الاسمدة الكيميائية بين زيادة الانتاج و تدمير التربة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسمدة الكيميائية بين زيادة الانتاج و تدمير التربة

    الاسمدة الكيميائية بين زيادة الانتاج و تدمير التربة تدهور التربة و اضرار الاسمدة الكيميائية :
    " التربة ليست مجرد وعاء نزرع فيه ، انها كائن حي يتنفس"
    لكن هذه التربة اليوم تعاني من اجهاد شديد بسبب الممارسات الزراعية غير المتوازنة ، و على راسها الاستخدام المفرط للاسمدة الكيميائية .
    _ التربة التي كانت غنية و مليئة بالحياة اصبحت تفقد خصوبتها تدريجيا ، حتى باتت بعض الاراضي غير قادرة على الانتاج بدون جرعات متزايدة من الاسمدة ، و كأنها دخلت في دوامة الادمان
    _ كيفية مساهمة الاسمدة الكيميائية في تدهور التربة :
    _ قتل الحياة الدقيقة في التربة :
    التربة السليمة تحتوي على مليارات الكائنات الحية الدقيقة ( بكتيريا ، فطريات نافعة ، ديدان ) التي تلعب دورا اساسيا في تحليل المواد العضوية و تحويلها الى مغذيات جاهزة للنباتات .
    لكن عند الافراط في استخدام الاسمدة الكيميائية ، تتغير تركيبة التربة و يحدث تسمم بيئي يؤدي الى موت هذه الكائنات الحيوية ، مما يحول التربة الى وسط ميت غير قادر على التجدد طبيعيا .
    _ تملح التربة و تصلبها :
    الاسمدة تحتوي على نسبة عالية من الاملاح ، و عندما تستخدم بكثرة دون ادارة صحيحة ، فإنها تتراكم في التربة ، مما يؤدي الى :
    _ تصلب التربة و جعلها غير قادرة على امتصاص الماء و الهواء .
    _ ضعف انبات النباتات بسبب ارتفاع نسبة الملوحة .
    _ انخفاض الانتاج الزراعي بمرور السنوات رغم استخدام كميات اكبر من الاسمدة .
    _ تسرب النترات الى المياه الجوفية :
    عند اضافة الاسمدة النيتروجينية بكميات زائدة ، لا تمتصها النباتات بالكامل ، بل تتسرب مع مياه الري الى الطبقات العميقة من التربة ، لتصل الى المياه الجوفية .
    هذه الظاهرة تؤدي الى :
    _ تلوث مياه الشرب بمواد ضارة تسبب مشكلات صحية خطيرة للانسان و الحيوان .
    _ الاضرار بالكائنات البحرية عند وصول النترات الى الانهار و البحار ، مما يؤدي الى تكاثر الطحالب بشكل مفرط ، و هي ظاهرة تعرف باسم التخثث ، و التي تخنق الحياة المائية و تؤدي الى موت الاسماك و الكائنات البحرية .
    _ انخفاض جودة المحاصيل الزراعية :
    الاسمدة الكيميائية تركز على تزويد النباتات بالعناصر الاساسية ( النيتروجين ، الفوسفور ، البوتاسيوم ) ، لكنها تفتقر الى العديد من العناصر الدقيقة الضرورية لصحة النبات و الانسان ، مثل الزنك ، الحديد ، و المغنيسيوم .
    _ ينتج عن هذا :
    محاصيل زراعية بحجم كبير و لكن بقيمة غذائية ضعيفة .
    ضعف النكهة و الجودة مقارنة بالمحاصيل المزروعة بطرق طبيعية .
    زيادة الحاجة الى المكملات الغذائية في النظام الغذائي البشري لتعويض نقص المعادن في الطعام .
    _ ادمان التربة على الاسمدة الكيميائية :
    مع مرور الوقت ، تصبح التربة معتمدة بشكل كامل على الاسمدة الصناعية ، حيث تفقد قدرتها على انتاج المغذيات طبيعيا .
    هذا يعني ان الفلاحين يضطرون الى استخدام كميات اكبر من الاسمدة عاما بعد عام للحفاظ على الانتاج ، مما يؤدي الى :
    زيادة التكاليف الزراعية ، حيث تصبح الزراعة عبئا ماليا كبيرا على الفلاحين .
    استنزاف الموارد الطبيعية ، لان انتاج الاسمدة الصناعية يتطلب كميات هائلة من الطاقة و المواد الخام .
    دخول الزراعة في دوامة غير مستدامة ، حيث يصبح من الصعب التراجع عن استخدام الاسمدة دون التأثير على الانتاج .
    التربة كنز ثمين ، لكننا اليوم نستنزفها دون وعي .
    _ استمرار الاستخدام العشوائي للاسمدة الكيميائية يقودنا نحو مستقبل زراعي غير مستدام .
    _ فهل هناك حلول؟
    هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني ان شاء الله
    شيماء نوراني
يعمل...