أما
الرواية، فأكتبها لمتعتي الشخصية. يمكنكِ اعتبارها ((تسلية أيام الآحاد)». خضتُ غمارها من دون أن أتخيّل أن لها أي علاقة بكتاباتي البحثية والنقدية، ثم أدركتُ أنها تشكل في معنى ما استمراراً لما سبق، وأنها الملعب الذي أطبّق فيه نظرياتي المختلفة. إذاً، هناك في شكل ما نمط سير منطقي ومتماسك في حياتي.
أما الاجابة الفلسفية، فقد أعطاني إياها مسبقا أحد اساتذتي عندما كنتُ فتيا، إذ قال لي يوما: ((إعرفْ يا امبرتو أننا نولد وفي رأسنا فكرة واحدة، وأننا نعيش كل حياتنا ساعين وراء تلك الفكرة بالذات». أذكر أني اعتقدتُ يومذاك أن استاذي هذا في غاية الرجعية، لإلغائه
كل احتمالات التغيير لدى الإنسان. لكني إذ رحتُ أنضج، اكتشفتُ أنه على حق، وأني طوال حياتي لم أسعَ إلا وراء فكرة واحدة فقط لا غير: المشكلة هي أني لم اعرف بعد ما هي تلك الفكرة! (يضحك). لكني متفائل وآمل في اكتشافها قبل موتي.
جمانة حداد، صحبة لصوص النار، حوارات مع كتَّاب عالميين، دار النهار، ط1، 2006، ص 20
الرواية، فأكتبها لمتعتي الشخصية. يمكنكِ اعتبارها ((تسلية أيام الآحاد)». خضتُ غمارها من دون أن أتخيّل أن لها أي علاقة بكتاباتي البحثية والنقدية، ثم أدركتُ أنها تشكل في معنى ما استمراراً لما سبق، وأنها الملعب الذي أطبّق فيه نظرياتي المختلفة. إذاً، هناك في شكل ما نمط سير منطقي ومتماسك في حياتي.
أما الاجابة الفلسفية، فقد أعطاني إياها مسبقا أحد اساتذتي عندما كنتُ فتيا، إذ قال لي يوما: ((إعرفْ يا امبرتو أننا نولد وفي رأسنا فكرة واحدة، وأننا نعيش كل حياتنا ساعين وراء تلك الفكرة بالذات». أذكر أني اعتقدتُ يومذاك أن استاذي هذا في غاية الرجعية، لإلغائه
كل احتمالات التغيير لدى الإنسان. لكني إذ رحتُ أنضج، اكتشفتُ أنه على حق، وأني طوال حياتي لم أسعَ إلا وراء فكرة واحدة فقط لا غير: المشكلة هي أني لم اعرف بعد ما هي تلك الفكرة! (يضحك). لكني متفائل وآمل في اكتشافها قبل موتي.
جمانة حداد، صحبة لصوص النار، حوارات مع كتَّاب عالميين، دار النهار، ط1، 2006، ص 20