منال حدادين فنانة تتلاعب بالصور والرسومات القديمة بروح عصرية
أعمال حدادين، التي ابتكرت شخصية "طرطوش" الكرتونية، تتميز بأهمية الحفاظ على البيئة، بخطوط ناعمة تعتني بالتفاصيل.
الثلاثاء 2025/04/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook

تحقيق المتعة البصرية للمشاهد
عمان - تحاول التشكيلية الأردنية منال حدادين إيجاد مساحة من المقاربة بين الرسم والنحت، إذ تستخدم في سطوح لوحاتها ضربات فرشاة تقترب من شكل النحت وإن كانت المواد المستخدمة هي الأكريليك والزيت على القماش.
لذا يبدو الشكل في عدد من أعمال حدادين كما لو أنه يتكون من منمنمات لونية صغيرة، تتجمع كما خيوط التطريز معا لتظهر الصورة الكلية التي غالبا ما تحتوي على مشاهد إنسانية وتعبر عن أوقات عائلية، حيث الاجتماع على طاولة الطعام، أو اللعب الجماعي في رحلة لأسرة ما، أو الالتفاف حول الجدة بثوبها المطرز.
منال حدادين تستخدم الوسائط المتعددة جامعة بين الألوان المائية والأصباغ والأكريليك والفن الرقمي والكولاج
والملفت في أعمال الفنانة التشكيلية هو قدرتها على استخدام الوسائط المتعددة التي تجمع بين الألوان المائية والأصباغ والأكريليك والفن الرقمي والكولاج والتركيب، ويظهر ذلك بوضوح في لوحاتها التي تتناول الحرب على غزة، وفيها صورت الفنانة معاناة الجموع البشرية في رحلة التهجير، بالتركيز على الأطفال تحديدا، كاشفة قدرتها على المزج بين الصورة الحقيقية والفن الرقمي.
وتظهر أجزاء من الصورة الفوتوغرافية مع العديد من الرموز المرسومة التي تعبر عما تحدثه الحرب في روح الإنسان من دمار، مع لمسات من الأمل التي تبثها الفنانة لتشير إلى معاني الصمود. مثال ذلك لوحتها التي جاءت وفق طبقات، حيث تظهر في الخلفية صورة فوتوغرافية للحرب على غزة، بينما تبرز في المقدمة صورة الموناليزا الشهيرة وهي تحتضن العالم في قلبها مع بقاء تلك النظرة المحيرة التي تتأرجح بين الألم والأمل.
كذلك الأمر في اللوحة التي أنجزتها حدادين حول رمز “البطيخة” الذي انتشر في الآونة الأخيرة في إشارة إلى القضية الفلسطينية، والتي تقول عنها “عندما رسمت هذه اللوحة في عام 2012 كان هدفي الوحيد هو رسم القبيح والجميل، ولم أكن أعلم حينها أن بعد 9 سنوات سيكون لها معنى أكبر.”
تتميز أعمال حدادين التي عملت مصممة بصرية وابتكرت شخصية “طرطوش” الكرتونية التي استخدمت في العديد من الوسائط للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، بخطوط ناعمة تعتني بالتفاصيل، بخاصة تلك اللوحات المستوحاة من المدن، إذ تظهر التفاصيل المعمارية فيها وهي تندمج مع حياة سكانها، وتركز على قيمة المكان كتراث تتناقله الأجيال وتحافظ عليه على مدار السنوات.

ولعل اعتناء حدادين بالتفاصيل مع قدرتها على التلاعب بالصور والرسومات القديمة وفق روح عصرية، منحها بصمتها الخاصة، كما منح كل لوحة القدرة على تحقيق المتعة البصرية للمشاهد، خصوصا أن الفنانة تختار الألوان الهادئة والطبيعية إلى حد كبير.
وقد عملت منال حدادين سابقا رسامة في مجلة الكرتون العربية، إلى جانب عملها في مجال التوعية الصحية. وخلال عملها رسامة حرة، أنجزت ما يزيد عن 30 كتابا للأطفال، واستخدمت لذلك وسائط متعددة، كما عملت مصممة بصرية للعديد من المنظمات غير الحكومية في الأردن، وقد استفادت من تجربتها تلك في نحت بصمتها الخاصة وتقديم أعمال لا يخطئ كل من يتلقاها في تلمس دفئها وشاعريتها، حتى وهي تخوض في مواضيع قاسية.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أعمال حدادين، التي ابتكرت شخصية "طرطوش" الكرتونية، تتميز بأهمية الحفاظ على البيئة، بخطوط ناعمة تعتني بالتفاصيل.
الثلاثاء 2025/04/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook

تحقيق المتعة البصرية للمشاهد
عمان - تحاول التشكيلية الأردنية منال حدادين إيجاد مساحة من المقاربة بين الرسم والنحت، إذ تستخدم في سطوح لوحاتها ضربات فرشاة تقترب من شكل النحت وإن كانت المواد المستخدمة هي الأكريليك والزيت على القماش.
لذا يبدو الشكل في عدد من أعمال حدادين كما لو أنه يتكون من منمنمات لونية صغيرة، تتجمع كما خيوط التطريز معا لتظهر الصورة الكلية التي غالبا ما تحتوي على مشاهد إنسانية وتعبر عن أوقات عائلية، حيث الاجتماع على طاولة الطعام، أو اللعب الجماعي في رحلة لأسرة ما، أو الالتفاف حول الجدة بثوبها المطرز.

والملفت في أعمال الفنانة التشكيلية هو قدرتها على استخدام الوسائط المتعددة التي تجمع بين الألوان المائية والأصباغ والأكريليك والفن الرقمي والكولاج والتركيب، ويظهر ذلك بوضوح في لوحاتها التي تتناول الحرب على غزة، وفيها صورت الفنانة معاناة الجموع البشرية في رحلة التهجير، بالتركيز على الأطفال تحديدا، كاشفة قدرتها على المزج بين الصورة الحقيقية والفن الرقمي.
وتظهر أجزاء من الصورة الفوتوغرافية مع العديد من الرموز المرسومة التي تعبر عما تحدثه الحرب في روح الإنسان من دمار، مع لمسات من الأمل التي تبثها الفنانة لتشير إلى معاني الصمود. مثال ذلك لوحتها التي جاءت وفق طبقات، حيث تظهر في الخلفية صورة فوتوغرافية للحرب على غزة، بينما تبرز في المقدمة صورة الموناليزا الشهيرة وهي تحتضن العالم في قلبها مع بقاء تلك النظرة المحيرة التي تتأرجح بين الألم والأمل.
كذلك الأمر في اللوحة التي أنجزتها حدادين حول رمز “البطيخة” الذي انتشر في الآونة الأخيرة في إشارة إلى القضية الفلسطينية، والتي تقول عنها “عندما رسمت هذه اللوحة في عام 2012 كان هدفي الوحيد هو رسم القبيح والجميل، ولم أكن أعلم حينها أن بعد 9 سنوات سيكون لها معنى أكبر.”
تتميز أعمال حدادين التي عملت مصممة بصرية وابتكرت شخصية “طرطوش” الكرتونية التي استخدمت في العديد من الوسائط للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، بخطوط ناعمة تعتني بالتفاصيل، بخاصة تلك اللوحات المستوحاة من المدن، إذ تظهر التفاصيل المعمارية فيها وهي تندمج مع حياة سكانها، وتركز على قيمة المكان كتراث تتناقله الأجيال وتحافظ عليه على مدار السنوات.

ولعل اعتناء حدادين بالتفاصيل مع قدرتها على التلاعب بالصور والرسومات القديمة وفق روح عصرية، منحها بصمتها الخاصة، كما منح كل لوحة القدرة على تحقيق المتعة البصرية للمشاهد، خصوصا أن الفنانة تختار الألوان الهادئة والطبيعية إلى حد كبير.
وقد عملت منال حدادين سابقا رسامة في مجلة الكرتون العربية، إلى جانب عملها في مجال التوعية الصحية. وخلال عملها رسامة حرة، أنجزت ما يزيد عن 30 كتابا للأطفال، واستخدمت لذلك وسائط متعددة، كما عملت مصممة بصرية للعديد من المنظمات غير الحكومية في الأردن، وقد استفادت من تجربتها تلك في نحت بصمتها الخاصة وتقديم أعمال لا يخطئ كل من يتلقاها في تلمس دفئها وشاعريتها، حتى وهي تخوض في مواضيع قاسية.
ShareWhatsAppTwitterFacebook