الاسمدة الكيميائية بين زيادة الانتاج و تدمير التربة تدهور التربة و اضرار الاسمدة الكيميائية :
" التربة ليست مجرد وعاء نزرع فيه ، انها كائن حي يتنفس"
لكن هذه التربة اليوم تعاني من اجهاد شديد بسبب الممارسات الزراعية غير المتوازنة ، و على راسها الاستخدام المفرط للاسمدة الكيميائية .
_ التربة التي كانت غنية و مليئة بالحياة اصبحت تفقد خصوبتها تدريجيا ، حتى باتت بعض الاراضي غير قادرة على الانتاج بدون جرعات متزايدة من الاسمدة ، و كأنها دخلت في دوامة الادمان
_ كيفية مساهمة الاسمدة الكيميائية في تدهور التربة :
_ قتل الحياة الدقيقة في التربة :
التربة السليمة تحتوي على مليارات الكائنات الحية الدقيقة ( بكتيريا ، فطريات نافعة ، ديدان ) التي تلعب دورا اساسيا في تحليل المواد العضوية و تحويلها الى مغذيات جاهزة للنباتات .
لكن عند الافراط في استخدام الاسمدة الكيميائية ، تتغير تركيبة التربة و يحدث تسمم بيئي يؤدي الى موت هذه الكائنات الحيوية ، مما يحول التربة الى وسط ميت غير قادر على التجدد طبيعيا .
_ تملح التربة و تصلبها :
الاسمدة تحتوي على نسبة عالية من الاملاح ، و عندما تستخدم بكثرة دون ادارة صحيحة ، فإنها تتراكم في التربة ، مما يؤدي الى :
_ تصلب التربة و جعلها غير قادرة على امتصاص الماء و الهواء .
_ ضعف انبات النباتات بسبب ارتفاع نسبة الملوحة .
_ انخفاض الانتاج الزراعي بمرور السنوات رغم استخدام كميات اكبر من الاسمدة .
_ تسرب النترات الى المياه الجوفية :
عند اضافة الاسمدة النيتروجينية بكميات زائدة ، لا تمتصها النباتات بالكامل ، بل تتسرب مع مياه الري الى الطبقات العميقة من التربة ، لتصل الى المياه الجوفية .
هذه الظاهرة تؤدي الى :
_ تلوث مياه الشرب بمواد ضارة تسبب مشكلات صحية خطيرة للانسان و الحيوان .
_ الاضرار بالكائنات البحرية عند وصول النترات الى الانهار و البحار ، مما يؤدي الى تكاثر الطحالب بشكل مفرط ، و هي ظاهرة تعرف باسم التخثث ، و التي تخنق الحياة المائية و تؤدي الى موت الاسماك و الكائنات البحرية .
_ انخفاض جودة المحاصيل الزراعية :
الاسمدة الكيميائية تركز على تزويد النباتات بالعناصر الاساسية ( النيتروجين ، الفوسفور ، البوتاسيوم ) ، لكنها تفتقر الى العديد من العناصر الدقيقة الضرورية لصحة النبات و الانسان ، مثل الزنك ، الحديد ، و المغنيسيوم .
_ ينتج عن هذا :
محاصيل زراعية بحجم كبير و لكن بقيمة غذائية ضعيفة .
ضعف النكهة و الجودة مقارنة بالمحاصيل المزروعة بطرق طبيعية .
زيادة الحاجة الى المكملات الغذائية في النظام الغذائي البشري لتعويض نقص المعادن في الطعام .
_ ادمان التربة على الاسمدة الكيميائية :
مع مرور الوقت ، تصبح التربة معتمدة بشكل كامل على الاسمدة الصناعية ، حيث تفقد قدرتها على انتاج المغذيات طبيعيا .
هذا يعني ان الفلاحين يضطرون الى استخدام كميات اكبر من الاسمدة عاما بعد عام للحفاظ على الانتاج ، مما يؤدي الى :
زيادة التكاليف الزراعية ، حيث تصبح الزراعة عبئا ماليا كبيرا على الفلاحين .
استنزاف الموارد الطبيعية ، لان انتاج الاسمدة الصناعية يتطلب كميات هائلة من الطاقة و المواد الخام .
دخول الزراعة في دوامة غير مستدامة ، حيث يصبح من الصعب التراجع عن استخدام الاسمدة دون التأثير على الانتاج .
التربة كنز ثمين ، لكننا اليوم نستنزفها دون وعي .
_ استمرار الاستخدام العشوائي للاسمدة الكيميائية يقودنا نحو مستقبل زراعي غير مستدام .
