يدخل مخزونه اليومي في دفاتر الوعي الواقعي اولا ثم ينسبها الى متراكم اللاوعي من الأستبصار والتأمل والرؤية الخلاقة . وبقدر مايبدو فيه النص التشكيلي للرسام ناصر سماري مبهما ومتحديا ومطِلقا افضية لوحته ، لكنه يعكس تناغم الرسام الذاتي مع عروضه واشتغالته التي تنحاز بكل تفصيل نحو ابداع اللوحة و الى صورة الأنسان اليوم في واقع ضاغط ومستلب يعّرض جوهر المجتمع الى محنة وجود ، وهو ما يشكل سؤال الرسام ومادة اشتغالاته ورسالته التعبيرية .
هل يبدو الرسم هو كل شيء عند ناصر سماري ، نعم تلك اجابة قاطعة من خلال ما تعرضه لوحاته . فهو مشغول برهانات التأويل في تجريداته وسطوحه وافضيته ، وهو من جهة اخرى يبدو عسيرا على الفهم عند من يبحث عن لحظة الأنتشاء في اللوحة . واستطيع ان اقارب لحظة الأنتشاء تلك بلحظة الأستصفاق الصوتي عند متلقي الشعر اليومي . ان ناصر سماري رسام مهموم ومعتزل لكل عادي وسائد في تلك الأجراءات السطحية للثقافة العادية اليومية ، بقدر ماهو مشغول ببلوغ الرسم حالة ان يكون مصدرا للحياة والطاقة ومصدرا للمعرفة . ان اعماله التشكيلية المليئة بالأفضية في مراحل سابقة تمنحنا رؤية للأضافات البصرية التي اختارها في معالجة السطح لديه من خلال الرمزيات والحروفيات المبهمة وربما الأشكال التجريدية التي تمنحنا متجاورات قابلة للتأويل بحيث تبدو لوحاته الأخيرة مثلا وهي تبتكر جماليات المهمل والمجتزأ والمتشظي الواقعي ليحولها الى "افضية"جمالية معرفية تختصر سيرة بيئته التي يتأملها بعين عقله ورؤيته وحلمه ايضا.
انه ينتقي اشكالا مفككة ومحرفة لتشغل سطوح لوحاته كي تُصبح افضية الأنشاء الجمالي لديه ، حيث تصب فيها مرجعياته المعرفية وخزين ذاكرته ونقدياته ازاء تلك التضادات الفكرية في الدلالات الموحية للسائد اجتماعيا وفكريا ا وعلى مستوى المقدس والمابعد! .
انه مشغول بفكرة التماهي مع فنه ومادة فنه في ذهول وشغف متابعة سحرية طوال يومه وعبر مقياسه الزمني في العمل والحياة لبلوغ لحظة التطابق الوجودي بينه وبين فنه ورسائله الغنية بالمعنى كرسام حداثي يهمه الوعي اولا ثم انشاء صورة الحياة التي تشكل الحلم القادم و المستقبلي .
انه يحمّل الوانه وتقنيته المفردة معاني وجوديه وهي تكتسح افضيته الواسعة من اجل بلوغ المعنى. وربما في الفن الكثير من الأرتجالات ولكن لدى ناصر سماري شغف جدي بمهمته وحرفته اولا ، ثم بمهمته لبلوغ ذلك المعنى الأيحائي التنويري للوحة . انه يترصد الواقع عبر منظوره وعزلاته ، اذ ان عزلاته مؤثثة بالهم الوجودي وبتفاصيل البيئة واحلام الناس وثقافتهم. وحتى وهو في اقصى عزلاته ويأسه لاينفك يمارس اركيولوجيا البحث في مادة الحياة النهرينية ان عبر ذاكرته او عبر شهاداته اليوميه ليبلغ جوهر الضوء المعرفي وجوهر تلك الغنوصية الفلسفية التي تربط المعارف وتقومها او تعرضها كمادة جمالية ولونية تتقصى الجدل والمعرفة وقبول الجمال ذاته برغم كل قسوة او تشظٍ تمثلهما فضاعة الحياة اليومية وغرائبيتها وصعوباتها .
وجدت الفنان ناصر سماري في اعماله ومعارضه والمشاركات الكثيرة ، كصوت فني جمالي بصفته ملونا باهرا وجامع لُقى ومهملات وبقايا ، وعناوين ، وتدوينات واحاجي وتداعيات فكرية وصوتية وبصرية يحولها الى مادة ابداعية موحية . وبقدر ماتبدو تلك المفردات عارية وعنيفة ، الا انه يسعى في لوحاته الى تقديم صورته الخاصة عن موضوعاته حول المرارة وكابوسية اليوميات وبؤس الحياة وامكانيات الحلم والأمل ، بشكل تتحول فيه تلك المتضادات الى جدليه موحيه عبر اسلوبية متجددة ومن خلال تقنية تضيء المعنى وتكرّس العمل الفني كذاكرة جدلية ونقدية وجمالية .
إضاءات تشكيلية – فاروق سلوم
سيكولوجية الأملاء لأفضية متجاورة - فاروق سلوم
يواجه الرسام اشكالية السطوح بأعتبارها تحديا بصريا ، ومغامرة ابداعية ازاء مشروع اللوحة في سيرة اليوميات التي يعيشها وهي مشحونة بالخوف وحذر البدايات ونهاياتها بأزاء اللوحة .
وفي احيان كثيرة تبدو خامة اللوحة كبيئة من اوهام المتضادّات المتوازية بصريا بشكل يخلخل الرؤية وحركة اليد عند بدء الرسام مشروع لوحته . ولكن يبدوهذا التحدي اكثر المصادفات اثارة لدى الرسام ناصر سماري الذي تمتليء بصيرته بكل التقاطات ذاكرته من متوازيات بيئته ومهملات ثقافته وهمومه الداخليه عندما يقترب من مخمل لوحته ليقيم سرديته الخاصة .
