مصطفى صادق بن عبد الرزاق الرافعي Al-Rafe'y أديب وشاعرمن أئمة اللغة والبيان بعصره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصطفى صادق بن عبد الرزاق الرافعي Al-Rafe'y أديب وشاعرمن أئمة اللغة والبيان بعصره

    رافعي (مصطفي صادق)

    Al-Rafe'y (Mustafa Sadiq-) - Al-Rafe'y (Mustafa Sadiq-)

    الرافعي (مصطفى صادق -)
    (1298-1356هـ/1881-1937م)

    مصطفى صادق بن عبد الرزاق الرافعي، إمام من أئمة اللغة والبيان في عصره، وأديب وشاعر واحد أصحاب المدارس الأدبية الحديثة في الوطن العربي. مصري المولد والوفاة، وأصله من طرابلس الشام، ولد في قرية بهتيم في مديرية القليوبية في مصر لأب طرابلسي وأم حلبية. غلب على آبائه الانصراف لطلب العلم والعمل به، فكان منهم الفقهاء والقضاة، وكان والده أول أساتذته فأخذ عنه مبادئ العلوم الدينية. ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، وعانى كثيراً من تهكم أساتذته بسبب رداءة خطه، فتوقف عن متابعة الدراسة في المدارس الرسمية وأكبَّ على مكتبة أبيه الغنية ينهل منها، وأخذ يطلب المزيد مما لم يرد فيها لشغفه بالتحصيل والبحث. كان للصمم الذي أصيب به وهو في الثلاثين من عمره أكبر الأثر في ابتعاده عن الناس، وكانت مكتبته هي دنياه التي يعيش فيها. انتظم في سلك الوظيفة الحكومية التي كان فيها مثالاً يُحتذى في دقته وانضباطه وإخلاصه.
    بدأ الرافعي ينظم الشعر ولمّا يبلغ العشرين من عمره، وينشره في الصحف والمجلات، فاشتهر اسمه، وحين قدّم لديوان حافظ إبراهيم[ر] كانت هذه المقدمة حديث الأدباء آنذاك في مصر وسواها. وحين أصدر ديوانه في ثلاثة أجزاء ،جعل مقدمة لكل جزء تناول فيها أبرز قضايا الشعر، فتألق نجمه والتف حوله عدد كبير من الأدباء الشبان ينهلون من أدبه وينهجون منهجه، وتحوّل مع مرور الوقت إلى مدرسة أدبية شعرية معروفة. تعلّق قلبه بالأديبة مي زيادة[ر] وكان يعنيها في الكثير من شؤون الحب التي كتبها. حصلت بينه وبين أعلام عصره من الأدباء مثل طه حسين[ر] وعباس محمود العقاد[ر] خصومات ومنافسات أدبية، وكان للرافعي أسلوبه الخاص في النقد تميز بالشدة والعنفوان، ولم يتأثر في أسلوبه الأدبي بأحد من شيوخ الأدب والشعر الذين أدركهم بل كان أحد شعراء عصره المجيدين وكاتباً من كتّابه المتقدمين.
    كتب الرافعي أيضاً قسماً كبيراً من مقالاته للدفاع عن الإسلام بأسلوب متميز. كما أسهم في الكتابة للصحافة في الشؤون الوطنية مما يهم المصريين والعرب، ودلّت مقالاته على غزارة فكره وبُعد نظره وإخلاصه لوطنه وأمته، وكان يذكِّر في كتاباته بأدباء الأمة في عصورها الزاهية من بلاغة عربية مترفة وذوق رفيع وعاطفة صادقة وأداء قوي ومؤثر في نفوس المتلقين وعقولهم. وكان يفخر في مجالسه الخاصة بأناشيده التي رددتها الجماهير.
    يُعدّ كتاب الرافعي «إعجاز القرآن والبلاغة النبوية» الأول من كتب العصر الحديث التي تناولت الإعجاز القرآني، ولكنه سطّره على نمط أسلوبي رفيع جداً. ومن مؤلفاته أيضاً «أوراق الورد، رسائلها ورسائله» ضمّ فيه رسائله إلى رسائل الأديبة مي زيادة. و«تاريخ آداب العرب» أرّخ فيه للأدب العربي في عصور مختلفة، نُشر في حياته منه جزءان، ونشر الجزء الثالث بعد وفاته، ونال به مكاناً سامياً بين أدباء عصره. و«تحت راية القرآن» وهو مقالات في الأدب العربي وفي الرد على طه حسين فيما سطره من الآراء في كتابه «الشعر الجاهلي». كما كتب الرافعي «رسائل الأحزان» وهو في فلسفة الجمال والحب، و«السحاب الأحمر» ويدور في معظمه حول المرأة في حبها وبغضها، و«على السَّفُّود» وهو نظرات أبداها في ديوان عباس محمود العقاد، وبرز في هذا الكتاب اتجاه الرافعي الأدبي، و«وحي القلم» الذي بلغ فيه الذروة في الأدب الرفيع وفيه تتجلى معالم شخصيته الأدبية المتميزة.
    توفي الرافعي في القاهرة، ورثاه الأدباء.
    محمود أرناؤوط
    مراجع للاستزادة:
    ـ أدهم آل الجندي، أعلام الأدب والفن (مطبعة الاتحاد، دمشق 1958).
    ـ محمد سعيد العريان، حياة الرافعي (مطبعة الرسالة، القاهرة 1939).
    ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية (المكتبة الشرقية، بيروت 1983).
يعمل...
X