_ فهل هناك حلول؟
هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني ان شاء الله
شيماء نوراني
" التربة ليست مجرد وعاء نزرع فيه ، انها كائن حي يتنفس"
لكن هذه التربة اليوم تعاني من اجهاد شديد بسبب الممارسات الزراعية غير المتوازنة ، و على راسها الاستخدام المفرط للاسمدة الكيميائية .
_ التربة التي كانت غنية و مليئة بالحياة اصبحت تفقد خصوبتها تدريجيا ، حتى باتت بعض الاراضي غير قادرة على الانتاج بدون جرعات متزايدة من الاسمدة ، و كأنها دخلت في دوامة الادمان
_ كيفية مساهمة الاسمدة الكيميائية في تدهور التربة :
_ قتل الحياة الدقيقة في التربة :
التربة السليمة تحتوي على مليارات الكائنات الحية الدقيقة ( بكتيريا ، فطريات نافعة ، ديدان ) التي تلعب دورا اساسيا في تحليل المواد العضوية و تحويلها الى مغذيات جاهزة للنباتات .
لكن عند الافراط في استخدام الاسمدة الكيميائية ، تتغير تركيبة التربة و يحدث تسمم بيئي يؤدي الى موت هذه الكائنات الحيوية ، مما يحول التربة الى وسط ميت غير قادر على التجدد طبيعيا .
_ تملح التربة و تصلبها :
الاسمدة تحتوي على نسبة عالية من الاملاح ، و عندما تستخدم بكثرة دون ادارة صحيحة ، فإنها تتراكم في التربة ، مما يؤدي الى :
_ تصلب التربة و جعلها غير قادرة على امتصاص الماء و الهواء .
_ ضعف انبات النباتات بسبب ارتفاع نسبة الملوحة .
_ انخفاض الانتاج الزراعي بمرور السنوات رغم استخدام كميات اكبر من الاسمدة .
_ تسرب النترات الى المياه الجوفية :
عند اضافة الاسمدة النيتروجينية بكميات زائدة ، لا تمتصها النباتات بالكامل ، بل تتسرب مع مياه الري الى الطبقات العميقة من التربة ، لتصل الى المياه الجوفية .
هذه الظاهرة تؤدي الى :
_ تلوث مياه الشرب بمواد ضارة تسبب مشكلات صحية خطيرة للانسان و الحيوان .
_ الاضرار بالكائنات البحرية عند وصول النترات الى الانهار و البحار ، مما يؤدي الى تكاثر الطحالب بشكل مفرط ، و هي ظاهرة تعرف باسم التخثث ، و التي تخنق الحياة المائية و تؤدي الى موت الاسماك و الكائنات البحرية .
_ انخفاض جودة المحاصيل الزراعية :
الاسمدة الكيميائية تركز على تزويد النباتات بالعناصر الاساسية ( النيتروجين ، الفوسفور ، البوتاسيوم ) ، لكنها تفتقر الى العديد من العناصر الدقيقة الضرورية لصحة النبات و الانسان ، مثل الزنك ، الحديد ، و المغنيسيوم .
_ ينتج عن هذا :
محاصيل زراعية بحجم كبير و لكن بقيمة غذائية ضعيفة .
ضعف النكهة و الجودة مقارنة بالمحاصيل المزروعة بطرق طبيعية .
زيادة الحاجة الى المكملات الغذائية في النظام الغذائي البشري لتعويض نقص المعادن في الطعام .
_ ادمان التربة على الاسمدة الكيميائية :
مع مرور الوقت ، تصبح التربة معتمدة بشكل كامل على الاسمدة الصناعية ، حيث تفقد قدرتها على انتاج المغذيات طبيعيا .
هذا يعني ان الفلاحين يضطرون الى استخدام كميات اكبر من الاسمدة عاما بعد عام للحفاظ على الانتاج ، مما يؤدي الى :
زيادة التكاليف الزراعية ، حيث تصبح الزراعة عبئا ماليا كبيرا على الفلاحين .
استنزاف الموارد الطبيعية ، لان انتاج الاسمدة الصناعية يتطلب كميات هائلة من الطاقة و المواد الخام .
دخول الزراعة في دوامة غير مستدامة ، حيث يصبح من الصعب التراجع عن استخدام الاسمدة دون التأثير على الانتاج .
التربة كنز ثمين ، لكننا اليوم نستنزفها دون وعي .
_ استمرار الاستخدام العشوائي للاسمدة الكيميائية يقودنا نحو مستقبل زراعي غير مستدام .
_ فهل هناك حلول؟
هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني ان شاء الله
شيماء نوراني