مراجعة رواية "لوليتا" للكاتب الروسي الكبير "فلاديمير نابوكوف".

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراجعة رواية "لوليتا" للكاتب الروسي الكبير "فلاديمير نابوكوف".

    ?️?️ مراجعة رواية "لوليتا" للكاتب الروسي الكبير "فلاديمير نابوكوف". ⛔? (يُرجى النصح الأسري).

    من يشرع بقراءة رواية "لوليتا" فليدرك أنه يقرأ عملاً روائيّاً يحوز المركز الرابع في قائمةٍ أعظم مئة عملٍ روائي شهده العالم (بحسب دراسة أجمعت عليها دور نشر عالمية ونشرتها مجلتي تايم ولوموند عام 2018).

    يطول الحديث حول هذه الرواية، وربّما أُشبِعت بالنقد والتحليل منذ صدورها الأول عام 1955؛ لذا سأكتفي بأن أشارككم حولها النقاط الآتية:

    تحكي الرواية -باختصارٍ مُجحفٍ بحقّها- مجمل حياة "هامبرت" وهو رجلٌ يعاني من فرط الشبق الجنسي تجاه الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 9 و 14 عام. ولأجل أن يحظى بحبّ إحداهن ومجالستها يبذل كل ما يملك ويعرّض نفسه للمهالك والفضائح!.

    يلتقي "هامبرت" بلوليتا، وهي فتاة صغيرة بارعة الجمال وحادة الذكاء، فيندلق لعابه أمام حسنها الأخّاذ وشبابها البكر فلا يجد بُدّاً من البقاء بالقرب منها؛ ووسيلته إلى ذلك الزواج من أمها وهذا ما تيسّر له.

    يستغلّ "هامبرت" لحظاتٍ هاربةٍ من وعي الصغيرة ليلمسها بحركاتٍ اعتباطيّة، ويشمّ عبق أريج جسمها الفوّاح، ثمّ يكتب مذكراته حول هذه اللحظات التي يراها خالدة، ولاينسى أن يدوّن كرهه لزوجته التي ما تزوجها إلا حبّاً بابنتها، وهيجاناً فوّاراً تجاه هذه الفتاة ورغبةً ملحّةً لملاحظتها وملامستها!.

    تبدأ العقدة والحبكة الرائعة عندما تطّلع الزوجة على هذه المذكرات وتعرف مرامي زوجها وأهدافه وأحلامه، وهنا يبرع الكاتب براعةً شهد له بها التاريخ الأدبي، وهي أنّه راوغنا مراوغة أدبية/نفسيةً/ أخلاقية رفع بها روايته من مجرّد رواية شبقيّة عبثيّة إلى رواية حسراتٍ وأمراضٍ نفسية تتربّع في النفوس البشرية الآثمة، وأوجزها لكم بالأسئلة التي سيطرحها كل قارئٍ على نفسه خلال القراءة، وهي ما يلي:

    - بعد اطلاعها على المذكرات؛ هل ستنتقم الزوجة من هامبرت؟ أم تكتفي بطلب الطلاق؟
    - هل ستضحّي بحبها له صوناً لابنتها، أم ستضحّي بابنتها صوناً لبقاء زوجها/ حبيبها معها؟
    - هل ستخبر ابنتها بالأفكار التي تراود زوج أمها حولها، وتحاول إبعادها عنه؟
    - هل تتحمّل لوليتا -رغم حداثة سنّها- بعض المسؤولية لأنّها زادت غنجها ودلالها أمام زوج أمّها بعدما عرفت هيامه بها، رغبةً منها في إثبات أنوثتها البضّة والتفاخر بها!!
    - لماذا سيجد القرّاء أنفسهم متورّطين بالتعاطف مع "هامبرت" رغم خسّة أخلاقه، وطباعه الدنيئة؟!. سيحصل ذلك خاصةً في فصول الرواية الأخيرة.

    إذاً، أجوبة الأسئلة السابقة ستضع القارئ النبيه أمام تساؤلاتٍ تمسّ النزاهة والأخلاق وكلّ الموضوعات المعقّدة والحسّاسة التي تتعلق بالرغبة، والهَوَس، والخطوط الأخلاقية المتداخلة. وأكثر من هذا؛ سيراجع القارئ نفسه وسيبحث عن الأسلوب الداهية واللغة الآسرة التي استخدمها الكاتب حتى نجح في إقحام القارئ بجريمة التعاطف مع المتحرّش.

    حريٌّ أن نذكر أنّ الكاتب "فلاديمير نابوكوف" أمريكي الجنسيّة من أصولٍ روسيّة، وقد كتب روايته بالإنجليزية أولاً ثمّ ترجمها بنفسه إلى لغته الأم الروسيّة حرصاً منه على تبليغ رسالته من الرواية على أكمل وجه، وخشية عبث المترجمين باللغة العالية التي كتب بها الرواية، كما تجدر الإشادة بترجمة عبقريّ الترجمة الخبير "خالد الجبيلي" الذي نقل الرواية إلى اللسان العربي بحرفيّةٍ عالية.

    ☆ إحدى أبرز فضائل المراجعات الأدبية هي أنها تجعل الآباء أو المربّين على درايةٍ بمحتوى الكتاب قبل السماح لأطفالهم بقراءته. لاشك أنّ رواية "لوليتا" توفّر تجربة قراءةٍ ممتعةٍ ومثيرةٍ للاهتمام. ومع ذلك، فإنّ بعض المشاهد أو الأفكار قد تكون غير ملائمة للقرّاء الأصغر سناً، لذا يُنصح دائماً بقراءة مراجعات الروايات قبل اتخاذ قرار القراءة. هذه الخطوة الاحترازيّة تضمن أنّ القراءة ستكون آمنة وملائمة للجميع.

    • لوليتا.
    • فلاديمير نابوكوف.
    • ترجمة: خالد الجبيلي.
    • دار الوثائق الورقية.
    • الطبعة الاولى. 2024.
    • 412 صفحة.
يعمل...