ويبدو الرسام ناصر سماري ، بين انشغالاته الأكاديمية وبين الرسم اكثر اتصالا بذاكرته ووجدانه المنحاز للرسم كطريقة للتأمل واعادة ابتكار الحياة بصريا في كل يوم . انه مشغول بتفاصيل بيئته التي تحتمل النقد واعادة الخلق والتقويم ، لذلك يلتقط مفردات مرآته البصرية موادا تفصيلية من مهملات بيئته كمرموزات واشارات تفكك محنة وجودنا الغريب وتعيد صياغة نصوصها وموادها وعناصرها لديه .
انه يدخل مخزونه اليومي في دفاتر الوعي الواقعي اولا ثم ينسبها الى متراكم اللاوعي من الأستبصار والتأمل والرؤية الخلاقة . وبقدر مايبدو فيه النص التشكيلي للرسام ناصر سماري مبهما ومتحديا ومطِلقا افضية لوحته ، لكنه يعكس تناغم الرسام الذاتي مع عروضه واشتغالته التي تنحاز بكل تفصيل نحو ابداع اللوحة و الى صورة الأنسان اليوم في واقع ضاغط ومستلب يعّرض جوهر المجتمع الى محنة وجود ، وهو ما يشكل سؤال الرسام ومادة اشتغالاته ورسالته التعبيرية .
هل يبدو الرسم هو كل شيء عند ناصر سماري ، نعم تلك اجابة قاطعة من خلال ما تعرضه لوحاته . فهو مشغول برهانات التأويل في تجريداته وسطوحه وافضيته ، وهو من جهة اخرى يبدو عسيرا على الفهم عند من يبحث عن لحظة الأنتشاء في اللوحة . واستطيع ان اقارب لحظة الأنتشاء تلك بلحظة الأستصفاق الصوتي عند متلقي الشعر اليومي . ان ناصر سماري رسام مهموم ومعتزل لكل عادي وسائد في تلك الأجراءات السطحية للثقافة العادية اليومية ، بقدر ماهو مشغول ببلوغ الرسم حالة ان يكون مصدرا للحياة والطاقة ومصدرا للمعرفة . ان اعماله التشكيلية المليئة بالأفضية في مراحل سابقة تمنحنا رؤية للأضافات البصرية التي اختارها في معالجة السطح لديه من خلال الرمزيات والحروفيات المبهمة وربما الأشكال التجريدية التي تمنحنا متجاورات قابلة للتأويل بحيث تبدو لوحاته الأخيرة مثلا وهي تبتكر جماليات المهمل والمجتزأ والمتشظي الواقعي ليحولها الى "افضية"جمالية معرفية تختصر سيرة بيئته التي يتأملها بعين عقله ورؤيته وحلمه ايضا.
انه ينتقي اشكالا مفككة ومحرفة لتشغل سطوح لوحاته كي تُصبح افضية الأنشاء الجمالي لديه ، حيث تصب فيها مرجعياته المعرفية وخزين ذاكرته ونقدياته ازاء تلك التضادات الفكرية في الدلالات الموحية للسائد اجتماعيا وفكريا ا وعلى مستوى المقدس والمابعد! .
انه مشغول بفكرة التماهي مع فنه ومادة فنه في ذهول وشغف متابعة سحرية طوال يومه وعبر مقياسه الزمني في العمل والحياة لبلوغ لحظة التطابق الوجودي بينه وبين فنه ورسائله الغنية بالمعنى كرسام حداثي يهمه الوعي اولا ثم انشاء صورة الحياة التي تشكل الحلم القادم و المستقبلي .
انه يحمّل الوانه وتقنيته المفردة معاني وجوديه وهي تكتسح افضيته الواسعة من اجل بلوغ المعنى. وربما في الفن الكثير من الأرتجالات ولكن لدى ناصر سماري شغف جدي بمهمته وحرفته اولا ، ثم بمهمته لبلوغ ذلك المعنى الأيحائي التنويري للوحة . انه يترصد الواقع عبر منظوره وعزلاته ، اذ ان عزلاته مؤثثة بالهم الوجودي وبتفاصيل البيئة واحلام الناس وثقافتهم. وحتى وهو في اقصى عزلاته ويأسه لاينفك يمارس اركيولوجيا البحث في مادة الحياة النهرينية ان عبر ذاكرته او عبر شهاداته اليوميه ليبلغ جوهر الضوء المعرفي وجوهر تلك الغنوصية الفلسفية التي تربط المعارف وتقومها او تعرضها كمادة جمالية ولونية تتقصى الجدل والمعرفة وقبول الجمال ذاته برغم كل قسوة او تشظٍ تمثلهما فضاعة الحياة اليومية وغرائبيتها وصعوباتها .
وجدت الفنان ناصر سماري في اعماله ومعارضه والمشاركات الكثيرة ، كصوت فني جمالي بصفته ملونا باهرا وجامع لُقى ومهملات وبقايا ، وعناوين ، وتدوينات واحاجي وتداعيات فكرية وصوتية وبصرية يحولها الى مادة ابداعية موحية . وبقدر ماتبدو تلك المفردات عارية وعنيفة ، الا انه يسعى في لوحاته الى تقديم صورته الخاصة عن موضوعاته حول المرارة وكابوسية اليوميات وبؤس الحياة وامكانيات الحلم والأمل ، بشكل تتحول فيه تلك المتضادات الى جدليه موحيه عبر اسلوبية متجددة ومن خلال تقنية تضيء المعنى وتكرّس العمل الفني كذاكرة جدلية ونقدية وجمالية .
إضاءات تشكيلية – فاروق سلوم